عاما مضى كان حافلا بالأحداث المؤلمه ، والمعاناه الشديده ، عاما فيه من الدروس مايكفى شريطة إستيعابها ، عاما فقدنا فيه القدرة على فرض الإحترام حتى ضعف الكيان ، وتبدد العطاء ، وتوقف الإبداع ، عاما كان فيه المال هو السيد لذا أصبح لكل شيىء ثمن ، حتى العلاقات الإنسانيه ، ومن قبلهم بسنوات الإراده الشعبيه التى تأتى بالنواب ، والتى كان من المفترض أن تكون إراده حره ، منزهة من أى هوى ، وكذلك عضوية أحزاب السلطه ، لأنها الملاذ للوجود المجتمعى ، عاما قهرت فيه الإراده ، وتلاشى الإحترام ، عاما بكيت فيه على مايحدث بالوطن ، وما يتعامل به البشر بعضهم البعض ، من إهانه ، ومهانه ، وتهميش ، وإذلال ، وسحق للإرادات ، عاما فرض على الكرام أن يغلقوا على أنفسهم الباب ، فتعاظم الفساد ، وتوحش الإجرام ، وتبجح المجرمين ، ووصم المجتمع بالهزل .
نستقبل عاما جديدا ندعو الله تعالى أن يكون عام خير وبركه ، عاما نتمنى أن ننطلق فيه إلى إفاق المستقبل ، وأن نرى تغييرا فى واقعنا للأحسن ، وأن نلملم شتات أنفسنا ، وينتهى الهزل ، ويخيم الصدق ، وتنتهى المعاناه اليوميه ، وتتوقف الأحقاد ، والكراهيات ، ونودع المكائد ، ويتصدر المشهد أصحاب الخبرات ، والتجارب ، وليس المحاسيب ، أو الذين يمتلكون المال ، وأن نرى الأحزاب تتفاعل مع قضايا الناس ، وأن ندرك حوارا محترما ينطلق من الموضوعيه ، والإحترام ، والحجه ، والبيان ، وأن يتوقف الإستقطاب المحموم ، ونعمق الإنتماء للوطن ، وهذا لن يتأتى إلا بالتوقف عن الأكاذيب ، وعشق الأنا ، وإدراك قيمة حرية الرأى والتعبير .
فيما هو قادم يتعين علينا أن نكون أكثر دقه فى تحديد الأهداف ، والتعامل مع الأولويات ، والعمل على تغيير العادات الخاطئة ، التي كانت مسيطرة على البعض ، خلال عام مضى ، مثل القضاء على الفوضى ، وإعادة تنظيم الأمور جدًا ، والإبتعاد عن السلوكيات غير الصحية ، وتعظيم العادات الجيدة ، التي يمكن أن تكون طريقًا مهمًا للوصول إلى الأهداف ، والإتجاه نحو الواقعية ، وإدراك أن الأحلام مهمة جدًا، ولكن هذا لا يعني العيش في عالم من الخيال ، بل يجب أن يسعى كل شخص نحو تحقيق أهدافه ، في ضوء من الواقعية ، والسيطرة على أي شعور بالإحباط ، بسبب عدم إحراز تقدم ، وتحفيز النفس بالكلام الإيجابي ، يقينا يساعد ذلك على المضي نحو تحقيق الأهداف ، وإعادة تقييم الأولويات ، فكل خطوة من التقدم لها أهميتها .
أتمنى أن يكون العام الجديد مليىء بالتفاؤل ، والفرح ، والأمل بالله ، ولنجعله فرصة رائعة كي نقلب صفحات الأيام الحزينة ، ونبدأ معًا بداية مليئة بالحماسة ، والخير، والأمل ، وحب الحياة ، كلّ عام وسنواتكم أجمل وأكثر روعة ، وعلينا أن ندرك أن التغيير سنة الحياة ، وتبدل السنوات وقدوم سنوات جديدة يعني أنّ أمامنا فرصة رائعة للتغيير للأفضل ، وعلينا أن نستغل هذه الفرصة لأجل قلوبنا .