كثيرا تناولت قضايا الوطن والمواطن بصراحه ، ووضوح ، وموضوعيه ، وشفافيه ، وكذلك بمسئوليه ككاتب صحفى متخصص ، وذلك إنطلاقا من رؤيه وطنيه ، وإستشعارا بخطورة تهميش تلك القضايا ، ومرارا وتكرارا كان التنبيه على أهمية بناء ثقة بين الحكومه والمواطن ، وأن هذا لن يتأتى بتهميش الرأي الآخر ، وجعل المعارضه ديكور لإستكمال الشكل الديمقراطى ، والتضييق على كل صاحب فكر سياسى لايروق لأى عضو ينتمى لحزب السلطه وحوارييه ، والوشايه بهم لدى الأجهزه ، على أساس أنهم يرون أن المعارضه الوطنيه رجس من عمل الشيطان لذا يتعين إجتنابها ، وليست كما هو مقرر دستوريا وقانونيا بأنها جزءا من النظام ، بل إن البعض منهم نعتوا ماطرحته وغيرى بأنه تزيد ، ومزايدات رخيصه ، وكلمة حق يراد بها باطل ، إلى أن قال بالأمس رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى أكثر مما سبق وأن قلت به وإمتعض له الحواريين إلى الدرجه الذى أكد فيها أنه مستعد لإستقبال أي آراء وأفكار من شأنها تعزيز الثقة بين الدولة والقطاع الخاص ، وأن الحكومة تعمل خلال الفترة الحالية على زيادة مؤشر الثقة المجتمعية مع المواطن المصري ، مشيرا إلى أنه ليس من السهل إعادة بنائه خاصة فى ضوء التحديات الموجوده ، حيث فُقدت تلك الثقه على مدار فترة زمنية طويلة وبالتالي إعتبر رئيس الوزراء أن إعادة بناء هذه الثقة أمر مهم جداً ، الآن عندما قال رئيس الحكومه ماسبق وأن قلت به وغيرى إنطلاقا من خبرة السنين فى العمل السياسى ، والأداء البرلمانى ، والنشاط الحزبى إنطلاقا من المعارضه الوطنيه الشريفه والنظيفه حيث الوفد فى زمن الشموخ ، كان من الطبيعى أن من نعتونا بالجهاله ، والتزيد لأننا قلنا ذلك ، هم هم أنفسهم وبذوات شخوصهم الذين أكدوا على روعة التوجه الجديد للحكومه .
قلنا ألف مره أن تهميش الإعلام الوطنى أمر شديد الخطوره لأنه يرسخ للمزايدات ويضيع الحقيقه ، فقالوا إصمتوا أنتم تزايدون على الوطن ، لذا كان رئيس الحكومه موفقا عندما أكد أول أمس عقب لقائه بمجموعه من الخبراء ، على أهمية إيصال المعلومات للمواطن ، وهذا ماسبق وأكد عليه كل الوطنيين ، ووجه بأن يكون التواصل بشكل مستمر ودائم بين السادة الوزراء في المجموعة الاقتصادية والخبراء ، موضحاً عدم علم الكثير من المواطنين بالإنجاز الضخم التي حققته مصر للقضاء على فيروس سي ، مضيفاً إلى أن منظمة الصحة العالمية أشادت بما توصلت إليه الدولة المصرية من نتائج للقضاء على هذا المرض ووصفته بالمعجزة ، وكيف تخطت مصر دولا متقدمة وبنتائج مبهرة ، لتتحول من دولة كانت رقم واحد في الاصابة بفيروس سي ، وتصبح دولة هي الأقل إصابات من الدول المتقدمة ، وأحسن رئيس الوزراء عندما أكد على أنه مع هذا نحتاج إلى تكرار ذكر هذا الموضوع حتى يشعر المواطن بالثقة تجاه ما تقدمه الدولة من خدمات .
إستحق الدكتور مصطفى مدبولى أن ينال كل التقدير ، والتوقير ، والإحترام ، لتمتعه بتلك الشفافيه المفتقده لدى كثر من المسئولين ، وكذلك الإعلام الذى ترك قضايانا وأخذ يبث المساخر ويروج للمفاسد الأخلاقيه ، وذلك عندما تطرق إلى ما يثار حول التراجع الثقافي ، مؤكداً أن إدارة هذا الملف تحتاج إلى قرار وتطوير ، ولكن كبشر فلاتزال الثقافة والجين المصري مؤثراً ، ولكن تختلف الثقافات ، فلو لاحظتم الأجيال الشابة الموجودة الآن يمكن أن يكون الذوق العام لديها مختلفا عن الأجيال السابقة لها وهذا ليس معناه التدهور ، وإنما يحدث تغيير في الذوق ، وبالتالي ليس شرطاً أن يكون ما نبني عليه موروثنا الثقافي يتطابق مع الأجيال الجديدة ، وتابع الدكتور مصطفى مدبولي ، قائلاً للخبراء الذين إلتقاهم منذ أيام : “أرجو منكم الجلوس مع الأجيال الجديدة من الشباب والأطفال ولاحظوا مدى وعيهم بالتحديات العالمية ومعرفتهم بقضاياها ، وسوف تذهلون من إلمام أطفال لديهم 10 أو 12 عاماً بالأحداث العالمية ، ولديهم إستقراء حولها من السوشيال ميديا ، ولكن المهم التأكيد عليه هنا ألا يضيع الموروث الوطني ، والهوية الوطنية لديهم في ظل موجات العولمة الموجودة “.
إعترف رئيس الوزراء ضمنيا بفشل المنظومه الإعلاميه التى ترعاها الدوله بكل ماتملك من عدة وعتاد ، وإمكانات ضخمه ، فى تحقيق الهدف المنشود ، وأنها ليست مصدر ثقه لدى المواطن لذا أكد على أهمية معرفة المواطنين بدور التعاون والتكامل مع العديد من المؤسسات الدولية ، في الترويج للإقتصاد المصري ، والتشجيع على ضخ المزيد من الإستثمارات بها ، ونوه رئيس الوزراء إلى أهمية توسيع الحيز المالي للإنفاق على الشق الاجتماعي ، لافتا إلى خطوات تحرك الحكومة في هذا الاتجاه ، وكذا ما يتم أيضاً من جهود لخفض معدلات التضخم حتى نهاية عام 2025 ، وهو الذي من شأنه إتاحة المساحة للدولة لزيادة الإنفاق الإجتماعي بصورة كبيرة اعتباراً من بداية عام 2026 ، تحقيقاً للطفرة المأمولة في هذا الشأن .
يبقى أن رئيس الوزراء قال وبالنص عندما إلتقى منذ أيام تلك القامات : “نحن منفتحون على جميع الآراء والمقترحات والأفكار، بل والإنتقادات أيضًا ، ويهمني هنا في هذا الصدد الإنصات لكل ما تطرحونه ، بما يُسهم في تحقيق المصلحة العامة للدولة المصرية ” ، ويبقى أيضا أن يعرف رئيس الوزراء أن ماطرحه رائع لكن تطبيقه فى أرض الواقع يحتاج إلى إراده قويه بحق ، خاصة بعد أن أصبح تولى المناصب يحكمه آليات متشابكه ، فوكلاء الوزاره ولائهم ليس لشخصه الكريم ، ولاللوزير التابعين له ، إنما لمساعد الوزير الذى يعرض أمرهم على الوزير لذا وجدنا مراكز قوى وأدركناها فى الصحه على سبيل المثال ، فكان من الطبيعى ألا يهتم وكلاء الوزاره فى المحافظات بأى شيىء أو نقد طالما علاقته قويه بمساعد الوزير ، تلك الإشكاليه يجب التصدى لها بالتفاعل مع مايطرحه الصحافه والإعلام من مآسى أو إخفاقات أو فساد وذلك من خلال لجان متابعه تملك صلاحيات ولديها سلطه بحق ، ليستقر اليقين لدى المسئولين الذين أصبح بعضهم مراكز قوى أنه ليس هناك أحد فوق الحساب ، خاصة وأن رئيس الوزراء قال هذا الكلام الذى يعد وثيقه لأنه تم نقله للإعلام للتأكيد على هذا النهج الرائع للحكومه ، وقيل بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة ، فى حضور عدداً من المفكرين السياسيين ؛ لمناقشة القضايا المُثارة على الساحتين الداخلية والخارجية ، وذلك بحضور كُلٍ من الدكتور عليّ الدين هلال ، المفكر السياسيّ الكبير، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والدكتور محمد كمال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ، مدير برنامج العلاقات الدولية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية ، والسفير محمد توفيق الكاتب والمفكر السياسيّ، سفير مصر الأسبق لدى واشنطن . مؤكدا على أن هذا اللقاء يهدف إلى مناقشة عددٍ من المحاور ذات الصلة بالسياسة الخارجية ، والأوضاع الداخلية ، مقترحاً بعض الملفات للنقاش ، مثل : الانتخابات الأمريكية وانعكاساتها على منطقة الشرق الأوسط ، والأوضاع الإقليمية وتداعيات الصراع في المنطقة ، إلى جانب مختلف الأبعاد في الدائرة المحلية ، فهل سنرى تصويبا لأداء المسئولين القائم على إعطاء ظهورهم لأى نقد ، وعدم التفاعل مع قضايا الفساد ، وأن يصوب الإعلام نهجه ويجرى تعديلات جوهريه على سياساته ، وفق هذا التوجه الرائع الجديد لرئيس الحكومه ، وأنه آن الأوان تناغما مع نهج الحكومه الجديد أن يفتح الإعلام الباب على مصراعيه لكل المعارضين والمختلفين سياسيا ، طالما كان منطلق الإختلاف الرأي والرأى الآخر في إطار من الموضوعيه والإحترام ، والأرضيه الوطنيه ، بغير ذلك سنرجع لنقطة الصفر ، وسيتبدد الأمل أن القادم أفضل .