جميعا إلا ما ندر فقدنا القدرة على إستحضار الفضائل ، والتعايش فى طمأنينه ، وسكينه ، وهدوء ، وسلام ، وفرض الإحترام منطلق تعامل بين البشر جميعا ، حتى أننى أكاد أحتضن كل شخص يتمتع بالخلق الكريم ، وألمس لديه محبه صادقه ، وعشرة طيبه ، بل إننى أكاد ألا أفارقه ، ونظرا لتعذر حتى اللقاء فى أحايين كثيره نظرا لمشاغل الحياه ، أو بعد المسافات ، أو إستحالة اللقاء أجد من الأهمية أن يكون بيننا تواصل عبر شبكة التواصل الإجتماعى ” الفيس بوك ” صباح مساء ، وفيها تستقر النفس بعد تيه حيث تتعاظم التحيات ، وندرك الكلمات الطيبه ، وكثيرا ما أجد نفسى فى رحاب رفقة الزمن الجميل ن حيث الطفوله البريئه ، والشباب الذى ولى أملا فى إستعادة إنتاج ماتبقى من محبه وعشره وإحترام .
أشعر بالتعب النفسى ، والإرهاق الجسدى حيث إستقر بى المقام فى ريف مصر رغم إرتباطى بالقاهره وظيفيا كنائبا لرئيس تحرير ، وستنتهى رحلتى فى الحياه حيث مقابر عائلتى فى معية أجدادى الذين أدركتهم طفلا رحمهم الله ، ويبكينى وأنا فى خريف العمر أن أدرك تلاشى كل ماتربينا عليه أطفالا فى كنف عائله تقدس الفضائل ، وتتمسك بالإحترام ، وتعظم توقير الكبير ، كثيرا أخلد إلى نفسى فى نهاية الأسبوع حيث الإنزواء إلى ركن ركين ، أتأمل مامر من أيام ، ومايحدث من أحداث ، وماأدرك من أحوال البشر المحيطين بى لعل ذلك ينبهنى لمواطن الشطط ومنبع الخلل ، لاشك أن مرجع ذلك هذا الإنهيار الخلقى الذى غاص فى أعماق المجتمع حتى أننا أصبحنا نفتقد العشرة الطيبه ، والرفقه الحسنه ، والتى فى لحظه ينهار العيش والملح ، ويتحول الأصدقاء إلى ألد الأعداء ، وهذا دليل على أن التقوى من اعماق القلوب وإلا مارصدنا ماحدث .
يتعاظم الألم وأنا أرصد عن قرب هذا الواقع المتدنى ، ويتعاظم لدى تلك الحاله من الذهول التى تنتابنى من هول ماأتابع من سلوكيات تحكم تعاملات الناس فى ريف مصر الذى كان نبع الفضائل ومنطلق الأخلاق ، بات من الطبيعى فيها أن يتعاظم السب ، والشتم ، والتطاول ، والتجريح ، خاصة على صفحات التواصل الإجتماعى بما لم نعهده فى الأمم السابقه ، أو حتى فى الجاهلية الأولى ، أدرك جيدا أن هناك من يبادر بهذا النهج البغيض ، وان هناك ردة فعل قد تفوق مابدر من سفالات ، رغم أننا فى الريف المفروض أننا أسره واحده ، ورفقه طويله ، وعشره منذ الصغر ، يضاف إلى ذلك الجيره والمصاهرات ، وأنا شخصيا كثيرا ماآلمنى تجاوز البعض من السفهاء بحقى ، خاصة هؤلاء المدفوعين على خلفية التوتر الذى ينتاب البعض خشية ارشح نفسى فى الإنتخابات البرلمانيه التى زهدت فيها وكل الحياه ، فإستنفرتنى بشريتى ففقدت الحكمه ، وإبتعد عنى الحلم ، وغلب غضبى تسامحى بحق من تجاوزوا بحقى ، فبادلت كل متجاوز بحقى تجاوزا أشد وأقسى ، لاشك أنهم إرتدعوا ، لكن ذلك آلمنى أن هبطت لهذا المستوى البشع ، إلى الدرجه التى معها حزنت كثيرا أننى لم أغادر موطنى وكنت رفيقا لإخوتى حيث الإقامه فى مدينتى أحد أروع ضواحى القاهره بشرا ، وإقامة ، وكيانا ، ورفقه ، وإحتراما ، خاصة وأننى أعمل بالقاهره منذ أربعين عاما مضت ، لكنه القدر الذى لايمنع عنه حذر .
بحق الله انا فى حيره شديده من أمرى .. جميعا بشر نعيش فى بيئه يتعاظم فيها المخادعين ، الكذابين ، المنافقين ، ولاأعرف كيف يحدث هذا وجميعا نصلى لرب العالمين سبحانه ، كيف يحدث هذا ونحن رفقاء عمر ، كيف يحدث هذا دون تصويب ، أتمنى أن نستيقظ وننتبه لأن مايحدث من تنامى لتلك الظاهره أمر يدفع إلى هوه سحيقه ، مجتمعيا وإنسانيا ، لاشك ستكون تداعياتها وخيمه ، أتمنى فى هذا اليوم الفضيل من ايام الله تعالى أن ننتبه ونعيد حساباتنا ، ونصوب مسلكنا ، ونقترب من الكرام ونتمسك بهم فى حياتنا مفاتيحا للخير ، ونبتعد عن سيىء الخلق ، فاقدى الإحساس بقيمة العشرة الطيبه ، وندعو بالهدايه لكل من طاله شطط ، ويبقى الرجاء والمناشده ” ياقوم أليس منكم رجل رشيد ” يعظم الفضائل ، ويصوب مسلك الشاردين بالحكمه والموعظة الحسنه .