إقتربت الإنتخابات البرلمانيه وتزايدت النطاعه ، وتعاظم الإستقطاب ، وتنامت السخافات ، والتى منها إعتبار خدمة أسيادنا المرضى أمرا مستهجنا ، وتزيدا ممقوتا ، الأمر الذى معه يعكس حاله غير مسبوقه من الجهاله حينا ، ومن الحقد أحيانا ، ظنا منهم أن مبتغى ذلك خوض الإنتخابات البرلمانيه القادمه دون إدراك منهم أننى طوعا زهدت فى البرلمان ، والممارسة الحزبيه ، وكذلك المشاركه السياسيه برمتها بعد أن أصبحنا فى زمن الهزل الذى فيه تنامت الجهاله ، وتوارى الكرام عن الأعين ، وإنسحب من المشهد أصحاب الخبرات إحتراما لتاريخهم ، وتقزم الأداء السياسى ، وتلاشى رفقاء الزمن الجميل ، هؤلاء المساكين لايدركون أن لحظات الضعف التى تعترى الإنسان تتجلى عند مرضهم ، وهذا الشعور الذى ينتاب المريض ويجعله فى تيه ، فاقدا القدره على أن تعلو الإبتسامه شفتيه ، وينتابه حاله من القلق على أبنائه وكل أفراد أسرته من المجهول القادم إذا حدث له مكروه ، وكيف يفعل به كلمه طيبه ، أو إحتضان نفسى طيب ، وطمأنينه نبثها فى كيانه من خلال بذل الجهد معه لتوفير العلاج خاصة مرضى السرطان والفشل الكلوى .
تناغما مع هذا الشعور الوجدانى الذى كثيرا ماينعم رب العالمين سبحانه على شخصى أن أستشعره فى كيانى ، كثيرا ما ضربت كفا بكف ، ودعوت الله تعالى أن يلهمنا الصواب فى الأمر كله ، وأن ينجبينا من الحاقدين والسفهاء ، وذلك تأثرا بما كتبه أحد المتحزلقين ، ومايردده بعض المغيبين المدفوعين ، نقدا فى حقى ، وقدحا وذما فى شخصى لأننى أرعى أسيادى من المرضى ، بل إنهم لايعجبهم أن أقول أسيادى من المرضى معتبرين ذلك تزيدا على إعتبار أن قامتى تعلو شخصهم للأسف الشديد ، رافضين ماأقدمه من شكر للأطباء على إعتبار أن هذا واجبهم يؤدونه رغما عنهم لأنهم يتقاضون عليه أجرا ، وإلا تعرضوا للمساءله والعقاب ، كما يرون أن إقترابى من الناس أمرا يهدر قيمة النيابه وجلالها ، على إعتبار أن قناعتهم تتمثل فى أن وجود شخصيه مجتمعيه رفيعه مثل النائب فى متناول الناس هو نوعا من النفاق والإستجداء لأنهم يجب أن تعلو قامتهم الجميع لأنهم رموز وقدوه وذا شأن عظيم ، ويتحدثون وكأننى أتيت كبيره من الكبائر ، ويناشد هؤلاء البشر الناس ألا ينتخبوا نائب يرعى المرضى ، أو يمدح الأطباء وينافقهم ، أو يكون فى متناول الناس كل الوقت فتهدر قيمة النيابه ، وعلل هؤلاء ذلك بأن ماأكتبه بشأن مايبذل بحق رعاية المرضى تزيد على الدوله ، وإفتئات فى حقها ، لأنها ترعى المرضى وهذا واجبها الذى لاشكر لها عليه .
ظننت أن هذا الطرح الهزلى سيواجه بموجه عارمه من العقلاء ومن يفهمونهم أنهم فقدوا القدره على الفهم ، وأن الدوله والحكومه لاشك يؤدون دورا عظيما فى رعاية المرضى عبر المستشفيات وعبر المبادرات الرئاسيه ، لكن توحش المرض فاق قدرة الجميع ، فوجدنا مساعده من الجمعيات الخيريه ، وأهل الخير خاصة مايتعلق بالغسيل الكلوى لأسيادنا مرضى الفشل الكلوى عافانا الله وإياهم ، وهى أعظم تجاره عند الله أن تجبر بخاطر مريض يبحث عن علاج ، وماأقوم به هو تجاره مع الله بالجهد والمال حيث أسافر على نفقتى للمستشفيات وقد أساهم فى شراء مستلزمات طبيه لمريض فقير ، وبحكم العيش والملح والصداقه والأخوه بقادة الطب أستسمحهم لتقديم موعد عمليه خاصة الأورام والقلب المفتوح دون المساس بمن تم تحديد موعد عمليه لهم الأمر الذى معه يتطلب بذل مزيد من الجهد فوق طاقتهم جزاهم الله خيرا ، كما أتدخل لإستعجال صدور قرار علاج قد يتأخر ، أو إنهاء أوراق خاصة بالتأمين الصحى لمريض أهله من البسطاء لايعرفون آليات تلك الأوراق .
لايمكن أن يقنعنى عاقل أن من ينتقد تقديمى الشكر لهؤلاء الأطباء لما يبذلونه من جهد أو رعاية مريض إنسان طبيعى وليس فى قلبه مرض ، لأن تقديم هذا الشكر هو واجبا محتما ، وأننى كنت أمام خيارين إما الإفصاح عن أسماء المرضى ليسأل عنهم ذويهم ، أو عدم ذكرهم لينعموا بالراحه من الزيارات ، ففضلت عدم ذكر المرضى فوجدت من يشكك فى أننى كنت أساعد مريض من أساسه وأننى أشكر الأطباء للمجامله ، أدرك ذلك أهل المرضى فأخذوا هم يفصحون عن مريضهم بتقديم الشكر لى لمساعدته ، ومع ذلك يكابر السفهاء دون إدراك منهم أن من يقرأ لهم ذلك يدرك أنهم من المخابيل ، وهؤلاء أنفسهم لو ذكرت أسماء المرضى سيوجهون لى سهامهم أننى شهرت بهم ، ولاحول ولاقوة ألا بالله العلى العظيم ، وهؤلاء بحق الله مرضى نفسيين الأمر الذى فكرت معه مطالبة جامعة طنطا بأن تدشن قافله طبيه تضم أطباء نفسيين لتوقيع الكشف الطبى على هؤلاء المرضى وتقديم العلاج لهم ، إنقاذا لسمعة بلدتى بسيون ذا التاريخ والحضاره ، والكرام أهلها .
البعض من هؤلاء المغيبين وجهوا نقدا شديدا لأهل المرضى الذين يستنجدون بى ، وأذهب مع مرضاهم للمستشفى ، وناشدوهم أن يراعوا مرضاهم بأنفسهم دون الإستعانه بى خاصة من يريد أن يقول لمن يدعمه فى الإنتخابات القادمه أنه هكذا يفعل معى وليستعد عند نجاحه أن يحصل منه على خدمه مميزه ، ظنا منه أننى سأرشح نفسى دون إدراك منه ومن يدعمه بغية مصلحه أننى ترفعت عن هذا الأمر عن قناعه منذ أن أصبحنا فى زمن الهزل ، ولأننى لايسعدنى أن أكون نائبا عن أشخاص بهذا المستوى الفكرى ، والإدراك السلوكى ، والفهم ، أصدقكم القول أننى تعبت بالفعل مما أبذله من جهد بالمستشفيات ، نظرا لأن ذلك على حساب صحتى ووقت راحتى ، خاصة وأن هذا يتم بجوار مباشرة عملى بالجريده كنائبا لرئيس تحرير ، وسفرى لمكتبى بالجريده ، كنت أتصور أن لدينا نضج وفهم وسأدرك من يقول لمثل هؤلاء المغيبين الجهال إتقوا الله ، ويعلمونهم الأصول ، وكيفية الإحترام ، لكننى كنت مخطأ ، وأدركت ساعتها أن قرارى بعدم الترشح قرارا صائبا مائه فى المائه ، لإنحدار المستوى الثقافى العام ، وتلاشى النضج السياسى ، وتحكم الهزل فى سلوكيات الناس ،
لأول مره تترسخ لدى قناعه بأننا نعيش فى تيه ، ويتحكم فينا التضليل ، وأن بلدتى بسيون راحت فى داهيه ، وأنها ستظل على هذا النحو من التردى تأثرا بهذا المستوى من الفهم والوعى والإدراك ، والتعاطى مع الأمور ، وتعظيم آلية السب والشتم والتطاول على الفيس بوك ، وأننا فقدنا النضج الفكرى والسياسى والفهم الوعى ، ولأول مره أنتبه أن الحكومه وأجهزتها على صواب لضبطهم الإيقاع الإنتخابى وتصويب مسلك الساسه ، ومن يفكر فى الترشح ، وأنه نعمه كبرى فى هذا الزمان أننا لسنا فاعلين فى العمليه الإنتخابيه بل كومبارس وأن وجودنا مجرد ديكور ، الأمر الذى فقد معه النائب الحاضنه الشعبيه ، وفقد المواطن القدره على فرض إرادته على النائب ، أو مطالبة النواب ببعض حقوقهم . تبقى الحقيقه اليقينيه التى مؤداها أن هناك مفاهيم مغلوطه تهدر القيم وتنال من المبادىء .