إستنفار شعبى غير مسبوق رفضا لتصريحات حاكم أمريكا ترامب ، إستنفار نابع من ضمير وطنى ، وليس عبر تجييش الناس ودفعهم لهذا التوجه ، وهذا يعكس وطنيه حقيقيه غاصت فى أعماق المصريين ، ووعى شعبى غير مسبوق ، تضمن هذا الإستنفار الرفض بشكل قاطع لأي ترتيبات ، أو محاولات لتغيير الواقع الجغرافي ، والسياسي للقضية الفلسطينية ، بتهجير أهل غزه رمز العزه إلى مصر والأردن ، كما رفض المجتمع المصري بجميع طوائفه قيادة وشعبا هذه التصريحات التي تمثل هدما للقضية الفلسطينية وحل الدولتين ، وأعلن كل فئات المجتمع إصطفافهم مع القيادة السياسية ، وخطواتها الداعمة للشعب الفلسطيني ، وموقفها الثابت من رفض تهجير أهل غزة ، والتأييد المطلق لما تبذله القياده السياسيه من جهود لإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة .
يتعين أن ندرك الحقائق فى محاوله للفهم ، وإستلهاما للعبر ، وتصحيحا للمفاهيم ، واليقين أن بداية الإصلاح تكمن فى تحديد معالم الأزمه أى أزمه بوضوح ، وطرح المشكله بشفافيه بلا زيف أو تزيين للخلل ، والإعتراف بالإخفاق فى التصدى لها ، ثم التحرك للقضاء عليها وفق ٱليه محددة المعالم ، نبيلة الغايات ، إنطلاقا من ذلك علينا أن نعترف أن هناك فرق كبير بيننا وبين الصهاينه فيما يتعلق بتلك القضيه المصيريه الهامه ، هذا الفرق لصالحهم للأسف الشديد ، وليس لصالحنا ، لأننا كشعوب عربيه ، وكذلك أوطان نتطاحن ، ونتشاجر ، ويقهر بعضنا بعضا ، بل ويدمر بعضنا بعضا ، وقد يكون ذلك لمصالح شخصيه تحت غطاء زائف مؤداه الحفاظ على الأوطان ، وتحت هذا الهدف يتم القضاء على الكفاءات ، ويحرم الوطن من النوابغ فى كافة المجالات ، ويتصدر المشهد الرويبضه ، وفاقدى القدره على الفهم ، والوعى ، والإدراك ، والصهاينه ومن خلفهم يتكاتفون لتحقيق هدف حددوه لأنفسهم ، وغايه ينشدونها جيلا بعد جيل ، حتى تتحقق ، لذا سجلوها فى وثائق لمن بعدهم لينفذونها ، دليل ذلك وفقا لوثائق مثبته تولى موشي ديان محاولات تهجير سكان غزة وتفريغ القطاع من سكانه البالغ عددهم فى ذلك الوقت ٣٠٠ ألف نسمه ، ونسف منازلهم خلال سنوات ١٩٧٠ و١٩٧١ و١٩٧٢، الأمر الذى معه ندرك أن مشروع التهجير خُطط له منذ أكثر من نصف قرن ، وأفشله إنتصار أكتوبر 73 ، ورغم الإجرام الصهيوني تضاعف عدد سكان غزة سبع مرات .
جاءت تصريحات ترامب بشأن تهجيرأهل غزه لمصر والأردن كاشفه لما طرحته من حقيقة التهجير ، وماهو قادم من الأعوام التى ستشهد أحداثا كثيره ، وإختبارات كبرى لإرادات الشعوب ، فى القلب منها نحن ابناء الشعب المصرى العظيم ، الأمر الذى معه يتعين علينا أن ننتبه ، وندرك انه فى المحن والأزمات التى تتعرض لها الدول ، وتطال الشعوب ، لاتصنيفات سياسيه ، ولاأحزاب تنطلق من كيان الأنظمه ، ولا معارضه تخرج من رحم الشعب ، جميعهم كيان واحد ، وإراده واحده ، مبتغاها الحفاظ على الأمن القومى المصرى ، والإصطفاف حول غاية واحده تسحق من يراهن على سقوطنا مهما كانت الضغوط الخارجيه الإجراميه فى وحل التنازلات ، لأننا شعب ذا تاريخ وحضاره ، لذا لن نكون على الإطلاق شركاء فى تصفية القضية الفلسطينيه ، عبر شرق أوسط جديد يتم الإعداد له منذ سنوات ، تبقى الحقيقه اليقينيه التى مؤداها أن مصر بإرادة شعبها ، وعقيدة قواتها المسلحه غير قابله للتفريط أو السقوط .
نعــــم .. حدود مصر خط أحمر.. المصريون يرفضون تصريحات الرئيس الأمريكي .. سياسيون ونواب يوجهون رسالة لـ ” دونالد ترامب ” ، هكذا وصلت الرساله للمجتمع الدولى عبر مصر ، متبوعه برفض أى سيناريو لتصفية القضية الفلسطينية ، وأي محاولات تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني ، وجاء منطلق الرفض أن تلك التصريحات لترامب تخالف المواثيق الدولية والأعراف ، ليس هذا فحسب بعد تعد إنتهاكا صريحا لحق الشعب الفلسطيني فى العيش في سلام علي أرضه ، وجاء الرد الرسمى لمصر على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب جازما ، وحاسما ، ومتناغما مع الإراده الشعبيه ، حيث أكدت وزارة الخارجية في بيان لها تمسك مصر بثوابت ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية ، مشددة على أنها ” تظل القضية المحورية بالشرق الأوسط ، وأن التأخر في تسويتها ، وفي إنهاء الاحتلال ، وعودة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني ، هو أساس عدم الاستقرار في المنطقة “.
تناغمت تلك الإراده الشعبيه مع الموقف الرسمى الذى جاء عبر وزارة الخارجيه مع موقف الأحزاب السياسيه ، ورؤية النقابات المهنيه ، وهذا أمر غاية فى الأهمية يؤكد أن مصر بخير لاجدال فى ذلك ولانقاش ، حيث أعلنت الأحزاب والقوى السياسية ، رفضها القاطع لمحاولات تهجير الشعب الفلسطينى من أراضيه ، مؤكدين أن هذه المحاولات وما سبقها من تصريحات للرئيس الأمريكى دونالد ترامب ، تعد انتهاكا لحقوق الشعوب ، وتشكل خطرا على الأمن القومى المصرى، والمنطقة بأكملها ، مشددين فى الوقت نفسه على دعمهم للقضية الفلسطينية ، رفض الأحزاب السياسيه اى محاولات تهدف لتهجير سكان قطاع غزة من أراضيهم ، سواء كانت هذه المحاولات صريحة أو مغلفة بذريعة إعادة إعمار القطاع أو غيرها من الادعاءات الواهية ، كما أعربت النقابات المهنية عن رفضها القاطع لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، التي تضمنت مقترحًا غير مقبول بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن ، معتبرة أن هذا الطرح يعد محاولة لتصفية القضية الفلسطينية ، وتضمن بيان مشترك أصدرته النقابات خلال اجتماعها الذي عُقد في نقابة الصحفيين، أن تصريحات ترامب تمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الشعب الفلسطيني ، وتجاوزًا للقرارات الدولية التي تكفل حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على أراضيهم ، وتضمن البيان دعم النقابات الكاملة للموقف المصري الرسمي الرافض لهذه التصريحات ، والتأكيد على دعم حقوق الفلسطينيين ورفض أي محاولات لتهجيرهم من أرضهم ، كما أشادت النقابات بالصمود الفلسطيني .
بلا مزايده ، وبعيدا عن البروباجندا ، ومحاولة البعض البحث عن دور تحت غطاء الصخب الذى يحدثه ، هذه هى مصر فى الملمات يدا واحده ، وإراده واحده ، وهدف واحد ، وغايه واحده ، ينطلق جميعهم من إراده وطنيه حقيقيه وهدف نبيل ، يؤكد على حق الشعب الفلسطينى ، ورفض المساس بالتراب الوطنى ، وتدوير الصراع الفلسطينى الصهيونى ، وستظل مصر هى قلب العروبه النابض ، والمنطلق الحقيقى لإرادات الشعوب لتحقيق غاياتهم النبيله .