التلاحم الشعبى أراه ضروره حتميه فى هذا الظرف الدقيق الذى تمر به الأمه العربيه ، هذا التلاحم بات ملاذا لأى تردى ، وحماية من أى شطط ، ومنطلقا للحفاظ على الأوطان ، من يقول بغير ذلك يكون مفتقدا البصيره ، منزوع الوطنيه ، يعيش فى تيه ، بل يدور خارج سياق الزمن ، لعله من الأمور الطيبه أن تتواكب تلك الرغبه الملحه مع مانلمسه من تغيير يطال واقعنا السياسى والحزبى والبرلمانى لاشك للأحسن ، وذلك من خلال تدشين كيان قبلى تمخض عنه كيان حزبى جديد به قامات مجتمعيه وسياسيه وبرلمانيه رفيعه يقوده أصحاب خبره حقيقيه وليس هواه من الشباب يفتقدون للحكمه ، فى القلب منهم الوزير عاصم الجزار ، والوزير أحمد ضيف صقر ، والنائب أحمد رسلان ، والنائب فايز أبوحرب ولعله جاء فى توقيته السليم بعد أن أصبح الواقع السياسى والحزبى فى حاجه لمشرط جراح ماهر ، يستأصل منه ماإعترى الجسد الحزبى من سرطان قبل أن يمتد تداعياته لكل الكيانات الحزبيه ، والسياسيه ، ويصبح عصيا على العلاج .
تلك الغايات النبيله لايمكن لها أن تتحقق إلا بالصراحه ، والوضوح ، والشفافية ، والحرص على وجود ٱليات فاعله تعظم وجوده ، وتجعل له مردود مجتمعى يفرض على الناس إحتضانه وتنميته والحرص عليه ، تلك الصراحه تجعل من الأهميه أن نعرج على ماضينا القريب ليس لجلد الذات والبكاء على الأطلال إنما لبدء مرحله جديده نستلهم فيها العبر ونصوب الخلل ، الذى كان من نتيجته أن إنزوى القامات أصحاب التاريخ ، والخبرات ، إلى ركن ركين ، حيث الجلوس فى مقاعد المتفرجين ، بعد أن أدركوا هذا المشهد الذى تعاظم فيه العبث ، بعد تعظيم نهج تقزيم الأحزاب كل الأحزاب ، بما فيها الأحزاب التاريخيه ، حتى أصبحت كيانات هى والعدم سواء ، لادور حقيقى لها ، ولاصوت مسموع يمكن له أن يمارس سياسه على هذا النحو ، بعد أن طال الهزل كل شيىء ، ووجدنا حزبا يتصدر المشهد ينطلق أداء من فيه من الأعضاء فى عمق الريف المصرى والصعيد من إستعلاء على الناس ممزوجا بالبروباجندا والضجيج لتصدير وجود شعبى وهمى ، تعايشا مع دعم يدركونه من الأجهزه ، وكل المسئولين ، الأمر الذى أفقده قيمته المجتمعيه ، رغم مابه من كفاءات ، وشخصيات ، هى وبحق جديرة بالتقدير والإحترام والتوقير تستطيع أن تحدث تفاعلا حقيقيا وتقدمها ملموسا فى واقعنا لو كان هناك تعظيم لنهج المنافسه الحقيقيه بين الأحزاب ، وكذلك حوارييه من الاحزاب ” التى أطلق عليها ” الأحزاب الوصيفه ” القادم كل المنتمين لهم من المجهول ، للحصول على عضوية البرلمان مقابل حفنه من المال تقدر بالملايين ، الأمر الذى أفقد الأداء البرلمانى قيمته وفقد حاضنته الشعبيه بعد أن أصبحت الإراده الشعبيه ليست منطلقا للإتيان بالنواب ، هؤلاء الذين تم الدفع بهم بإعتبارهم ينتمون لطبقة البهوات لإستكمال وجاهتهم الإجتماعيه بصوره أخرى بعد إعادة تدويرهم ، نظرا للإحاله للمعاش ، فإعتقدوا أنهم أسيادا على الشعب ، وليسوا جزءا من النسيج المجتمعى للوطن ، وكان من الطبيعى أن يكون الشعب فى نظرهم هم حفنه من الرعاع ، لذا ليس لهم حق إلا السمع والطاعه لمن تم الإستقرار عليهم أسيادا عليهم .
قد أجد من يفهم كلامى بالمقلوب ، ويصدر للأجهزه أن تلك رؤيه تهدف إلى قلب الأمور بالوطن ، وهذا طبيعى بعد أن تعاظم بالمجتمع أداء فاقدى الفهم ، والوعى ، والإدراك ، الذين وصل بهم التردى إلى هذه الدرجه التى فيها وكأن الوطن وصل من التقزيم لدرجة وصفه بالترابيزه التى يستطيع أى أحد قلبها ، وهذا لايزعجنى بل إننى أعتبره إفراز طبيعى لمستوى متردى نتعايشه الٱن إنتقل من المجتمع للسياسه ، تلك كلمات مخلصه وجدت من المناسب طرحها لله ثم للوطن ، خاصة وأن القناعه لدى مازالت راسخه أن الجلوس فى مقاعد المتفرجين يسعد النفس ، وينآى بالإنسان عن القيل والقال ، ويكفى فخرا وشرفا تاريخا سطرته ورفاقى بإرادة شعبيه حقيقيه وبلازيف حيث الإنتماء للوفد فى زمن الشموخ ، ولولا تخصصى الصحفى فى الشئون السياسيه والبرلمانيه والأحزاب ، لكان الإستمتاع بتناول الطبيعه الخلابه ، وفوائد الشكشوكه ، وماألفنا تناوله من الأطعمه مثل الفسيخ والسردين واللوبيا والفاصوليا والباذنجان ، رغم ذلك وماترسخ لدى أتمنى تصويب ماإعترى واقعنا السياسى من خلل وتردى وإنحدار .
ياساده .. إنها مصر نبع الحضاره ، وقاهرة الهكسوس ، ومن كبحت جماح لويس التاسع عشر ، ومن تصدت للعدوان الثلاثى ، ومن سطرت مجدا بنصر أكتوبر المجيد على أيدى جنودنا البواسل وقائدهم بطل حرب اكتوبر الفريق سعد الدين الشاذلى ، مصر العظيمه التى تستوعب عبر التاريخ كل الأفكار ، وينطلق منها كل الٱراء ، طالما كانت تصب فى صالح الوطن ، إنها مصر التى لفظ شعبها كل المتاجرين بمقدراتها ، إنها مصر الذى أعطى البسطاء منهم ظهورهم لواقعنا السياسى بعد أن طالهم الهزل دليلا على الوعى والفهم ، أملا أن يسخر الله لهذا الوطن من يصوبون المسار ، ويعمقون بداخل الجميع قيمة الوطنيه ، ويتلاشى من واقعنا السياسى والحياتى من نتوارى خجلا من ٱدائهم وتصرفاتهم ، إنها مصر التى تستحق أن يتصدر مشهدها السياسى والحزبى والبرلمانى الكفاءات وليس من يدفع أكثر من رجال الأعمال ، إنها مصر التى سحقت المستعمرين وخرجت من رحم الحضاره فكيف لها أن يتم تقزيمها . بالمجمل إنها مصرالعظيمه فمتى نجعل ذلك واقعا .