الريف المصرى هو نبع الأصاله ، ومنطلق الشموخ ، وحاضنة المبدعين ، ومن رحمه خرجت القامات المجتمعيه التى لعبت دورا هاما فى تاريخ الوطن على مدى سنوات ، وأجيال ، لذا كان الفخر بالريف منطلق جميع ساكنيه ، والمنتمين إليه ، والمولودين به ، لأنه يعنى الأصاله حيث المكون العائلى ، والترابط الأسرى ، وأحمد الله أننى أنتمى إلى جيل عايش ذلك وعاصره ، وغاص فى أعماقه ، ولو دققنا النظر فى نشأة الرموز المجتمعيه ، سنجد أنهم جميعا أبناء الريف المصرى مولدا ونشأة وإقامه .
مؤلم أن أقول أن الريف المصرى الٱن أصبح فى خبر كان ، حيث يتعرض لخطر داهم بعد أن طال مكوناته النقائص ، وخيم عليه الإنحدار ، وفقد كل عوامل القوه ، ومنطلقات النجاح ، وتلاشى لديه كل ماكان فى الماضى من شموخ ، وكبرياء ، وأصاله ، وثبات ، لعل أبرز جوانب هذا الضعف أسلوب التربيه ، ونمط السلوك ، وطريقة التعايش ، لذا كان من الطبيعى أن تتقزم الحياه بالريف حتى تلاشى كل شيىء جميل من واقع الحياه ، وهذا طبيعى لأنه سنين طويله لاتطور ، ولاخدمات ، ولاصحه ، ولاتعليم ، ولاتربيه ، فكان من الطبيعى أن نجد تراجعا فى المكون المجتمعى طال السلوك ، لعل أبرز مٱسى الريف يكمن فيما هو قادم من أجيال ، بداية من الأطفال ، هؤلاء الأطفال الذين يتم الدفع بهم للتنشأه وفق ٱليات الشوارع بكل تدنياته ، وإنحداره ، وسفالاته ، وإنحطاطه ، وهذا بات واقعا نعيشه ونتعايش معه لدرجة أننى أصبحت ألمس نزوحا جماعيا لأسر كثيره من القرى حيث الإقامه فى القاهره والإسكندريه ، وعواصم المحافظات ، خاصة طنطا بحثا عن بيئة حاضنه للإبداع ، والإحترام ، أملا فى تنشأة الأطفال التنشأه السليمه .
تنتابنى الحسره وأن أتناول بقلمى واقع الريف المصرى الٱن حيث التدنى والإنحطاط وتشكيل العصابات ، التى تنشط فى موسم الإنتخابات ، ووقت الحاجه إليها للمعاونه من أحد أطراف أى نزاع ، حتى أننا أصبح لدينا عصابات متخصصه فى الإجرام تحت الطلب لمن يدفع أكثر ،
عظم هذا التردى الإنصراف عن تنمية الريف .
لاشك أن الفكره العبقريه المتمثله فى حياه كريمه أوقفت تنامى هذا الإنحدار فى الريف ومحاوله جاده لضبط الإيقاع به ، وحصار الجهل والتخلف ، حيث تقوم الوزارات المعنية ، بالعمل على تنفيذ مشروعات البرنامج القومى لتنمية وتطوير الريف المصرى ، وهى المبادرة التي أطلقها الرئيس السيسى مطلع عام 2019 لتحسين معيشة الأسر الأكثر احتياجا ، وتهدف تنمية وتطوير الريف المصري ، لتوفير حياة كريمة وإحداث تنمية مستدامة للفئة الأكثر احتياجا ، ولسد الفجوات التنموية بين المراكز والقرى وتوابعهم ، وتحقيق تنمية شاملة بقرى الريف المصرى وتمكينها من الحصول على الخدمات الأساسية ، بما يتناسب مع المشروعات القومية التى تنفذها الدولة المصرية ، وإنطلقت تلك المبادره وفق 10 أهداف رئيسية تتضمن تنمية شاملة لكافة التدخلات المطلوبة للبنية الأساسية والمرافق ، وتوفير سكن كريم للفئات الأولى بالرعاية ، وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية وتطوير الوحدات ومراكز الشباب ، والتمكين الاقتصادى وتدريب وتأهيل وتشغيل القادرين على العمل ، والاستثمار فى تنمية الإنسان لتعظيم قيمة الشخصية المصرية ،وسد لفجوات التنموية بين القرى للقضاء على الفقر ، وتحفيز قيم المشاركة المجتمعية بين مؤسسات الدولة والمواطنين ، واستيعاب القدرات الشبابية المتطوعة وتوجيه جهودها للعمل الخيرى والتنموى ، وتحسين البنية التحتية من شبكات الطرق ومياه الشرب والكهرباء والغاز الطبيعى ، والتخفيف عن كاهل الفئات المجتمعية الأكثر احتياجا بمحافظات مصر لضمان حياة كريمة .
الأمر جد خطير يحتاج إلى فاهمين ، واعين ، أصحاب رؤيه ، لذا نتمسك بتطوير القريه المصريه ، لتجاوز هذا الواقع المؤلم ، والقفز عليه ، لذا يتعين دعم هذا التوجه والبناء على كل خطوه تهدف تنمية القريه المصريه ، وتنمية قدرات أبناء الريف ، خاصة وأن القرية تمثل النواة الأولى للمجتمع ، حيث يسكن بالريف أكثر من نصف السكان ، من هنا تبرز أهمية العمل على تطوير القرية وفق المستجدات المتطوره التى يشهدها المجتمع ، خاصة وان القرية عامل إستقرار مهم للدولة عبر التاريخ ، ومصدرًا للثروات بعد أن تطور النشاط الزراعي ليشمل العام كله بدلا من فصل زراعي ، ومحصول واحد ، وتنامى المركزية فعظمت من أهمية الزراعة ودور الفلاح ؛ حيث تحتاج الزراعة إلى حكومة مركزية قوية لتدبير جميع آليات الإقتصاد الزراعي ، ورسم خطة التوسع في الري ، والصرف ، وإختيار المحاصيل ، والبذور والأسمدة ، والمبيدات الآمنة .