لاشك أن تدشين حزب الجبهة الوطنيه أحدث حراكا سياسيا لدى كل القوى السياسيه ، حزب مستقبل وطن من ناحيه يبذل الآن جهدا كبيرا لإحداث تقارب مع بعض الأحزاب ، حيث إستضاف قيادات أحزاب الوفد ، والجيل الديمقراطي ، ومصر أكتوبر ، إستكمالا لما تم الإعلان عنه أنه يأتى وفق سلسلة إجتماعاته التحضيرية ، للإعداد للنسخة الثانية من ملتقى الأحزاب والكيانات السياسية ، وذلك في مقر الأمانة المركزية للحزب بالقاهرة ، إستهدف الإجتماع التشاور حول الخطوط العريضة ، لموضوعات النسخة الثانية من الملتقى ، والتي يأتي على رأسها ضرورة إصطفاف الكيانات السياسية في مواجهة التحديات الإقليمية ، والدولية الراهنة ، بالإضافة إلى تعزيز الشراكة بين الكيانات السياسية لمعالجة القضايا الوطنية الكبرى ، تداول الحضور الرؤى والآراء الخاصة بتطوير العمل الحزبي في المرحلة المقبلة ، وتعزيز التجربة الديمقراطية في البلاد كما تم التوافق خلال الإجتماع على استمرار عقد مثل هذا النوع من الإجتماعات و التى من شأنها إثراء الحياة السياسية المصرية .
كما دشنت القوى السياسيه الأخرى مبادرة لتأسيس تحالف سياسي إنتخابي يقوده قيادات الحزب المصري الديمقراطي الإجتماعي برئاسة فريد زهران رئيس الحزب ، والحركة المدنية الديمقراطية ، يجمع القوى المدنية الديمقراطية ، بهدف خوض الإنتخابات القادمة برؤية موحدة ، وإستراتيجية مشتركة ، كما تم الإتفاق على أهمية ما طُرح بالمبادرة وأهدافها ، وضرورة التنسيق المشترك فيما يتعلق بالإنتخابات القادمة ، ووضع رؤية عمل للإعداد الجاد للانتخابات ، وتعزيز التواصل والتعاون مع باقي قوى التيار الديمقراطي في مصر لضمان مشاركة فاعلة ومؤثرة .
يبقى من الأهميه أن يصب ذلك كله فى خانة منافسه حقيقيه فاعله ، وليس عبر تفاهمات ، وتوزيع ” التورته ” المتمثله فى مقاعد البرلمان على القيادات من خلال سحق الإراده الشعبيه ، لأن هذا لو حدث سيتسبب فى إنتكاسه سياسيه لاخروج منها ولو بتقديم ضمانات حقيقيه ، أو التأكيد على المصداقيه ، والعمل على الإنطلاق فى القائمه الموحده وفق فلسفة تنتهج الدفع بأصحاب الخبرات والقامات لإثراء النقاشات ، والوصول إلى قرارات فاعله مدروسه ، وهؤلاء ليسوا فى حاجه لذلك بل يتم السعى إليهم ليكونوا فى صدارة تلك القوائم لأنهم قامات رفيعه ، منبها لخطيئة جعل القوائم لمن يدفع الملايين ، أو قريبا من البهوات كما فى السابق ، فتخرج القوائم عن غايتها النبيله ، لذا من الأهميه أن يكون التواصل فى تشكيلات القوائم منطلقه أداء دور حقيقى وليس كومبارس ، وإعادة النظر فى فرض الوصايه على مايسمى أحزاب المعارضه ، ومنحهم الفرصه للإنطلاق ، والمنافسه الحقيقيه ، والبعث من جديد بعد ممات ، والدفع بهم جميعا للتحرك فى الشارع والإلتحام بالجماهير وفق نهج وطنى ، إنطلاقا من تفعيل دور من فيه من الخبراء ، لوضع تصور عملى للنهوض بالوطن ، والقضاء على المشكلات كما كان يحدث فى السبعينات ، والثمانينات من خلال اللجان النوعيه بالأحزاب .
يقينا .. أجد من الأهمية التأكيد على أن تدشين الحزب الجديد فرصه ذهبيه لترسيخ التنافس الشريف بين الأحزاب ، واليقين بفتح مساحه من الديمقراطيه الحقيقيه تلك المساحه ستفرض على أحزاب الاغلبيه الإبداع فى طرح القضايا ، فى النهايه سنجد أمامنا ٱراء لاحصر لها ، تصب جميعها فى صالح الوطن ، أضيف إلى ذلك الإنطلاق فى عمق الشارع المصرى خاصة ريف مصر ، والصعيد حيث القرى ، والنجوع ، والعزب ، لذا يتعين أن تكون البيئة الديمقراطية متاحه لكل الأحزاب للتناغم مع الشارع ، والإقتراب من الجماهير ، وليست قاصره على أحزابا بعينها حيث اللقاءات التى يعقدها ممثلى أحد الأحزاب بالمصالح الحكوميه مع الموظفين وبالأمر ، وتلك قضيه مهمه للغايه لأنه بتحقيق ذلك يتم إحداث تفاعل حقيقى ، وهذا لن يتحقق إلا بالشفافيه ، وقصر دور الأجهزه على كشف العناصر المشبوهة التى تضر بسمعة الحزب ، أى حزب ، وإبعادهم فورا لأن وجودهم داخل أى كيان حزبى لاشك يسبب ضررا بالغا بالممارسه الحزبيه ، ويعرقل مسيرة الأحزاب ، يبقى أن السبيل الوحيد لإحداث تقارب مع الشارع من خلال التواصل مع الساسه الفاعلين الذين إبتعدوا عن المشهد طواعية للحفاظ على تاريخهم ، بعد أن خيم على واقعنا السياسى الهزل ، وأن يستمعوا لٱرائهم ، ويترجموها واقعا بعد حوار فاعل وشفاف ، كما يبقى من الأهميه التوضيح لما يجب أن يكون عليه أداء حزب الجبهة الوطنيه فى المرحله القادمه ، خاصة فيما يتعلق بتحقيق طموحات المواطنين . تابعونى .