بصراحه .. هناك عزوف للكتلة الأكبر من المصريين عن المشاركة في الحياة السياسية سببه غياب الإلتحام بين تلك الأحزاب والجماهير، كما أن وسائل الإعلام التقليدية فقدت خلال السنوات الماضية قدرا من مصداقيتها ، وهو ما تسبب في حالة عدم الانضباط التي تشهدها وسائل التواصل الإجتماعي بعد أن باتت مصادر للشائعات والمعلومات المغلوطة وهو ما يجب مواجهته ، يقينا هناك حالة من فقدان الثقة لدى المجتمع لن يتم التغلب عليها إلا بإنتهاج طريق واحد هو “واقعية الطرح والصدق في الوعود” ، كما أن هناك غياب للمعلومة الصحيحة في بعض الأحيان يتسبب في حدوث خلل في الوعي لدى المواطن وفجوة في المصداقية وإدراك الحقائق كاملة ، وأن أعظم ما تملكه مصر هو العقول المبدعة إلا أن البيروقراطية في كثير من الأحيان تقضي على هذا الإبداع مؤكدا ضرورة اتخاذ قرارات جريئة للنهوض بالإنتاج الدرامي والسينمائي والحفاظ على قوة مصر الناعمة مؤثرة وقوية .
لاشك أن ماطرحته كلاما قويا يتطلب لمن يقول به أن يكون فى مأمن من الكيد ، أو سوء الفهم ، وخشية أن ينعتنى أحدا بالشطط ، أو يتهمنى بالتهور ، أو يتبرع أحد الساسه الجدد فى حزب السلطه بكتابة تقرير بحقى للكيد لى خشية أن أتقدم للترشح فى الإنتخابات البرلمانيه القادمه وأطيح بآماله وآمال حزبه فى مقعد بالبرلمان ، يطيب لى التوضيح أن كل ماطرحته ليس رؤيه لى حتى وإن كانت جميعها آراء رائعه بحق ، ووجدت إستحسانا لدى ، إنما هذا ماتم طرحه منذ أيام فى الجلسه الإفتتاحيه لتدشين حوار بمشاركة عدد من الإعلاميين ورموز الفن والثقافة بمصر ضمن سلسلة اللقاءات التي تعقد تحت عنوان ” نلتقي .. نتحاور .. نتشارك .. من أجل مصر ” ، وتبرأت لساحتى ، يطيب لى التأكيد على أن من قال كل تلك الكلمات القويه والرائعه والصريحه السيد القصير وزير الزراعه السابق ، والدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان السابق ، والزميل والصديق الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئه العامه للإستعلامات ، الكاتب والمؤلف الدكتور مدحت العدل .
بلا مزايدات .. الحوار أراه منطلقا حقيقيا للنهوض بالوطن ، وبناء ثقه بين الدوله والمواطنين ، ويدفع للعطاء الحقيقى ، لأنه يساعد على عرض الأفكار من قبل المتحاورين ، وكل منهم يجتهد فى عرض الحجج والأدلة على صحة الطريق الذي يمشون فيه ، فهو يدفع الشبهات ، ويجعل الجميع يعرضون آرائهم ، بشكل حضاري وفعّال، حيث يستطيع كل أطراف الحوارعرض كل ما لديهم من رؤيه ، يمكن للحوار أن يقرب وجهات النظر، ويزيل الفجوات بين المتحاورين ويبعد التباغض والتناحر فيما بينهم ، وإظهار الحقائق ، وكشف جميع الأكاذيب والترهات ، ونشر المعارف والثقافات، ويعزز من كمية معلومات المتحاورين حول مواضع معينة ، نشر الألفة والمحبة بين البشر، وصنع العلاقات الجيدة والصداقات ، وعرض الخيارات والحلول أمام المحاورين ، مما يسهل علي كل منهم عملية الفهم والاختيار السليم ، والحوار الذى أعنيه بكل تلك المضامين الراقيه القائم على الموضوعيه والإحترام والحجه والبيان .
إنطلاقا من ذلك لاأحد يختلف على حتمية هذا الحوار بالمجتمع شريطة أن يكون منطلقه حوار محترم يشمل كل مجريات الحياه ، حوار ينطلق من حاجات المواطن ، ويغوص فى أعماقه ، حوار يبتعد عن المكلمه ، والمنظره ، والكلام الفخيم ، حوار يشارك فيه كل فئات المجتمع وليس النخبه الذين سئم من وجوههم الناس ، خاصة تلك الوجوه التى أصبحت لاتقول جديدا ، ولاتطرح فكرا ، اللهم إلا كلاما فخيما على مائده فخيمه ، وتكييف أكثر فخامه ، الأمر الذى لايكون له مردود على الإطلاق ، من أجل ذلك أتحمس لأى حوار طالما يحتوى على مضامين متعدده نلمسها بين الحين والحين ، بالضبط كما تحمست قبل عامين لتلك الإنتفاضه الحواريه الغير مسبوقه ، الذى إستبشرت بها خيرا أن تحرك الوجدان وتدفع للمشاركه وتقضى على العزوف ، لكن فجأه تلاشى كل شيىء قبل أن نعرف نتيجة هذا الحوار ، الآن يتكرر نفس السيناريو حيث ألمس تدشين حوا وياترى هل ستكون نتيجته كما كانت نتيجة حوار 2022.
لاأختلف مع مبدأ الحوار ، وضرورته لتوضيح المفاهيم ، شريطة أن ينطلق من نتائج ماسبقه من حوارات لتعميق الثقه ، ويكون بين أطراف متعددى الثقافات ، والإتجاهات السياسيه ، لذا أتفق تمام مع المضامين التى طرحها هؤلاء القامات ، لكننى أتمسك بأن يجتهدوا لجعلها واقعا يلمسه الجميع قبل البدء فى تلك الحوارات التى بات يصفها كثر وأنا منهم أنها مكلمه ، لانتيجه لها ولاطائل منها ، ويحضرنى المقولة المنسوبة لسيدنا علي بن أبي طالب رضى الله عنه والتى مؤداها إن حال رجلٍ في ألف رجل خير من قول ألف رجلٍ في رجل .
خلاصة القول .. توقفت كثيرا قبل أيام أمام الشخصيات المشاركه فى تدشين هذا الحوار وإنفراد موقع بصراحه برئاسة تحرير الزميل محمود سعدالدين فى طرح مضامينه ، وأراه يضم شخصيات من توجه واحد ، وغاب عنها جميع الشخصيات التى لديها رؤيه ، خاصة تلك التى تنتمى للمعارضه الوطنيه ، والمستقلين ، وأرى أن مايتم طرحه منطلقه حديث نخبوى أحادى الفكر والفهم والتصور والعرض ، ولاعلاقة له بالمواطنين ، الذين يعيشون فى قاع الريف المصرى وفى عمق الصعيد ، كما إنتابتنى حاله من الدهشه أمام مضامين ماتم طرحه فى الحوار ، وكأنهم لم يدركوا ذلك منذ سنوات ، وكأنهم يتعجبون كما نتعجب ، وينتابهم الدهشه كما ينتابنى ، وعموم الناس ، على اية حال هذا الحوار لاينقصه الصراحه ولكن .