ذات يوم حيث كنت فى دمشق كان الشكر لرب العالمين سبحانه على نعمة وطنى الحبيب مصر ، ونعمة الشعور بالأمن والأمان فى رحابه وهكذا كل الوقت ، حتى وإن خيم على النفس أحيانا ضيق شديد تأثرا بالتصرفات الصغيره للساسه الهواه المدعومين ليكونوا كل شيىء ، أو المسئولين قليلى الخبره لكننى أستطيع أن يكون لى رؤيه وسط هذا الضباب وذاك المناخ ، شعرت بالضيق الشديد حيث كنت فى دمشق مشاركا كنائب فى مؤتمر البرلمان العربى الأفريقى ممثلا للبرلمان المصرى ، مرجع ذلك التأكيدات الممزوجه بالتعليمات التى نبهنا لها سفيرنا فى سوريا ، بألا تتضمن كلمتى بالمؤتمر أو مشاركاتى فى لجانه النوعيه شيئا قد يفهمه البعض من نواب حزب البعث أنه مساسا بممارساتهم البرلمانيه نظرا لأننى أنتمى إلى المعارضه المصريه الشريفه والنظيفه حيث الوفد فى زمن الشموخ ، إحتراما لتلك الرغبه كنت أتحسس الكلمات فى كلمتى التى ألقيتها بالمؤتمر فخرجت شديدة الحرص ، يومها أدركت أن مصرنا الحبيبه فوق الرؤوس .
أوجع قلبى سقوط بشار ليس حزنا على شخصه ، أو زوال حكمه ، وإنحدار شأنه ، ليس رغبة فى أن يظل حاكما لسوريا يسحق إرادة شعبه ، الذين دفعوا به إلى مذبلة التاريخ ، وهكذا سيذهب بإذن الله كل الطغاه البغاه الذين أذلوا شعوبهم ، وسحقوا إرادتهم ، لكن منطلق ذلك سوريا الأهل والوطن والأحباب ، والتاريخ العظيم ، سوريا المجد والفخر ، دمشق العزه ، منطلق ذلك إنهيار الدوله السوريه ، وتشريد شعبها الأبى ، منطلق ذلك إدراك أن تلك حلقة فى سلسلة من الحلقات المرصودة للعبث الدولى بسوريا الذى تقوده أمريكا لتمكين إسرائيل فى المنطقة
علينا أن ننتبه لما يحاك من خلف ستار من أجل القضاء على الأمه العربيه ، حيث أشم رائحة تآمر على أوطاننا العربيه تنفذها جماعات مخابراتيه دوليه ، بهدف تقزيم كل الأوطان لصالح الصهاينه ، هذا يقينى إنطلاقا من قرائتى للأحداث وتحليلى لما يجرى بسوريا ، ومادعم الميليشيات السوريه إلا حلقه من حلقات زعزعة الإستقرار بالأوطان العربيه ، وتركيع كل العرب ، وراءه كما قال المحللون العديد من أجهزة المخابرات الدولية ، من بينها بالتأكيد الـ ” سى آى ايه ” الأمريكية ، والموساد الإسرائيلية !. كما أنها ضربة قوية للدولة الهشة التى يقودها نظام ديكتاتورى منذ ستينيات القرن الماضى ليسجل التاريخ فشل الدكتاتوريات فى حماية الأوطان والحفاظ على مقدراتها ، ساهم فى هذا التردى أننا لم نجد يوما أى جهد لوحدة الوطن وإستقراره ورخاء شعبه ، المشهد العام فى سوريا , للأسف , كما أدركنا وكشفت عنه الأحداث قواعد عسكرية لإيران وروسيا وأمريكا وتركيا ! على أية حال هكذا مصير الدولة الهشة ، التى لا تعتمد على قوتها المسلحة النظامية ، وتترك المجال لقوى خارجية تعبث فى أراضيها دون أى سيطرة عليها .
يتعين أن ننتبه لأن الأخطار تحيط بنا من كل جانب من السودان حيث النزاعات المسلحه ، وفى ليبيا حيث صراع الميليشيات ، وفى فلسطين حيث يذبح أهلنا فى غزة على أيدى الصهاينه الملاعين ، وفى العمق كان العابثون بمياه النيل ، لذا لم يعد من قبيل الرفاهيه أو التمنى أن يكون وطننا الغالى بخير ، بل إن ذلك من الواجبات التى يفرضها الواجب الوطنى ، وتتمسك بها الإراده الوطنيه ، ودائما تكون الدعوات المخلصات أن يحفظ رب العالمين سبحانه وطننا الغالى من كل مكروه وسوء ، ويديمه فى عليين أهلا ووطنا وشعبا ، ومن يقول بغير ذلك يكون منزوع الوطنيه ، نختلف كما نشاء ، ولانلتقى فى الآراء هذا طبيعى إنما الذى ليس طبيعيا أن نختلف على وطننا الغالى ، لأن الخلاف عليه خيانه مثبته ومستقره فى اليقين .