حقا .. غريبه تلك الحياه وغريب أمر الناس فيها ، هكذا دائما ماأستشعر ، خاصة كلما تعايشت مع نفسى فى نهاية الأسبوع ألملم شتاتها ، وأطيب خاطرها ويحتضنها ذاتى ، ودائما ماأتعجب فالإنسان يعيش الحياه يتكالب فيها على كل شيىء وأى شيىء فيأتى بالخير قليلا، ويندفع لفعل الشر كثيرا ، ويسيطر عليه الأنا أحيانا لتحقيق الذات تأثرا بمنصب إعتلاه جرده من إنسانيته ، بل إن الناس لايعتبرون ولايتعظون ، رغم أنهم جميعا يتعايشون بالحياه كل الوقت مع المتناقضات التى أحيانا تزلزل الكيان ، وتؤلم النفس ، وتسيطر على رغباتنا تأثرا بالخوف ، والهلع من مجريات الحياه ، ومايتعرض له الإنسان ، فى نفس الوقت هو نفسه وفى لحظات الصدق مع النفس تنتابه حاله من السعاده عندما يدرك أن أحبته بخير ، وأن أمرا ما كان مهموما به سخر له رب العالمين سبحانه من يزيله من طريقه .
لحكمه أرادها رب العالمين سبحانه أن جعل الإنسان يحركه مشاعر إنسانيه ، ورغبات حياتيه ، لذا يتنازع داخله الخير والشر ، والقوه والضعف ، والمسكنه والجبروت ، فأحيانا يعتقد المقربين منه أنه طفل وديع تأثرا بسلوكه مع أحفاده وأقرب الناس له ، وهو هو نفسه أحيانا يظن البعض أنه قاسى القلب ، بما ينتابه من شده سيطرت على سلوكه ، وغلظه جاءت إنعكاسا لتصرفاته مع البعض إحتماءا بمنصب ، ويبقى من الأهميه الإنتباه إلى أن الإنسان السوى هو من يستطيع السيطره على سلوكه وتصدير صورة محترمه تعكس نفسا طيبه ، ومن يدرك أن دوام الحال من المحال ، وأن دعوات الطيبين فى المحنه هى بمثابة رصيدا له فى الآخره ، وتاجا وشرف وفخر يتباهى به بالمجتمع أولاده وأحفاده .
يتجلى ذلك عندما يفقد مسئول منصبه أو يتعرض لمحنه ، البعض منهم يلفظه الناس ويتشفون فيه ، والآخرون يصلون من أجله ، بالضبط كما حدث ذات يوم أن صلى كثر أنا أحدهم ودعونا فى سجودنا رب العالمين سبحانه للأخ والصديق معالى اللواء طارق عطيه مساعد أول وزير الداخليه أنبل من عرفت من البشر ، وأعظم من أدركت فى جهاز الشرطه ، تلك القامه الرفيعه الذى تعرض للظلم ذات يوم كأحد إخفاقات ثورة يناير والتى أراد البعض التزرع بها للنيل من الرموز والقامات التى أعطت للوطن ، وحافظت على مقدراته ، فأدرك من لم يعرف أنه إنسان أنه متربع فى قلوب محبيه ، وعندما أنصفه القضاء وعاد لعمله مرفوع الرأس حبه حتى من لم يعرفه تأثرا بسلوك من يعرفونه ، وكان هذا الفيضان الهادر من الحب الذى أحاط به كل الكرام صديقى الصدوق وعشرة العمر وفخر الغربيه معالى الوزير إبن العمده المهندس محمد عبدالظاهر محافظ القليوبيه والإسكندريه السابق ، والذى أنهى فترة عطائه مرفوع الرأس لعظيم مواقفه لأنه أبى أن يرضى البعض ويخسر نفسه ، لذا كان الإنصاف الذى ساقه رب العالمين سبحانه وإدراك الجميع أنه تاجا على الرؤوس ، ويأتى الرائع والقيمه والحبيب معالى الوزير الدكتور طارق رحمى محافظ الغربيه السابق الذى ترك أثرا فى واقع محافظتى سيظل يتناقله الأجيال يضاف إلى ذلك أنه نظيف اليد ، طاهر القلب ، وهذا يكفى المسئول أن يسجل عنه ذلك التاريخ ، لى أن أفخر أنه صديقى لقيمته وقدره الرفيع وعظيم عطائه ، لى أن أفخر أن تلك شهادتى بحقهم كتبتها علانية وهم بالمنصب لم ينعتنى أحدا بخطيئة النفاق ليس لأننى أنتمى إلى المعارضه الوطنيه الشريفه والنظيفه حيث الوفد فى زمن الشموخ ، أو أن تاريخى لم يسجل به نفاقا لأحد وفقط ، إنما لأن كل من تعاملوا معهم أو كتبوا عنهم قالوا ماقلت به وأكثر لأنهم كذلك بحق ، بالمجمل لى أن أفخر أننى مازلت على تواصل مع جميعهم وسيظل هذا التواصل بإذن الله إلى أن ألقاه لأنه مبنى على محبه خالصه لله وفى الله ، يحدد معالمها قيم نبيله ، ومبادىء راسخه ، وإحترام ينطلق من موده وليس منفعه ومنصب ومكان ، شكر الله لهم .
خلاصة القول .. لعل من نعم الله تعالى أن خلقنا متفاوتين فى الفهم ، والفكر ، والرؤيه ، ونمط التفكير ، وجعل بشريتنا هى المسيطره على كياننا ندرك ذلك فى محنة المرض ، وحال التعرض لأزمه صحيه أو مجتمعيه ، أو مواجهة الصعاب ، خاصة أصحاب المناصب فينا الذين يرتعد البعض من ذكر أسمائهم لقسوة قلوبهم ، حتى لايتجبر أحدا من عبيده على العباد ، ويختل ميزان العداله ، لذا نبكى فى الملمات ونفرح فى المناسبات السعيده ، وينتابنا الألم تأثرا بمرض عزيز لدينا ، ويعترينا الهموم لكرب ألم بالبعض من أسرنا ، يبقى علينا أن ننتبه أننا جميعا إلى زوال ، ولن يبقى لنا إلا العمل الصالح ، وأن للكون رب عظيم ، حكم عدل ، مالك الملك والملكوت .