أعيش حاله من الصراع الشديد مع قلمى الذى كثيرا مايبكيه أطروحاتى ، لأنه لا يتعايش مثلى إلا مع الحق ، ولايسطر إلا الحقيقه ، لذا فإنه يرى أن كل مايدور حوله أصبح خارج سياق الزمن وبعيدا عن المنطق ، والعقل ، والقيم ، والثوابت ، وأشاركه هذا الهم الوجدانى مؤكدا على أنه لن نتقدم إلا عندما يتجسد بداخلنا قيمة السمو والرقى والرفعه وإحتضان الذات .
قولا واحدا .. الحياه مؤلم مجرياتها ، خاصة بعد أن بات يؤلم الناس فيها بعضهم بعضا ، لذا يشغلنى كثيرا مايحدث بالمجتمع ، بعد أن ترسخ لدى كثر قناعه مؤداها أن الخير كل الخير ، والراحه كل الراحه فى الإنعزال عن المجتمع ، والإبتعاد عن البشر ، رغم يقينهم أن هذا الإبتعاد أمرا كارثيا بكل المقاييس ، لأنه يشبه العزله التى تأباها النفس السويه ، لكنها الصدمات المتلاحقه التى يتعرضون لها هى من فرضت عليهم هذا الواقع المؤلم .
مؤلم بحق أن يكون اللوم للنفس أن تمنت الخير لكل الناس ، وأحبت بإخلاص ، ولم تدرك بعد أن تلك المشاعر كانت من طرف واحد لذا كان من الطبيعى أن تتبلد لدي الآخر تلك المشاعر ، ويختفى فى أى وقت ، لأنه لم يكن هناك إدراك أن تلك الحاله الحياتيه فى تعامل البشر بعضهم البعض معنى بها الذين لاتألفهم النفس وفقط ، لكن المأساه أن يكون معنى بها أيضا من ظننا أنهم رفقاء درب بهم ومعهم تكتمل السعاده ، وتبتهج النفس ، لذا كان من الطبيعى أن يصاب الإنسان بصدمه من تصرفات البعض من الذين كنا نظن أنهم أحباب كرام ، وأصدقاء أعزاء ، ومن كانت تأنس الروح بهم ، ويتعلق الوجدان بفضائل صنائعهم ، وتستحضر النفس السعاده فى رحابهم ، فتعيش فى بهجه ظنا أن هناك من يدفع لذلك بحب .
تملكنى هذا الشعور من مواقف عده عايشها كثر ، أدركت معها أنها ليست حالات فرديه إنما ظاهره مؤلمه بحق بعد أن وصل مداها إلى الحزن الشديد تأثرا بأن يكون ذلك من باب العبث بالمشاعر . هؤلاء لم يدركوا بعد أن المشاعر ورقيها وسموها ويقينها بالآخر نعمه من رب العالمين وهبه وهبها سبحانه لبعض عباده ، الأمر الذى معه إستقرت النفس ، وهدأ الوجدان ، أن لرب العالمين سبحانه حكمه فى ذلك .