بين عشية وضحاها يصبح كل منا ذكرى ، وبمرور الأيام نصبح جميعا نسيا منسيا ولايتذكرنا أحد حتى ملامحنا ، بالضبط كما لانتذكر من كانوا من أسرنا من الجيل الذى يسبق أجدادنا ، لكن تظل المواقف يتناقلها الأجيال إلى قيام الساعه ، إما فخرا أو ذلا ، لذا يتعين علينا أن ننتبه إلى تلك الحقيقه ، ونجعلها تذكرنا عما غفلنا عنه من ثوابت حياتيه ، بفعل صراعات الحياه وتردياتها ، ونكون أصحاب مواقف يفخر بها أحفادنا ومن لم يعاصر حتى ذكرانا ، هذا المعنى تملك من وجدانى حيث كنت فى رحاب مستشفى الطوارئ الجامعى بطنطا أتابع عن قرب الوضع الصحى لأحد أبناء بلدتى ، عرضت الطبيبه بصدق وضعه الصحى ، وغادرت العنايه المركزه وٱخر مارأيت إبتسامة الرضا التى تعلو وجهه ، وماهو إلا سواد الليل ، إلا وقد غادر الحياه بتردياتها إلى حيث سنكون جميعا فى مستقر رحمة رب العالمين سبحانه ، وفى المساء كنت أحد المعزين متذكرا تلك اللحظات وهذا المعنى النبيل .
عايشت المرضى فى مستشفى الطوارىء وهم يتوجعون ، ويناجون رب العالمين سبحانه أن يشفيهم ويعافيهم ، هذا الواقع الوجودى الذى عايشته جعلنى أتعجب من أحوال البشر ، وتمسكهم بترسيخ الترديات ، والتعايش مع الهزل ، وتعميق الصراعات من أجل مبتغى دنيوى رخيص ، له علاقة بمنفعه شخصيه ينشدها لدى من يسيىء للبعض ظنا منه أن هذا يعلى من شأنه ، ويرفع من قدره ، ولاأعرف متى يدرك هؤلاء هزلية هذا النهج ، ومردوده السلبى على كل المجتمع ، وأنه بات من الواجب أن يتحلى الناس كل الناس بكريم الخلق ، والإنطلاق نحو حياه تعمق الإحترام ، وتنطلق فى كنف المحبه ، وتجعلها نبراس وجود .
لا أعتقد أن ماطرحته بعيدا عن إدراك كثر ، لكنها الغفله التى تجعلنا ، وتجعلهم نعيش جميعا فى تيه ، تشغلنا متطلبات الحياه ، والصراع من أجل البقاء وإثبات الذات عن تلك الثوابت الحياتيه ، لذا كان الإنسان فى حاجه إلى أن يعود إلى نفسه ، ويتناغم مع كيانه ، ويقترب من واقعه ، ويدرك أننا نعيش فى مجتمع يواجه تحديات جمه ، داخليا ، وخارجيا ، وحتى وجدانيا ، لذا كان من الطبيعى إما أن نكون فيه أو لانكون .
هذا ماسيطر على وجدانى فى نهاية الأسبوع حيث أنكفأ على ذاتى بحثا عن الحقيقه التى غفلناها جميعا بفعل صراعات الحياه ، وماطال البشر من ترديات ، الأمر الذى معه يجب أن نعود إلى أنفسنا بالكليه ، ذاتا ووجدانا ، وكيانا ، نبنى على الإيجابيات ، ونتجاوز السلبيات ، ونجعل بيننا لغة حوار تتسم بالموضوعيه والإحترام والحجه والبيان تعميقا للمنطق السليم ، ونعمل جميعا على أن نجعل واقعنا فخرا لمن بعدنا ، فهل نحن قادرون أم سنظل نعمق السلبيه ، ونرسخ للإنقسام ، وننسى أننا جميعا إلى زوال .