تنتابنى حاله من الإرتياح الشديد ، والتفاؤل اللامحدود بأن القادم أفضل بإذن الله تبعها حالة من السعاده بالتوجه الوطنى الذى يلوح فى الأفق ، مرجع ذلك وجود إجراءات تدفع بالمشهد العام لمزيد من اللحمه الوطنيه حيث صدور قرارات بإعادة تشكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة المهندس خالد عبد العزيز ، والهيئة الوطنيه للإعلام برئاسة المبدع المحترم والعشره الغاليه إبن بلدتى بسيون الكاتب الصحفى الكبير والإعلامى القدير أحمد المسلمانى ، والهيئة الوطنيه للصحافه برئاسة المهندس عبدالصادق الشوربجى النموذج المشرف بحق ، وجميعهم مشهود لهم بالعطاء ، والإتزان ، وهم إمتدادا للقامات الرفيعه الذين كان يضمهم التشكيل السابق لتلك الهيئات فى القلب منهم أخى وصديقى وعشرة العمر القيمه الرفيعه الكاتب الصحفى الكبير الدكتور أحمد مختار نائب رئيس الهيئة الوطنيه للصحافه ، لاشك أن هذا التشكيل أضاف كثيرا للجماعه الصحفيه ، عمق هذا التفاؤل صدور قرار قضائى حكيم قبل صدور التشكيل الجديد للهيئات الثلاث بأيام برفع أسماء 716 شخصاً من قوائم الإرهاب وذلك بعد عرض النائب العام الأمر على محكمة الجنايات فى رساله مجتمعيه نبيله بحق ورساله لكل المزايدين والمنافقين أن يتواروا عن الأنظار ويكفوا عن تأجيج الفتن وإشعال النيران .
يقينا .. هذا التوجه يرسخ لمزيد من الإصطفاف والوحده لبذل الجهد للنهوض بهذا الوطن الغالى ، وصفحة جديده ننطلق منها للأمام لتجاوز عثرات الحياه ، ويقطع الطريق أمام كل المزايدين والمنافقين ، وهذا التوجه الأكثر من رائع الذى تنهجه الدوله لإعادة الريادة الإعلاميه بعد تلك الحاله من التردى ، والإخفاق الإعلامى ، يصدر رغبة أكيده لدى المعنيين بالأمر لإحترام عقلية المشاهد ، الذى إنصرف عن أى مشاهده بعد أن تنامى الهزل الذى يصدره إعلاميين كثر ، وإنعدمت المصداقيه ، بل وأستطيع القول أن من طرح ذلك هو مبدع بحق ، ويفكر برؤية وطنيه تصب فى صالح الوطن ، وبإخلاص شديد ليس أدل على ذلك من هذا الترحيب الذى قوبلت به تلك القرارات من قادة الأحزاب السياسيه ، ورموزها ، وكل مؤسسات المجتمع المدنى ، والمنصفين من حملة مشاعل التنوير من الصحفيين والإعلاميين .
تعظيما لهذا التفاؤل يتعين على رؤساء وأعضاء الهيئات الإعلاميه الثلاث وجميعا محل تقدير وإحترام وتوقير الإنطلاق بالصحافه والإعلام بجد ، وهذا لن يتأتى إلا وفق خطه طموحه صادقه ، واليقين بأن الإعلام فى محنه من تداعياتها أنه يتهاوى ، لضعف الأداء ، وكذلك الأمر بالنسبه للصحافه حيث تتراجع لتقليص مساحة الحريه ، تلك الحريه التى هى عنوانا للدول المحترمه ، والمعيار الحقيقى لأداء صحفى محترم ، يدك حصون الفساد ، ويردع الفاسدين ، ويكشف المستور، ويعظم مايتم من إنجازات حقيقيه فى أرض الواقع ، لينطلق الوطن إلى الأمام بخطوات ثابته وراسخه ، أى حديث بشأن الصحافه والإعلام بعيدا عن تلك المضامين يعمق حديث الشعارات ، وهذا لايتناسب مع ماننشده من صحافه محترمه ، وإعلام جيد ، أو يقنعنا بوجود تفاعل لتلك الهيئات فى أرض الواقع ، على أن يواكب هذا النهج ، إعداد خطة لتطوير منظومة الإعلام بكل أشكاله ، وإتخاذ خطوات عاجله لمواجهة التحديات الجسيمة التي يفقد فيها الإعلام الكثير ، وهذا أعتبره طوق نجاه لمجتمع تغول فيه كثر من المسئولين على المواطنين ليقينهم بإنعدام أدوات الردع المتمثله فى الصحافه والإعلام ، بعد المحاولات المستمته لحصارهم بغية إدخالهم طوعا أو كرها بيت الطاعه ، والعمل على أن يكونوا خداما فى بلاط السلاطين ، هؤلاء السلاطين الذين أصبحوا يقودون كل هيئة ومنشأه ، على أن يواكب ذلك وضع لائحه محترمه للأجور التي تلاشت وأصبحت شيئا غير مذكور أمام السياسات الاقتصادية العظيمة والتي نتج عنها تضخم غير معقول جعل الجميع يبحثون عن أي وسيلة من أجل أن يتمكنوا من مواجهة مصاعب الحياة .
أصدقكم القول .. بصراحه شديده من قلم يعشق المصداقيه ووصل لأعلى مرتبه سياسيه كنائبا بالبرلمان بإراده شعبيه حقيقيه إنطلاقا من المعارضه الوطنيه الشريفه والنظيفه حيث الوفد فى زمن الشموخ ، وكاتب صحفى وصل لأعلى درجه وظيفيه فى الصحافه كنائبا لرئيس تحرير جريدة قوميه يوميه ، ولاينتظر أى دور بعد أن أصبح فى خريف العمر يستعد للقاء رب كريم ، إن الواقع السياسى تعرض لتقزيم ، وكذلك الأداء الحزبى ، مرجع ذلك ضيق الأفق فى التفكير لدى البعض ، وإنعدام المنافسه بين الساسه وأعضاء الأحزاب ، وتلاشى الإبداع ، الذى كان من نتيجته ضعف الأداء الذى عمقه هذا التنافس الدراماتيكى المزعوم والمصنوع لإيهام الرأى العام بوجود زخم سياسى بين حزب مستقبل وطن الذى تم تصدره المشهد على أساس أنه يمثل الأغلبيه ، ورفقائه من الأحزاب الأخرى التى سميت بالأحزاب الوصيفه ، ولايتوارى المنتمين لهم من الخجل وهم يفتخرون بذلك الأمر الذى بات معه من الطبيعى أن يبتعد عن الساحه السياسيه كل سياسى يحترم نفسه ، ويحافظ على تاريخه ، محتفظا بخبرته وأفكاره لنفسه ، وجلس فى مقاعد المتفرجين يؤلمه تلك المسرحيه السياسيه التى يفتحر أطرافها بأنهم يلعبون دورا سياسيا مرسوما ومحدد المعالم ، وأن ذلك جواز إستمرارهم فى صدارة المشهد السياسى والنيابى ، يبقى أن يكون من الطبيعى أن ينتابنى حاله من الإحباط السياسى ، جعلتنى أعطى ظهرى للسياسه ، وأترفع حتى عن تناول مضامينها اللهم إلا على إستحياء بحكم تخصصى الصحفى فى الشئون السياسيه والبرلمانية والأحزاب ، ولولا ذلك ماتناولت شئونهم ، وما تحدثت فى أمورهم ، أوحتى إقتربت من فعالياتهم ، يضاف إلى ذلك يقينى ان أى عطاء لاقيمه له لتلاشى الإراده الشعبيه ، وفقا للسياسه التى ألمس واقعها وكذلك الحال بالنسبه للترشح البرلمان ، أو حتى المشاركه بالإدلاء بالصوت لإنعدام الإراده الشعبيه .
الٱن بعد تلك القرارات الصائبه ، وهذا التوجه المحترم الذى نلمسه فى واقعنا الحياتى ، يتعين أن يتوارى خجلا كل الذين روجوا لذبح كل صاحب رأى يختلف مع رأيهم ، فى محاولة لترسيخ أنهم يمتلكون الحقيقه المطلقه وحدهم ، وأنهم هم الصح وغيرهم مخطئين ، وأنهم الوطنيين ومن دونهم خونه مجرمين ، وتهميش كل من له رؤيه دون إدراك منهم أن بالدوله المصريه قاده مخلصين يهمهم الحفاظ على مقدرات الوطن الغالى ، وتعظيم اللحمه الوطنيه ، والإصطفاف للنهوض بالوطن ، ولايؤثر فيهم المزايدات الرخيصه ، أو الإبتزال المحموم ، وأن الرأى الٱخر القائم على الموضوعيه والإحترام ، والحجه والبيان ، هو الصادق صدق اليقين بالوجود فى الحياه ، وليس أدل على ذلك من فقدان كل هؤلاء المغرضين لأى دعم شعبى ، أو حتى شخصى كان يقدمه لهم من ظنوا أنهم يفعلون ذلك من أجل الوطن ، قبل أن ينتبهوا أنهم مجموعه يبحث كل أفرادها عن مجد شخصى ، ولو على حساب الوطن ، ترسيخا للخداع ، ففقدوا القدرة على الفهم الذى يهدف إلى النهوض بالوطن . تلك رؤيه من العمق تتعلق بتشكيلات هيئات الصحافه والإعلام تنطلق من خبرة السنين أتمنى أن يتفاعل معها المعنيين بالأمر .