أياما وتهل علينا ثورة 25 يناير ، وفيها نتذكر ثوره سجلها الدستور بأحرف من نور ، ثوره قام بها شباب نبلاء ، لكن سطى عليها مزايدون أوغاد ، فشوهوا نبلها ، وطمسوا معالم حقيقتها ، وجعلونا ننتبه إلى تلك الحاله من التغييب التى فرضها علينا بالخداع أصحاب المصالح ، والحنجوريين ، الذين أطلقوا الشعارات لدغدغة المشاعر ، وليس لجعلها مبادىء ننطلق منها لتعظيم الإراده الوطنيه ، واقعا فى الحياه ، وتحقيق التقدم ، وبناء الأوطان ، ثوره أعتبرها فاصله لجيل من الشباب ، الذين أصابهم الذهول من قدر السخافات والإنحطاطات والتدنى فى الألفاظ بعد أن طالها الإنتكاسه ، والذى عظم مفرداتها وائل غنيم الذى صدر لنفسه بأنه أيقونة شباب الثوره .
بعيدا عن الهرى ، وتجاوزا للمزايدات ، وتجنبا للهزل .. مصر ثم مصر ثم مصر الهدف والمبتغى أن تكون أعظم البلدان ، لذا نتمسك بتحقيق سياسه قائمه على البذل والعطاء ، والتضحيه والفداء ، ترسيخا لنهضه حقيقيه شامله ، قناعاتى أن السياسه ماهى إلا منطلقا لنهضة الأمم وتقدم الدول ، وما الساسه إلا أصحاب رؤيه وطنيه حقيقيه مهما كانت درجة خلافاتهم ، أو قناعاتهم ، أو نهجهم ليبرالى كان ، أو ناصرى ، أو يسارى ، من أجل ذلك كانت ثورة 19 ، ووجدنا الزعماء ، والقاده ، والأبطال ، والمناضلين ، سعد زغلول ، ومصطفى النحاس ، وفؤاد باشا سراج الدين ، وبطل حرب أكتوبر الفريق سعد الدين الشاذلى ، ونواب بلدتى بسيون عبدالفتاح باشا حسن ، واللواء عبدالمنعم الشاذلى ، ومحيى بك الشاذلى قامات سياسيه سيظل يخلدها التاريخ بكل فخر وإعتزاز .
تبقى قضية الوعى الذى أعتبرها من أخطر القضايا وأهمها ، والذى يتعين على كل المخلصين أن يبذلوا الجهد ليتصدروا مشهدها ، يصوبوا ، ويوضحوا ، ويؤكدوا على الثوابت الوطنيه ، لعل مرجع ذلك مانتعايشه صباح مساء من هزل سياسى غير مسبوق ، حتى قفز على المشهد بعض الرويبده ، وقليلى الفهم ، ومنعدمى الوعى ، الذين يتاجرون بمقدرات الوطن ، ويتخذون من الشعارات منطلقا لهم لدغدغة المشاعر وخداع البسطاء من الناس الطيبين ، وهذا لايصب يقينا فى نهضة المجتمع وتقدم الأمه ، خاصة وأنه ثبت يقينا أهمية أن تتوافر الإراده الحقيقيه للجميع لترسيخ هذا الإتجاه ، لذا يبقى ذلك مرهون بدحر الهزل ، والإنتباه لمن يريدون أن يفرضوا وجودهم دون إراده شعبيه حقيقيه .
إتقوا الله فى مصر .. وددت أن أقول بها لكل المتناطحين ، والمتفزلكين ، والمغيبين ، والأوغاد فكرا ، ومنهجا ، وسلوكا .. لأن مصرنا الحبيبه لاتحتمل هذا الهزل ، وهذا الشعب الصابر فاق تحمله تحمل الصابرين الأولين ، تأثرا بالوضع الإقتصادى الصعب ، والمعيشى الأصعب ، لذا فالننتبه لنهج تصدير المعارك الوهميه لإشغال الناس عن همومهم ، لذا أثمن كثيرا على أى جهد يبذل منطلقه رفع المعاناه عن الناس لسد الطريق على المزايدين ، خاصة وأن همومهم لها علاقه بالأكل والشرب ، والحق فى الحياه ، إذن السير فى هذا الإتجاه بات من الضرورات .
مؤلم أن أقول أن المحبه باتت أمنيه لدى كل مخلص فى هذا الوطن الغالى ، بعد أن تعاظمت المشاحنات والبغضاء ، وبات التقدم غايه نحلم بها لإحداث حالة من السعاده فى نفوس الناس ، والإستقرار ينشده كل أبناء الوطن ، لذا يزعجهم كثيرا الإقتراب من ثوابت الدين فى مجتمع مصر المتدين دون ردع ، خاصة وأننا بمنتهى السخافه أصبحنا نفاجىء كل يوم بمتنطع أو متنطعه جدد بعضهم من خلال الإعلام يطعنون فى السنه النبويه المطهره ، ويتطاولون على الأئمه الكرام خاصة الثقات البخارى ومسلم بغرض زعزعة مكانتهم من نفوس المسلمين ، وبالتالى عدم الإقتراب من السنه المطهره ، والتطاول على الدعاه خاصة إمامهم فضيلة الشيخ الشعراوى ، نتحدث عن إمتعاض من متفزلكين حنجوريين يفتعلون معركه وهميه سخيفه تشغل الرأى العام يستنزفون فيها الجهد ، ويبددون الوقت فيما لاطائل منه ، خاصة عندما يكون هناك تناول إعلامى له علاقة بتعظيم دور الأسره بالمجتمع ، وأهمية أن يعرف الرجل دوره ، والمرأه دورها ، لبناء أسره سليمه أساسا لمجتمع قوى ، يقينا .. نحن فى حاجه إلى أن نعيش فى هدوء ، وأمان ، وإستقرار ، وفق مبادىء تعظم الإحترام ، ورساله إعلاميه ترسخ للمصداقيه ، خاصة وأننا لم نعد نتحمل تداعيات تلك المعارك الهزليه ، وتلك السياسه البغضاء ، لذا فالننتبه إلا الوطن .