تنتابنى حاله من الرعب على وطنى الغالى الحبيب بعد إدراك أنه فى خطر داهم ، وبلاء عظيم ، ويتربص به المجرمون من كل صوب وحدب ، وإدراك أن الأمر ليس مقصورا على تهجير أهل غزه إلى سيناء ، وجعلها وطنا لهم فحسب ، بل إن الأمر أكبر من ذلك بكثير، تجلى ذلك بعد أن كشف ترامب عن نواياه الخبيثة بجعل سيناء مقابل سد النهضه ، وإستيلاء أمريكا على غزه لإحياء قناة بونجوريون لتركيع الجميع فى القلب منهم كل العرب ، الذين تسابق معظمهم لنيل رضاء ترامب ، ومنحه مايريد من تريليونات .
يتعين أن نعلى قيمة الإصطفاف الوطنى بجد ، وتحقيق مصالحه وطنيه بجد ، بعيدا عن الطبل ، والزمر ، والهجص الذى يصدره الإعلاميبن ، وبعض الساسه اللولبيين ، وقادة الأحزاب المرفهين ، الذين ينطلق إصطفافهم من اللقطه والشو ، وليستقر اليقين أن تضامن الشعب على قلب رجل واحد بجد خلف الرئيس أقوى من أى آليات أخرى ، والتخلص عن المكائد والدسائس والقهر منطلقات للتضحيه والفداء ، يتعين على أبناء الوطن حتمية الإصطفاف ونبذ الخلاف ، وإعلان التعبئه العامه ، وشحذ الهمم ليس للتطاحن الحزبى الهزلى إنما لحماية الوطن ، والزود عنه كل مكروه وسوء ، جنبا إلى جنب مع قادتنا ، هذا الإصطفاف أراه ضرورة حتميه فى تلك المرحله الفارقه من عمر الوطن ، لأنه سيفشل أى مخطط خارجى مجرم يريد النيل من مقدراتها ، وهذا لن يتأتى إلا بإستنفار مابداخل المصريين من وطنيه صادقه ، والعمل على وقف الإستدانه ، وتعميق حقوق الإنسان .
يتعاظم ذلك بموقف عربى صلب إنطلاقا من مصر ، ولتأكيد ذلك لابد من تحصين الجبهة الداخليه لدى العرب فى القلب منهم أيضا مصر ، التى تعد من أهم دول الدنيا بموقعها الإستراتيجى بقناة السويس ، وإطلالتها على البحر الأحمر ، مصر ليست دوله ضعيفه ، بل إن اليقين راسخ أن صمود الدوله المصريه ستفشل أى مخطط خارجى مجرم يريد النيل من مقدراتها ، وهذا لن يتأتى إلا بإستنفار مابداخل المصريين من وطنيه صادقه ، والعمل على وقف الإستدانه ، وتعميق حقوق الإنسان ، لاأقول كلام هرتله أو حديث منطلقه شعارات أو نابع من مزايدات إنما أقر واقع جسده تاريخ المصريين ، وماصمود رجال الشرطه بالإسماعيليه أمام الإنجليز ببعيد ، وما حرب أكتوبر المجيده إلا خير دليل ، فالننتبه لما يحاك لنا من مؤامرات وماهو قادم من الأيام ، إن التصدى بكل قوة لكل المخططات الصهيونية أراه واجبا وطنيا تستنفر فيه الإراده الوطنيه وتستخدم فيه كل الأسلحه وكافة وسائل الضغط على هؤلاء المجرمين .
يتعين ضرورة الإنتباه إلى أنه حتى ولو كانت البيانات التى تصدر من حكام العرب لها مدلولات هامه ، إلا أن هذا الإجرام الأمريكى لايمكن مواجهته ببيانات الشجب والإدانة وفقط ، بل يتطلب تحركًا عمليًا على مختلف المستويات لمواجهته ، والتصدي له بكل الطرق المشروعة ، من هنا فالعرب فى القلب منهم مصر أمام إختبار صعب ، نبه له حديث ترامب فى المؤتمر الصحفى مع نتنياهو إلى أهمية أن يحدث كل الحكام العرب مراجعه لسياساتهم مع شعوبهم وجعلها قائمه على التقارب والمكاشفه ، وترسيخ اللحمه الوطنيه ، ووقف كل مظاهر الضجيج الذى يحدثه أعضاء الأحزاب على سبيل الشو والتصوير ، لذا يتعين أن يتقدم الصفوف كل ابناء الوطن لأن الدفاع هو دفاع عن الوطن ، تبقى الحقيقه اليقينيه التى مؤداها أن الشعوب إذا أخلصت ستحدث مالايتوقعه الامريكان من تضامن وصمود ووطنيه .
خلاصة القول .. العرب أمام إختبار تاريخى فى القلب منهم الحكام إما يسجلون مجدا يتناقله الأجيال بكل فخر وإعتزاز عندما يتحدون بلطجة ترامب إنطلاقا من صمود شعوبهم ، أو يكونوا من الخانعين الأذلاء ويسجلوا فى صفحات التاريخ بكل العار والخزى أنهم من الأذلاء ، أتمنى أن يكون لحكام العرب موقفا يبهرون به العالم ويعيدون مجد الأجداد ، ونضال الأبطال ضد المستعمرين ، والتأكيد على أن القضية الفلسطينية ستظل قضية مركزية للعالم العربي ، ولا بديل عن منح الشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة ، وأن أي محاولات لطمس حقوق الشعب الفلسطيني ستواجه بمقاومة شعبية وسياسية وقانونية على كل المستويات ، ولن يسمح لها بأن تصبح أمرًا واقعًا مهما كانت الضغوط ، أو التهديدات .