سقطت دمشق فى أسبوعين فى سابقه تاريخيه بالنسبه لصراعات الدول ، وغادرها بشار الأسد إلى جهة غير معلومه ، الأمر الذى معه أصبحت سوريا فى مهب الريح ، وباتت معرضه للإنقسام ، وتعاظم قتال السوريون بدعم خارجى ، حتى أصبحوا يتعايشون مع حالة من الإنهيار الكامل ، كما بدأ السوريون يدفعون الثمن غاليا لإرتهان القرار السورى لموسكو وإيران ، تمخض ذلك عن نتائج مأساويه حيث باعت روسيا بشار الأسد , وإسرائيل تعلن سقوط دمشق ، وانهيار الجيش السوري بكامله ، سيناريوهات مؤلمه شهدتها دمشق ، وعايشها الأسد ، يجعلنا ننتبه أنه ماأشبه اليوم بالبارحه ، بالأمس سقطت بغداد ، واليوم سقطت دمشق ، ليسقط معهما تاريخ طويل من المجد ، والعزة ، والفخار ، وصفحات من النضال عبر أجيال متعاقبه ، هذا وإن كان السقوط شمل صدام والاسد ، إلا أنه كان ممزوجا بتٱمر دولى على مقدراتهم ، وخيراتهم ، وخداعا لهما بأنهما حكام من السلاطين الذين يحق لهم أن يحكموا مدى الحياه ، ولاضير أن يقهروا شعوبهم ، ويسحقوا إرادتهم ، ويخلقوا جيلا من النعاج يتحكم فيهم عناصر خارجيه ، يحركها لاشك الصهاينة الملاعين ، بالمجمل وكأن المتٱمرين من الغرب أرادوا إذلالنا ، فخدعوا حكام بغداد ، ودمشق ، ليتمادوا فى إجرامهم ، ثم جعلوهم نموذج للعار حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
نقلا عن رويتر قيادة الجيش السورى أبلغت الضباط بسقوط نظام الحكم ، كما نقلت قناة القاهرة الإخبارية ، عن وكالة الأنباء الفرنسية ان رئيس الحكومة السورية ، محمد غازي الجلالي، قال مستعدون للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب ، جاء ذلك بعد ساعات من دخول الفصائل المسلحة إلى دمشق، بعد تأكيدها أنها سيطرت على مدينة حمص، ثالث كبرى مدن البلاد ، وكان من الطبيعى أن تتجه الفصائل المسلحة للسيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون لإعلان السيطرة على سوريا ، كما أعلن المسلحون أنهم دخلوا سجن صيدنايا العسكري شمال العاصمة وأخرجوا السجناء هناك ، كما أكدت وكالة رويترز، نقلا عن مسئولين سوريين رفيعي المستوى، أن الرئيس السورى بشار الأسد غادر دمشق إلى وجهة غير معلومة ، كما أعلنت المعارضة السورية المسلحة سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد ، ودخول قواتها إلى العاصمة دمشق تتويجا لسلسلة من الانتصارات الخاطفة التي حققتها في الأيام الماضية ، كما أكدت إدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة المسلحة أن “الطاغية بشار الأسد هرب”، وأعلنت أن “مدينة دمشق أصبحت حرة” ، وأضافت أنه “بعد 50 عاما من القهر تحت حكم البعث ، و13 عاما من الإجرام والطغيان والتهجير (…) نعلن اليوم (…) نهاية هذه الحقبة المظلمة وبداية عهد جديد لسوريا ” ، ودعت السوريين المهجّرين في الخارج للعودة إلى “سوريا الحرة”.
خرج السوريون إلى شوارع العاصمة السورية دمشق يحتفلون بسقوط النظام ، وارتفعت أصوات الرصاص في عموم العاصمة وعلى مداخلها وكافة محاورها احتفالا بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد ، واحتضنت ساحة الأمويين في وسط العاصمة دمشق جزءا من هذه الاحتفالات التي امتدت أيضا إلى محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون بالتزامن مع فرار قوات الجيش والأمن من مقرات عدة أبرزها قيادة الأركان ووزارة الدفاع بالعاصمة ، أتمنى أن تتحقق أمانى الشعب السورى فى الحرية والديمقراطيه والحياه الكريمه ، وأن يكون شعار سوريا الحرة الذى دشنه الثوار هو حقيقه واقعه ، وألا يتمخض عن تلك الثوره طاغيه جديد ، يجعل الناس يندمون على تلك الثوره ويلعنونها ، ويتمنون أن يعيشوا فى الذل كما كانوا ، أتمنى أن تكون كل الشعارات حقيقه .
يتعين أن ننتبه ونستلهم العبر مما حدث فى دمشق ، وندرك أن إسرائيل ستجتاح الجولان ، وأن الاوطان لايحميها إلا التلاحم الشعبى ، وإدراك الحكام ومعاونيهم أنهم جزءا من نسيج أبناء الوطن ، وليسوا أسيادا عليهم ، وأن قهر الإراده يخلق مجموعات كارهة فى المجتمع حتى لأنفسهم ، الأمر الذى معه يجب أن نعمق الترابط ، والتلاحم ، والإصطفاف ، ووقف الإستحواذ ، والتعامل من علياء خاصة الذين يتولون أمر تقديم الخدمه لأبناء شعوبهم وابدا لايمكن أن تدار الاوطان إلا بالحب ، والمشاركه وليس بالكره ، والمغالبه ، وندرك أن الحرص على وحدة الأوطان هى مسئولية الجميع فى كل الاوطان ، وليس منوطا به الغرب خاصة هؤلاء الذين يدعمون الصهاينه الملاعين .