ذات يوم كان لى صرخه مدويه لها علاقه بصمت العالم حيال مايحدث فى غزه ، والسياسه كما أراها فى وطننا الغالى أو بالدقه كما أتمناها إنطلاقا من خبرة السنين وواقعنا المعاصر ، تناولت مضامين ذلك فى مقالى المنشور قبل يومين من العام الماضى بموقعى صوت الشعب نيوز الإخبارى ، وموقع الرأى العام الإخبارى ، ونظرا لأن ماطرحته مازال واقعا وجدت من المناسب إعادة نشر المقال لعل ذلك يكون منطلقا للباحثين ، وتكون مضامينه محل دراسة لدى المخلصين بوطننا الغالى وهم كثر بفضل الله . كان من الطبيعى أن أبدأ المقال بأننى أتصور أن ضمير العالم الذى لم يهتز لأشلاء الضحايا ، وتلك المجازر التي إرتكبها الصهاينه بغزه هو ضمير بات في عداد الأموات .. أتصور أن الأمه العربيه التي عجزت عن إنقاذ أهل غزه وردع الصهاينه أمه كتب عليها الذله والمسكنه .. أتصور أن الساسه الذين لديهم القدره على الحديث والمراوغه وعقد المؤتمرات وسط أشلاء الضحايا من نبلاء غزه لاقيمة لهم ، لذا نحن في حاجه لزلزال يوقظنا من غفلتنا ، ويجعلنا ننتبه أن قيمة الإنسان في مواقفه التي تتسم بالإنسانيه ، ورعاية المرضى ، والدفاع عن الحق ، والتصدى للظالمين .
يقينا .. إن السياسه الممزوجه بالعطاء المجتمعى خاصة مايتعلق بأسيادنا من المرضى أراه أفضل تأثيرا من السياسه القائمه على تشكيلات الأحزاب ، وعقد المؤتمرات ، وإقامة الندوات ، وإجراء الحوارات التي لاطائل منها ولانتيجه لها لأنها تنطلق من شعارات رنانه ، طنانه ، لاواقع لها في تعاملات هؤلاء الساسه مع الناس ، وأرى أن التواصل المباشر مع عموم الشعب يحقق نتائج فاعله عن كل مؤتمرات القمه التي يعقدها حكام العرب ، والندوات والمؤتمرات التي تتكلف الملايين بلا نتيجه ، أو حتى إجتماعات الأحزاب لمناصرة مرشحيها ، يبقى حديث الصدق من المؤثرات الحقيقيه ، خاصة عندما يكون له ترجمه متمثلا في واقع يلمسه الناس في حياتهم من توفير حياه كريمه ، ومايفعله محافظنا المحترم اللواء أشرف الجندى وماكان يفعله محافظنا المحترم الدكتور طارق رحمى من متابعه دقيقه وناجزه لضبط الأسعار، تخفيفا عن كاهل المواطنين ، وكذلك القضاء على قوائم الإنتظار الخاصة بالمرضى .
دلالة ذلك أن المريض عندما يدرك أن هناك من يساهم بصدق في تيسير إجراء جراحه عاجله له ، أو توفير دواء على وجه السرعه له ، تتملكه حاله من الرضا والطمأنينه الممزوجه بالتقدير لكل من ساهم في ذلك ، لايحقق مثلها آلاف المؤتمرات والندوات ، خاصة عندما يدرك أن أمر علاجه يحتاج إلى مبالغ خياليه من أطباء وكأن الطب بات عند البعض تجاره فى تجرد من الإنسانيه ، لذا سيظل من يساهم في إنقاذ حياته وإنقاذه من جشع الأطباء والمستشفيات الخاصه محل تقديره وإمتنانه .
حاله من الإنهزام النفسى لاشك تتملك كل من لم يستطيع أن يحصل على حقه ، خاصة عندما يطاله عبث في المفاهيم ، ويتملكه الإستعلاء على الناس ، خاصة المرشح للرئاسة الذى لديه فكر يسارى إنبعاجى ، والذى لاشك يعيش في غيبوبه عن واقعنا ، وهذا الضجيج في المؤتمرات حتى أطلق عليه البعض مولد سيدى الإنتخابات ، لأن من يحضر جميعها كل الوجوه ، ونفس الأشخاص ، والنتيجه يذهب كل منهم يستريح في بيته ، مع أنه من المفروض أن يتبع تلك المؤتمرات حوار مباشر مع الناس ، في الشوارع والحوارى والمقاهى والبيوت ، وكذلك تقديم عطاء حقيقى للناس بعيدا عن الهزل كتلك المبادرات الطبيه الرائعه ، التي قضت على قوائم الإنتظار ، وطمأنة الناس أن الدوله ترعى الفقراء ، ولاترضى بتجبر طبيب على البسطاء .
يبقى الرابحون فى الدنيا والآخره هؤلاء الذين إحتضنهم الناس بين الضلوع من هؤلاء الساسه الأفاضل الذين يتعايشون مع هموم الناس بصدق ، وخدام أسيادنا من المرضى ، الذين أنعم الله عليهم بنعمة جبر الخاطر خاصة الأطباء الكرام الذين يتعايشون هموم المريض ويخففون عنه ، وأولئك المسئولين بعد تحللهم من المنصب وأداء رسالتهم بالذمه والشرف والأمانه ، لذا كان من الطبيعى أن يضعهم الناس فى القلوب ، لأنهم قدموا كل الخير ومازالوا ، وطيبوا خاطر المنكسرين ومازالوا ، فما تأثروا مجتمعيا بتركهم للمنصب بل بالعكس ظلوا يحتفى بهم أينما وجدوا ، وظل الحديث عنهم فخرا لأبنائهم وأحفادهم . هؤلاء يجدوا أنفسهم يعيشوا فى سعاده غامره ، تأثرا بمكانتهم الرفيعه فى قلوب كل من قدموا لهم معروف ، أو رفعوا عنهم ظلم ، ويظل الترحيب بهم كبير فى كل محفل ، وتقديرهم وتوقيرهم أشد مما كانوا عليه فى المنصب وهذا هو الكرم الإلهى لهم .