لاشك أن الواقع الحزبى الآن يمر بمخاض كبير ، حيث أدرك إحياءا لواقعنا السياسى ، وتصويبا للأداء الحزبى ، تجلى ذلك فى تدشين حزب الجبهة الوطنيه تحت التأسيس ، وإدراك قادة حزب مستقبل وطن أهمية إعادة تنظيم صفوفهم ، ولملمة أوراقهم ، والحرص على طرح شخصيات لها ثقل شعبى حقيقى من الٱن ، لإعدادهم لخوض المعركه الإنتخابيه البرلمانيه القادمه ، على أرضيه شعبيه ، وليس إنطلاقا من دعم الأجهزه ، كما فرض على قواعده العمل بجد ، وإجتهاد ، بعيدا عن البروباجندا ، والضجيج ، يضاف إلى ذلك تصويب نهج الإستعلاء الذى إنتاب بعض الأعضاء بلجانه الحزبيه فى عمق الريف المصرى ، فى التعامل مع الناس ، وكذلك مع المسئولين ، رغم أن قادته شخصيات شديدة الإحترام ، شديدة العطاء ، يتمتعون بوعى ، وفهم ، وإدراك ، لاشك أن ذلك ساهم فى إقتراب قادة وأعضاء الحزب من المواطن فى الفتره الأخيره عبر حوار محترم ، يجسد نهج مجتمعى جديد ، تمنيت حدوثه من زمن مضى ، لأنه نهج رائع بحق يؤسس لعطاء حزبى فاعل ، يضاف إلى ذلك إنتباه حزب مستقبل وطن إلى أهمية إجراء حوار مباشر مع قادة الأحزاب ، حتى وإن كان جميعهم ليس لهم أى تأثير فى الشارع ، أو حتى على المواطن ، أو لديهم ثقل شعبى ، لإنعدام دورهم الشعبى ، وذلك بغية الوصول إلى تصور سياسى لما عليه المرحله القادمه .
أعترف بذكاء قادة حزب مستقبل وطن لأنهم لم يبددوا طاقتهم فى التصدى الغير منطقى لتدشين حزب الجبهة الوطنيه ترسيخا للسلبيه ، إنما إستغلوها بشكل إيجابى تمثل فى تقوية أنفسهم ، وإعادة لملمة شتات أعضائهم ، وتصويب مسارهم ، والعمل على تقديم خدمه حقيقيه للمواطن ، الأمر الذى دفع بنوابهم إلى المزيد من التواجد بعد طول إختفاء من الشارع ، والعطاء خشية أن يتم الدفع بٱخرين يتمتعون بشعبيه ، وتكثيف اللجان الحزبيه إجتماعاتهم لبحث قضايا الجماهير ، والتشابك مع مشاكلهم ، وإتخاذ حلول عمليه لها كتدبير أمر نقل طلاب الجامعات لكلياتهم ، تجاوزا لمعاناتهم فى المواصلات ، فى النهاية المواطن هو المستفيد ، والوطن هو المستفيد ، والتجربة الحزبيه هى المستفيده ، ولعل ذلك فرصه لتعميق الأداء الحزبى ، وإخراج الإبداع من داخل الأشخاص بعد حاله من الرحرحه لعدم وجود منافس قوى .
أتصور أن المنافسه بين الحزبين فى صالح الوطن ، حزب الجبهة الوطنيه تحت التأسيس بما لديه من شخصيات لديهم رؤيه إنطلاقا من وزراء ومحافظين سابقين ، حتى وإن إفتقدوا بينهم لصنايعية السياسه ، أصحاب الخبرات ، وحزب مستقبل وطن بما لديه من تنظيم قوى ، وشخصيات فاعله فى واقعنا السياسى ، لاشك أن ذلك يدفع فى إتجاه حلحلة الأحزاب ، وإخراجها من سباتها ، خاصة وأن جميع الأحزاب بلا إستثناء بما فيهم أحزاب ماتسمى بالمعارضه فشلت فى إحداث تواجد حقيقى فى الشارع ، أو إقناع المواطن بنهجهم ، لأنه لم يدرك وجودهم أصلا ، وهذا كان خطأ سياسى كبير ، مرجعه الحصار المفروض عليهم بمقراتهم ، وكذلك قبولهم بهذا السكون الذى أحبط قواعدهم بالكليه ، دون إدراك أن أداء الأحزاب تقوية لحزب الاغلبيه ، لكن لاضير أن يأتى هذا الأمر على أيدى حزب مسموح له بالتحرك الفعلى دون حصار بالمقرات ، أو توجيه أى تحفظات ، وإدراك باقى الأحزاب أن هناك أمل فيما هو قادم من الأيام .
بمنتهى الإحترام والموضوعيه ككاتب صحفى متخصص فى الشئون السياسيه والبرلمانية والأحزاب أشعر بإرتياح كبير لهذا التنافس بين حزب مستقبل وطن الذى يمثل الاغلبيه ، وحزب الجبهة الوطنيه تحت التأسيس الذى يضم قامات مجتمعيه رفيعه ، تلك المنافسه أراها ظاهره طيبه لاشك سيكون مردودها على الوطن عظيم ، متمنيا أن يتم بث حاله من الطمأنينة لدى باقى الأحزاب للعمل بمزيد من الحريه ، لأن فى هذا مزيد من تطور للتجربه الحزبيه ، ومزيد من التقدم فى الأداء الحزبى ، بل إنقاذ للحياه الحزبيه التى كاد ضعف أحزابها أن يضعف حزب مستقبل وطن ، لإنعدام المنافسه ، وبالتحديد لعدم وجود حزب يستطيع أن يكون طرفا فى منافسه حقيقيه ، إلا أنها باتت واقعا الآن حتى وإن كنت أدرك تلاشى حالة الوهج التى لازمت أداء حزب الجبهة الوطنيه تحت التأسيس أثناء تحرير توكيلات بالشهر العقارى للمؤسسين ، وعدم إستطاعة قادته طرح منهج الحزب ، ورؤيتهم عبر الإعلام ، ووجود حاله من الرحرحه إنتابت مؤسسيه ، وإندفاع فئة المتسلقين ، وكل الباحثين عن مقعد بالبرلمان إليه ، وكذلك النواب الذين فقدوا الحاضنه الشعبيه لضعف الأداء بغية ترشحهم على قوائمه ، هذا التنافس المشروع سيخلق لدى الجميع حالة من العطاء الكبير ، بل إنه سيساهم فى تلاشى خطيئة طرح تفاهمات بين حزب مستقبل وطن ، وحزب الجبهة الوطنيه تحت التأسيس فيما يتعلق بالإنتخابات البرلمانيه القادمه ، لأن تلك التفاهمات لو حدثت ستعيدنا لنقطة الصفر سياسيا ، وحزبيا ، وبرلمانيا ، وإلى المزيد من الإحباط المسبوق بالرحرحه ، وسيقضى على تلك الحاله الإيجابيه التى ندركها الآن فى واقعنا السياسى .