جميعا فى مركب واحد الحكومه والشعب ، الأغنياء والفقراء ، الساسه والمهمشبن ، لذا مخطىء من يصدر لنهج إستئساد فئه بالقرار فى تجاهل للٱخرين ، خاصة المتخصصين ، وأصحاب الرؤيه ، وخطورة الأحاديه التى أصبحت نهجا لكل المسئولين ، ومعها الفخر بتجاهل مانطرحه ككتاب متخصصين تعميقا لكارثية خليهم يتسلوا ، مكمن الخطوره أن أصحاب الرؤيه والفاعلين ينأون بأنفسهم من الدخول فى صراع لاطائل منه ، وسجال لاقيمة له ولايحمد عقباه ، أو يفهم بالخطأ ، فيغلقون على أنفسهم الباب ليعيشوا فى هدوء وسكينه بعيد عن حرق الدم ، أو أن يطالهم أذى ، الأمر الذى معه تجد الحكومه نفسها تتعايش مع نفسها تنخدع بالطبل والزمر للساسه الذين فقدوا القدره على الفهم ، ورجال المال الباحثين عن دور، ونفاق أصحاب الأقلام الذين أفسدوا واقعنا بما يصدروه من تضليل ، والنواب الذين يعشقون نهج أن كله تمام حتى يعودوا مره أخرى تحت القبه ، فتجد نفسها تلاحقها الأزمات التى تصبح أحيانا عصيه على الحل ، فى إختفاء لاصحاب الرؤيه ، وصمت للمطبلتيه ، وتجد نفسها طوعا أو كرها لامفر من تضافر كل الجهود لأبناء الوطن للخروج من الأزمات .
إنطلاقا من ذلك سعدت كثيرا بإدراك الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء لتلك الحقائق ، والبدء فى تنفيذ سياسه جديده كثيرا ماطالبت بها حتى بح الصوت ، وهى الإستماع للمتميزين ، والفاعلين ، والناجحين بكل الفئات ، وأصحاب الرؤيه الصادقه والعاقله والمتزنه بصرف النظر عن إنتماءاتهم الحزبيه وقناعاتهم الفكريه ، لانهم لن يكونوا أسرى نهج كله تمام الخادع ، والتفاعل مع مايطرحه الكتاب خاصة فيما يتعلق برصد الخلل ، والتصدى له قبل أن يتوحش ، لذا أثمن كثيرا على النهج الجديد لرئيس الوزراء ، والذى كان ٱخره لقاء المستثمرين والإستماع إليهم دون تهميش أحد على خلفيه سياسيه ، او إنتماءات حزبيه سابقه ، كما حدث مع المهندس أحمد عز أحد أقطاب النظام السابق والذى قد نختلف معه سياسيا ، إلا أننا لايمكن أن ننكر أنه رجل صناعه من الطراز الأول ، وهذا يؤسس لمصداقية تلك اللقاءات ، شريطة ألا تتحول تلك اللقاءات إلى مكلمه لتطييب الخاطر ، وخداعا للنفس بوجود محاولات دون نتائج ملموسه ، لذا أتمنى أن يتم تسجيل مايطرحه هؤلاء ، ودراسة ٱليات التفاعل معه ، خاصة وأن كل طرح مبنى على أسس ، وقواعد ، وينطلق من منهج وخبره ، لأنه لو لم ندرك لها مردود لن يتفاعل أى أحد مع أى نهج يقوم على التلاحم والتواصل ، تأثرا بعدم إدراك وجود جدوى .
مزيدا من الفهم توقفت كثيرا وطويلا أمام ماطرحه رجال الأعمال فى اللقاء لتجاوز التحديات الاقتصادية ، كان منطلقها تحديد التحديات التى تواجه الاقتصاد المصري حاليًا ، حيث جاء جانبا منها متمثلا فى زيادة معدلات الدين ، وارتفاع مستوى الفائدة ، وتوقف التوظيف في الجهاز الإداري للدولة ، وتراجع معدلات النمو الاقتصادي، وانكماش نشاط التشييد والبناء، وانخفاض ميزانية دعم الصادرات وتأخر صرف المستحقات المتأخرة ، وقدم رجال الأعمال مجموعة مقترحات لمواجهة التحديات الحالية، من بينها الاستعانة بالنماذج الناجحة من القطاع الخاص في المجالات المختلفة لوضع خطط واضحة لزيادة العوائد الدولارية ، وتعزيز مشاركة القطاع الخاص في الاقتصاد ، وإعداد برنامج جديد لرد أعباء الصادرات ، وإعادة النظر في أسعار الفائدة ، واعتماد قواعد جديدة لعودة البناء في القرى، والاستعانة بكوادر جديدة من خريجي الجامعات الأجنبية في الجهاز الإداري للدولة .
يؤكد ماتم طرحه على وجود محاوله جاده لتجاوز الأزمات ، وتخليا عن نهج كله تمام ن وهذا يساهم لاشك فى المزيد من العطاء ، نظرا لليقين بوجود جديه فى الخروج من الأزمه ، عمقها صراحه غير مسبوقه خاصة عندما إنتقد المهندس أحمد عز وبوضوح شديد تراجع معدل نمو قطاع التشييد والبناء والأنشطة العقارية في مصر خلال الفترة الحالية ، حيث كشف النقاب وبالأرقام عن أن 70 % من سكان مصر ممنوع عنهم البناء حاليًا ، 5 الآف قرية و120 مركزًا بالمحافظات لا يستطيعون البناء ، في السابق كانت الدولة تصدر 60 ألف رخصة بناء سنويًا ، وسدا لباب المزايدين على ماطرحه أكد على أن هذا لا يعني أننا نطالب بعودة البناء العشوائي ، لكن الأمر يتطلب قواعد جديدة ، فالسير في نفس الاتجاه الحالي يتسبب في تأخير قطاع التشييد والبناء تأخر عنيف ، كان المهندس أحمد عز رائعا عندما أشار إلى أن الجهاز الإداري للدولة يحتاج عودة التوظيف وفتح باب تعيين الشباب بالقطاع الحكومي ، وطرح الحاجه لتعيين الخريجين من زاويه رائعه تمثلت فى أن الحكومة محتاجة أن توظف مرة أخرى لأن القطاع الخاص يحتاج ذلك ، حيث تواجه الآن الشركات الصناعيه مثلا موضوعات متشعبة دولية تتطلب إمكانيات مختلفة لدى الجهاز الإداري بالدولة ، بالمجمل تحتاج حاليًا إلى جيل جديد وكوادر بمهارات مختلفة ، بالإضافه إلى أن عدد العاملين بالجهاز الإداري للدولة انخفض من 6 ملايين موظف قبل 10 سنوات إلى نحو 3.5 مليون موظف .
إنتهى اللقاء حيث أكد الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء ، على أن النقاط التي طرحها الحُضور من المُستثمرين ، سيتم النظر فيها ووضعها في الاعتبار، كما سيتم تشكيل مجموعات استشارية من رئاسة مجلس الوزراء ، لبحث كل مُقترح ، لاستهداف رقم نمو مأمول لكُل قطاع ، كما سيتم اتخاذ كُل قرار مُمكن ، والحكومة ستتابع تنفيذ تلك القرارات ، وتذليل أية تحديات ، يبقى السؤال متى يتم جعل ذلك واقعا ، لذا كنت أتمنى أن يعلن رئيس الوزراء عن برنامج واضح لتطبيق ذلك وجعله واقعا ينعكس على حياة الناس بصورة إيجابيه .