قضايا الوطن فى القلب منها قضايا الصحافه والصحفيين ، ٱن الأوان لطرحها على مائدة الوطن عبر حوار عاقل ، ومتزن ، ومحترم ، يعلى الإراده الوطنيه ، بعيدا عن المزايدات الرخيصه ، والإستقطاب المحموم ، لذا أبدع الزميل خالد البلشى نقيب الصحفيين فى طرحها فى مؤتمر نقابة الصحفيين السادس ، إنطلاقا من تلك المضامين الراقيه ، بمسئوليه ، وإحترام ، ليسجل إسمه بإقتدار فى سجل القامات النقابيه الصحفيه عبر التاريخ ، هكذا إستشعرت وأنا أشارك فى اللجان النوعيه فى اليوم الثانى للمؤتمر لذا كانت التحيه له واجبه ، وأعضاء مجلس النقابه فى القلب منهم الزميلين جمال عبدالرحيم سكرتير عام نقابة الصحفيين ، ومحمد خراجه أمين الصندوق لموقفهم المشرف ، الذى ذكرنى بوقفتنا البطوليه عام ٩٥ للتصدى للقانون الذى كان قد تم إعداده لقصف أقلام الصحفيين ، لكننا وأدناه ، ودفناه دون قراءة الفاتحه عليه ، بحكمة وإقتدار النقيب إبراهيم نافع والجماعه الصحفيه .
تابعت أعمال اليوم الثانى لمؤتمر نقابة الصحفيين متنقلا بين لجانه المختلفه ، ومستمتعا بما يتم طرحه من آراء إتسمت جميعها بالعمق ، والتى طرح خلالها المشاركون آليات ورؤى مواجهة التحديات التي تواجه المؤسسات الصحفية المصرية ، والحلول المقترحة لتعزيز الكفاءة الإدارية وتحسين بيئة العمل للصحفيين ، مع التركيز على أهمية تطوير السياسات الداخلية ، وإعادة هيكلة المؤسسات لمواكبة المتغيرات السريعة في قطاع الإعلام ، ولأن الجلسات إتسمت بالعمق والفاعليه والصراحه كان ماطرحته الكاتبه الصحفيه أمينه النقاش أثناء إدارتها للجلسة النقاشية التى عقدت بعنوان “تحديات الإصلاح الإداري وبيئة العمل في الصحف المصرية “، فيما يتعلق بالدور الذى لعبته الصحافة ، وهو كما أكدت دور مهم للغاية في حركه التحرر الوطني من أجل الاستقلال والتقدم الاجتماعي ، وحرصت على قياده المعارك النقابيه الهامه من أجل تشريع عادل للتعامل مع الصحفيين ، مشيرة إلى أن المؤتمر العام السادس للصحفيين نافذة حوار للسلطة التنفيذية للاستماع إلى حلول واقتراحات واقعية مسئولة تسهم في حل مشاكل الصحافة والصحفيين .
توقفت كثيرا أمام ماطرحه الزميل أكرم القصاص رئيس مجلس إدارة مؤسسة اليوم السابع فيما يتعلق بحتمية تجديد دم الصحافة المصرية وهذا لن يتأتى إلا من خلال العمل على تدريب الصحفيين وتطوير أدواتهم ، وإيجاد ضمانات بالنقابة تواجه مؤسسات بير السلم ، ولتفعيل ذلك طالب بضرورة إستمرار المؤتمر العام السادس للصحفيين كآلية مستدامة على مدار العام ، طرح الكاتب الصحفى أكرم القصاص فكره الإصلاح الإداري للمؤسسات الصحفية والتى كما يرى تعد محور مهم للغاية ، مشيرا إلى أن الصحافة الإلكترونية أصبحت تواجه تحدي كبير شأنها شأن الصحافة الورقية في ظل مواجهتها منافسة شرسة من مواقع التواصل الاجتماعي إذ أن الاهتمام بالتريند أصبح أكثر من الاهتمام بالرأي، مشيرا إلى أن هناك ضرورة ملحة لتدشين مشروع لإطلاق منصة للصحف الديجيتال ، وإيجاد صيغ جديدة ومبتكرة آخرى لتطوير الصحافة الإلكترونية وتسهيل مهمتها في توصيل رسالتها الإعلامية ، خاصة وأن تمويل الصحافة أصبح ضرورة ، في ظل الخسائر المرعبة للصحافة الورقية ، مؤكدا على أن المؤسسات الصحفية تأخرت في استخدام التكنولوجيا واللجوء للديجتيال لذلك لابد من وضع خطة عاجلة لتعزيز التحول الرقمي ، وهو ما ينعكس أيضا على الإعلام بكل أدواته أيضا ، خاصة وأن ماسبيرو لديه ثروة تجلب له ملايين حال استخدام التحول الرقمي والتكنولوجيا بشكل صحيح .
خلاصة القول .. عكست مضامين المؤتمر جهدا طيبا ، وأداءا محترما لكل المشاركين فى القلب منهم المنظمين وواضعى سياساته ومحددى موضوعاته ، برز فى الوضوح والشفافيه والقضايا التى تم تناولها والتى ولأول مره تخرج عن الرتابه والإطار الروتينى للمؤتمرات ، والمكلمه التى لايتفاعل معها أحد ، من أجل ذلك كان الحضور المكثف للزملاء الصحفيين الذين صفقوا طويلا للنقيب المحترم خالد البلشى الذى أعاد مجد الصحافه فى مواقفها الوطنيه عندما أكد بوضوح أن هناك تراجع لحرية التعبير وتحجيم فرص الصحفيين في أداء دورهم الحيوي بالمجتمع لذا فقد حان الوقت لمناقشة الظروف المهنية للصحفيين ، إنطلاقا من نفس النهج دشنت نقابة الصحفيين إستبيان يتعلق بالمؤتمر العام السادس ، الذي أُجري بمشاركة واسعة من الصحفيين المصريين ، وكشف عن أهم الأولويات والتحديات التي تواجههم ، والمطالبة المتعلقة بالتركيز على تحسين الأوضاع المهنية والمادية، وتعزيز حرية الصحافة ، وتطوير التشريعات الإعلامية ، يعد هذا الإستبيان هو الأول من نوعه الذي يجرى للجماعة الصحفية منذ 20 عمًا ، والثاني من نوعه الذي يجرى في تاريخ المؤتمرات العامة للصحفيين ، وبلغ عدد المشاركين فيه 1568 صحفيًا ، بزيادة نسبتها 49% عن عدد المشاركين في استطلاع المؤتمر الرابع وعددهم 1061 صحفيا ، كما خضعت إستمارة الإستبيان للتحكيم العلمي بمعرفة العديد من أساتذة الإعلام والرأي العام ، وبعد مشاورات مكثفة بين اللجنة ونقيب الصحفيين والعديد من أساتذة المهنة بعد أن تم الاتفاق على أن تتكون من 34 سؤالا تم تصنيفها إلى خمسة محاور تغطي الكثير من المستجدات التي طرأت على الحياة الصحفية وما تشهده صناعة الصحافة من تحديات اقتصادية، وما يتصل بذلك من قضايا الأجور. يبقى من الأهميه المجتمعيه أن تتفاعل الأجهزه المعنيه فى القلب منهم الحكومه مع مخرجات هذا المؤتمر أملا فى أن ينطلق الجميع نحو هدف واحد وفاعل هو النهوض بهذا الوطن عبر مصداقيه طرح القضايا الحياتيه والمجتمعيه ، وشفافية الرؤيه التى تؤسس لمزيد من الثقه التى تشمل كل المجتمع مواطنين ومسئولين ، وهذا لن يتأتى إلا بالمزيد من تناول القضايا المجتمعيه الهامه وطرح حلول لها عبر المزيد من حرية الصحافه ، والرأى والتعبير ، وهذا لن يتأتى إلا بالمزيد من التلاحم الوطنى والمزيد من الحريات ، والمزيد من الشفافيه .