أيها الحزن كفى فقد فقدت القدره على التحمل ، دعني أتأمل واقعنا وأتجاوز عثراته ، لعل الناس ينتبهون ، دعنى أنطلق لعلنى أستطيع إنقاذ ماتبقى لدينا من إنسانيه ممزوجه بجعل الحق منطلقا فى الحياه ، لتستقيم الأمور بالوطن ويعرف الناس حجم الخطر الذى يلاحقنا عبر تهديدات ترامب الملعونه ، هكذا حالى حيث ينتابنى حالة من القلق الشديد على وطننا الغالى مرجع ذلك ماتابعته من تحليلات عقب هزل ترامب وتهديداته وماتوافر لدى من معلومات بحكم موقعى الصحفى إلى الدرجه التى أكاد معها أصرخ ليسمع الأصم صرخاتى أن نصطف جميعا للحفاظ على وطننا الغالى ، تعاظم القلق حيث أدرك أن الحياه باتت موحشه وتشابكت مجرياتها وتعاظمت أحوالها بعد تنامى الظواهر السلبيه بالمجتمع حتى باتت تمثل كارثه حقيقيه تهدد المجتمع بكامله وليس أدل على ذلك مما ندركه من كارثة الإنتحار التى تتزايد بشكل بشع وصوره مرعبه ، وهزل المشتاقين لمقعد بالبرلمان .
بث مباشربرز أمامى بالأمس على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بلا بحث أو عناء ، وهو يتعلق بسيده من قرية خرسيت بالغربيه تنتحر على الهواء مباشرة بتناول حبة غله بعد أن طرحت مأساتها ، والتى مرجعها تورطها فى تسديد قروض لبعض الأشخاص بقرية كفرخضر مركز طنطا ، وقبل أيام أقدم طالب على إنهاء حياته بعد رسوبه فى إمتحانات منتصف العام ، تاركا رساله يعتذر فيها لأسرته ، عن عدم قدرته على مواجهتهم ، وفى الشهر الماضى تخلص شاب من حياته شنقًا داخل مسكنه بعين شمس بالقاهره ، وتخلص شخص من حياته شنقًا أسفل الطريق الدائري غرب الجيزة .
يبقى الإبتزاز الإلكترونى أهم أسباب الإنتحار كما يقول مرصد الأزهر ، فى إشاره إلى أنه تسبب خاصة للفتيات خلال السنوات الماضية ، في وقوع بعض حالات الإنتحار، حيث يتم تهديد الضحية بنشر صور، أو مقاطع فيديو ، أو تسريب بيانات شخصية ، أو معلومات خاصة بها من أجل الحصول على مكاسب مادية ، أو إجبار الضحية على القيام بأعمال منافية للقيم والأخلاق ، مما يدفع الفتاة إلى اعتبار أن الانتحار هو المخرج الوحيد من هذه الأزمة ، وقال الأزهر ناصحا الفتيات إن الانتحار ليس حلًّا لمثل هذه المشاكل ، وإنما يجب على من يقع ضحية للابتزاز أن يتحلى بالشجاعة في الوقوف ضد هذا العمل الإجرامي ، وإشراك الأسرة ، وتجاهل التهديدات ، كما يجب على الأسرة خصوصًا الأب والأم التصرف بحكمة وعقلانية مع بناتهن وعدم توجيه عبارات اللوم والتجريح لهن ، بل عليهم إتباع التصرف القانوني المناسب وتقديم هذا المبتز للعدالة ، وفتح آفاق الحوار مع بناتهن وردم الفجوة بينهم .
واكب حالات الإنتحار زخم غريب وعجيب يتخلل مانتعايشه من أجواء دوليه ، وعربيه على خلفية تصريحات ترامب الكارثيه ، حيث نكون فى صراع مع الحياه للتصدى لهذا الإجرام الأمريكى ، والبهوات فى وطننا فى صراع لحجز مقعد بالبرلمان ، والقيادات الحزبيه فى صراع لإثبات وجودهم على الساحه المجتمعيه ، إنطلاقا من أن كل حزب يحاول إثبات أنه رقم واحد فى المعادله السياسيه والإنتخابيه ، وحتى الحزبيه ، وكنت أتمنى أن ينطلق جميعهم وسط الشعب بإسم مصر يطمئنونه ، ويحتضنون وجدانه ، ويردون على اسئلة أهالينا الطيبين الذين يحاصروننى بأسئلتهم البسيطه والعظيمه طوال الوقت حيث أتعايش وسطهم ، وجميع هؤلاء المفروض أن لهم تأثير لدى الناس أكبر من المسئولين .
أليس من الطبيعى أن يستنفر هؤلاء جميعا لوضع تصور شعبى لما هو قادم من الأيام .. أليس من الطبيعى أن يستنفر الجميع لتلك الحوادث ، وأن تبحث أجهزة الأمن عن المتسببين وردعهم وسحقهم لتطهير المجتمع من شرورهم ، والوصول للدوافع لتكون منطلقا لأساتذة علم النفس عند دراسة تلك الظاهره ، ويقول لنا أساتذة الطب النفسي ماذا يعنى ذلك بالنسبه لمجتمعنا ، ولايكتفى بتحرير محضر ودفن الضحيه ، ماطرحته أرى أنه يكفى مبررا لأن يهتز المجتمع ، ويستنفر كل من فيه لأننا نتحدث عن خطر يطال وجودنا فى الأساس بالمجتمع كأبناء هذا الوطن الغالى .