لاشك أننا جميعا ننشد حياه مستقره ، ننعم فيها بالطمأنينه ، ووطن يكون ملاذا ، نستشعر فيه الأمن والأمان ، ولتحقيق ذلك يتعين أن نرسخ للعداله ، ونعمق المحبه ، ويتسم حوارنا بالشفافيه ، ونتحدث بالصدق ، ونقول الحق ، ونجعل الإحترام نهجا وواقعا في حياتنا المجتمعيه ، والسياسيه ، والحزبيه ، ونقضى على الفساد الذى يراه بعض من تبقى لديهم نخوه من الشباب واجبا محتما ، وهكذا أراه .. ينظر إليه هؤلاء الشباب على أن التصدى إليه ضروره حتى تستقيم الأمور فى المجتمع ويخطو الوطن خطوات للأمام نحو التقدم ، والإزدهار ، وهكذا أنظر إليه .. هو فى نظرهم درجه كبيره من درجات تطهير المجتمع من العفن الذى تغول فى أعماقه حتى أصبح جزأ من نسيجه ومكوناته وهكذا تكون تلك الرؤيه عندى ، الخلاف فقط في تحديد معالمه ، ووضع تصور كامل لمضامينه ، ونظم التصدى له خاصة بعد أن تغول في أعماق المجتمع .. الخلاف أنه أحيانا كثيره يتم التعامل مع هذه القضيه بالمقلوب ، الفاسدين هم من ينعتون الشرفاء بالفساد ، إنطلاقا من سلطه لديهم ، أو تصفية لحسابات شخصيه لأنهم رفضوا مطالبهم الغير قانونيه .
قولا واحد لاتراجع على الإطلاق عن قناعاتى بأن المنوط بهم التصدى للفساد والمفسدين تلك الأجهزه رفيعة المستوى عظيمة الشأن ، أثق فيها بحق لأنها تؤدى دورها بصدق ، وأعرف فيها عن قرب أشخاصا نماذج مشرفه فى هذا الوطن الغالى لنزاهتهم ، وطهارتهم ، وعدالتهم ، ومهنيتهم ، وحبهم للوطن ، ودائما مايكون قرارهم مبنيا على وقائع ثبوتيه وليس وشايات ، ونحن أصحاب الأقلام من المتخصصين دون غيرنا نعى تلك الضوابط وهذه المعايير المتعلقه بالتصدى لهذا الفساد بأقلامنا ، لأن الكتابه مسئوليه كبيره وضخمه لها قوانين ، وعليها محاذير فليس كل حامل قلم أو متواصل على الفيس بوك يعرف كيف يتصدى للفساد دون أن يظلم أحدا ، أو يوقع بنفسه تحت طائلة القانون . ويبقى على كل هؤلاء أن يطرحوا مالديهم من وقائع فساد كل بطريقته إنطلاقا من مستندات .
التصدي للفساد ببساطه شديده كما قلت لبعض الشباب ليس من خلال وشايه تصل إلى مسامعهم أو مسامع المسئولين ، أو عدم إستظراف شخص بعينه ، أو حقدا وكراهيه ، أو لتحطيم شخصيه عامه عبر الإشاعات كما يحدث في أوقات الانتخابات ، إنما عبر مستندات وأدله دامغه يتحقق منها المسئولين ، وإلا يكون الشخص نفسه تحت طائلة القانون ، لأنه لاأحد فوق القانون ، لأن الكشف عن الزيف ليس صعبا لأن أي قرار يتم إتخاذه في هذا الشأن لابد وأن يكون له حيثيات لأنه ليس مقبولا على الإطلاق أن يتم إتخاذ قرار بعزل قياده وظيفيه بلاأى حيثيات .
يقينا لم يكن يدرك الشباب أن محاربة الفساد عبر آليات تفتقد للشفافيه وأدله دامغه يدفع بالمجتمع إلى حافة الهاويه حيث يتراجع القامات ، وأصحاب الخبرات ، ويتصدر المشهد أنصاف المتعلمين ، وفاقدى الرؤيه ومنعدمى الإحساس بالمسئوليه ، والنتيجه فقدان للقيمه وإنعدام للهويه ، بل يتحول الواقع المجتمعى إلى واقع هزلى إلى الدرجه التى ندرك فيها محاربين للفساد كل برؤيته وطريقته إلى الدرجه التي قد نجد فيها الفاسدين أنفسهم يلوثون الشرفاء ويدعون على الكرام لإزاحة الشبهة عنهم من خلال الوشايه بهم لدى كبار القيادات ، فيتحول المجتمع إلى مجتمع هزلى بإمتياز . وهذا مالايقبله أي مصري شريف مواطن كان أو مسئول .