بمسئولية وطنيه وتجرد أكتب مغردا بصراحه إنطلاقا من هذا الموقف الوطنى العظيم للرئيس السيسى ، والملك عبدالله ، والخارجيه السعوديه التى أصدرت بيانا تاريخيا ، وجميعهم تصدوا بقوه لسخافة ترامب وهرتلته ، ورفضوا بوضوح نهجه اللعين حيال فرض التهجير على أهل غزة الكرام ، وجعل سيناء والأردن وطنا بديلا لهم وذلك تناغما مع نبض كل الشعوب العربيه ، ولعلها فرصه تعظيما للقوه ، وتأكيدا لتلاحم القيادات مع الإراده الشعبيه ، أتناول بشفافيه جانبا من واقعنا المعاصر ، الذى بات ملتبسا دوليا ومحليا ، الأمر الذى معه تقزمت السياسه ، خاصة بعد أن واكب ذلك محاولة البعض أن يجعل ذلك تكئه لتصدير أن المرحله تتطلب مزيدا من الإصطفاف ، وتلك غايه نبيله لايختلف عليها أحد ، بل إننى أعتبرها من الواجبات فى تلك المرحله الدقيقه التى يمر بها وطننا الغالى وكل الأوطان العربيه ، لكن الخطوره محاولة البعض تصدير أن مبتغاه من تلك الدعوه للإصطفاف ينطلق من حتمية قصر دور الأحزاب على من يرون لهم أن يتصدروا المشهد وإفساح المجال لهم لينالوا كل الدعم من الوزراء ، والمحافظين ، وجميع من فى دولاب العمل الإدارى ، ورأيهم مطاع ، وكلمتهم مسموعه ، وجعل باقى الأحزاب على سبيل التذكار لتصدير أمام العالم الخارجى أن لدينا تعدديه حزبيه ، لذا يتم ذكرهم فى الوقت المناسب ، والتصور المرسوم ، والآليه التى يتم تحديدها وليس عليهم إلا التنفيذ ، والدفع بأشخاص بعينهم لتحمل المسئوليه النيابيه ، وقصر الأداء السياسى على المسموح لهم فقط من شخصيات مجتمعيه .
هذا الذى يحدث يكاد يقضى على التجربه الحزبيه برمتها لإنعدام أهم مكوناتها وهى المنافسه ، وإفساح المجال للجميع فى العطاء ، لذا عمل على تعميق إضعاف الأحزاب ، وهذا طبيعى لأن أى عاقل لايمكن له أن يمارس سياسه إنطلاقا من أحزاب يعرف أنها أحزاب كرتونيه ، فيندفع للأحزاب المرضى عنها لينعم بالقرب من المسئولين ، وطرح نفسه للرأى العام على أنه جزء من الأحزاب التى تمتلك سلطه ، خاصة وأن التواجد بالبرلمان لتلك الأحزاب الكرتونيه يكون مقصورا على القيادات على سبيل التذكار ، لذا بات من الطبيعى وبتبجح كبير أن يكون رئيس الحزب نائبا بالشيوخ وإبنته التى لم تطأ قدماها الحزب عضوا بالنواب ، ورئيس حزب آخر أيضا عضوا بالشيوخ ، وإبنه الشاب الصغير عضوا بالنواب ، بالضبط كما فى البرلمان الحالى بشقيه الشيوخ والنواب ، وتلك فى تقديرى خطيئة سياسيه سجلت فى صفحات التاريخ على سبيل التندر ، لذا يتعين علاج تلك الظواهر السلبيه تعميقا للمصداقيه ، لاترسيخه وتعميقه تحت زعم أهمية الإصطفاف والإبتعاد عن الصراعات لمواجهة ترامب .
خطورة ذلك أن نتائجه القضاء على الحياه السياسيه بكاملها ، وإحداث فراغ برلمانى وحزبى مما يؤثر سلبا على مقدرات الوطن ، وتلك نتيجه طبيعيه لأنه إذا كان كل ذلك يتم على هذا النحو فكيف يمكن لعاقل أن يشارك فى حياه سياسيه ، أو يبذل جهدا فى الأحزاب ، أو حتى يشارك بحقه الدستورى فى الإدلاء بصوته فى الإنتخابات ، أويرشح نفسه فى الإنتخابات البرلمانيه ، ويبدد جهده ، ويخسر مالديه من مال ، ويتحمل عنت كبير منها مايطاله من مكائد بحقه لدى الأجهزه من شماشرجية تلك الأحزاب ولى فى ذلك تجربه شخصيه مؤلمه ، رغم أن النتيجه معروفه سلفا أن من تم إعدادهم وطرحهم وفق هذا النهج هم النواب ودونهم ديكور ، الأمر الذى جعل البعض يرى بأن يتم تعيين من يريدون بالبرلمان ، ويوفروا الأموال الطائله نظرا للظروف الإقتصاديه الصعبه التى تمر بها البلاد ، دون إدراك أن هذا منطلق تردى يطال كل الناس ، وسلبيه بغيضه لانتمناها .
إنطلاقا من ذلك أرصد قناعه خطيره إعترت البعض خاصة الشباب ، على خلفية هذا المناخ الصعب الذى خلفه تصريحات ترامب العنصريه منطلقها أن السياسه أصبحت فى نظرهم كدبه كبيره ، وكذلك الأحزاب ، والإنتخابات كدبه كبيره أيضا ، وهنا مكمن الخطر لأن تنامى تلك القناعه يدفع فى طريق السلبيه القاتله ، فى المقابل يدفع هذا التوجه للقضاء على أى وجود سياسى ، أو دور مجتمعى خاصة بعد رصد ترتيبات للدفع بشخصيات كل مؤهلاتهم أنهم يمتلكون المال لتجهيزهم كمشروع نائب بالبرلمان ، والناس ترصد ذلك بسخريه ، وكثر منهم يبحثون عن إستفاده يحصلون عليها إتساقا مع هذا النهج .
قولا واحدا .. مصر العظيمة تستحق أن يكون نهج الحياه السياسيه ، والممارسه الحزبيه فيها قائما على أسس راسخه ، ومبادىء محترمه ، لذا فإن من يظن من الساسه الجدد ، ومن يرسم لهم معالم الطريق من خلال تصدر المشهد عبر أحزاب يفرضون وجودهم على الساحه فرضا ، لإستكمال الديكور السياسى ، والمشهد الحزبى والنيابى ، طوعا أو كرها أن هذا النهج الذى يتبعونه يصنع قادة المستقبل من الساسه ، واهين بحق ، لأن بنيانهم هش ، وتربيتهم السياسيه ليست على أسس موضوعيه ، ولنا فى النهاية الدراماتيكيه لتجربة المهرولين من حزب مصر إلى الحزب الوطنى ، ومن الحزب الوطنى إليهم أبلغ دليل .
خلاصة القول .. يتعين أن يدرك الجميع أن المرحله الراهنه تستلزم مزيدا من العطاء ، مزيدا من الشفافية ، مزيدا من البذل وإخراج الطاقات عند الجميع ، مزيدا من الإلتفاف حول القياده السياسيه ، مزيدا من الشفافيه ، مزيدا من الإحساس بالمسئوليه ، هذا الطرح منطلقه التفكير بصوت مسموع لعل هناك من ينتبه ويبنى عليه وينتبه لمضامينه لأن الغايه نبيله وهى أن يكون وطننا الغالى أعظم الأوطان .