بات يسيطر على وجدان الناس جميعا التفكير في المستقبل بعد أن أصبح بلاملامح واضحه ، أو معطيات مبشره ، أو يقين يطمئنهم أن القادم أحسن ، تلك الحاله الوجدانيه منطلقها الحاضر البغيض الذى عمقه ضيق ذات اليد ، وتنامى المتطلبات الإجتماعيه التي باتت فوق طاقة الأغنياء فما الحال إذن بالنسبة للطبقه المتوسطه التي باتت معدمه ، وهذا الإحساس المؤلم الذى سيطر على قطاع كبير من الشباب الذين يمثلون أجيالا متعاقبه حيث يدركون أن العمر ضاع حيث وصلوا لسن الأربعين ، وقفز بهم العمر وهم بلا وظيفه ، ولازواج ، ولاأسره ، ولاإستقرار ، بل أدركوا أنهم يدورون في حلقه مفرغه ، ويسيرون في طريق لانهايه واضحة له ، لذا بات من الطبيعى أن يعيش الناس كل الناس في تيه ، ممزوجا بالذهول من هول مايدركونه في حياتهم ، من تصرفات صغيره تحدث من البشر في حق بعضهم البعض ، ونهج بغيض بات ينطلق منه الناس في تعاملاتهم ، وصراعات داميه نتيجتها لاشك مأساويه ، وحكومه لاتشعر بوجودهم فكان إرتفاع الأسعار في كل شيىء وأى شيىء .
كان من الطبيعى لتلك الأجواء المترديه أن يكون من الطبيعى الآن فى كل مصلحه ومكان أن يكيد الزميل لزميله ، ويخطط الرفيق لتشويه رفيقه ، بل إن هناك من يسعد بنصب الكمائن لأشخاص المفترض أنهم أقرب الناس له لا لشيىء إنما خوفا من أن يحصلو على مكانه وظيفيه رفيعه ، أو مجتمعيه متميزه ، ولعل أبرز دلائلها إستخدام منعدمى الضمير لسلاح الإشاعات لتشويه المتميزين ، وكل من يعمل بالعمل العام بهدف إزاحتهم من طريق مسيرتهم السياسيه ، أو البرلمانيه أو المجتمعيه التى بالقطع تكون لعينه ، والإصرار على الخداع كمحاولة لإثبات الوجود .
إنصافا .. هذا ليس وليد اليوم ، إنما يرجع لسنوات ليست بالبعيده لكنها تنامت الآن حتى توحشت ، وكان أبرز دلائلها ماحدث ذات يوم صرخ الفنان صبري عبد المنعم عندما إكتشف تعرضه للنصب على يد صديق له من الوسط الفني ، في مبلغ 1.9 مليون جنيه ، هذا الصديق يعرفه منذ 10 سنين ، وذلك بشأن بيع شقته تحويشة 50 سنة شغل على حد قوله ، لحاجة أولاده لمبلغ الشقه ، وعمل عملية في القلب ، وعلى مسرح ” بنش مارك ” بجده أحيي أحمد سعد يقال أنه مطرب مصرى حفلاً غنائياً ضخماً ضمن حفلات موسم جدة 2023 ، وظهر بإطلالة مثيرة للجدل ، حيث إرتدى في الحفل حلقا باللون الفضي ، وقميصا بأكمام شفافة باللون الأسود ، فى منظر تشمئز منه النفس السويه ، والمطرب محمد فؤاد الذى أعرب عن سعادته بإحيائه حفله الأول بالسعوديه مؤكدا أنه حلم أن يغني لأعظم ناس على وجه الأرض ، وأن السعودية ساكنة جوة قلب كل الوطن العربي ، مؤكدا على طرح عجيب أن الشعب السعودي اللي علمنا يعني إيه أخلاق وكرم ، وكان إمتداحه بالمهرجان للشعب السعودى حتى الطفل الوليد ، مبالغ فيه بصورة أفقدته قيمته ، وتلك المسلسلات التى تعظم روعة الإنحراف بالنسبه للفتيات ، وعظمة الرذيله بينهن وبين الشباب ، فى تخلى عن كل القيم والأخلاقيات وحتى الشهامه والرجوله التى عرف بها المصريين عبر التاريخ .
لكم تمنيت أن يزلزل الله تعالى الأرض من تحت أقدامنا لعل ذلك يجعلنا نستيقظ من غفلتنا وننتبه لما يجرى لنا ، وأهمية الخلق الكريم والترابط والتراحم بيننا ، وعظم المحبه ، ومايتمخض عنها من ترابط أسرى ، وكم أتمنى أن يسمع الغفلى معى مادائما يقال من هول مايحدث للناس من الناس .. لماذا هذا ؟ ولصالح من ؟ والغاية منه ؟ أسئله حائره إجابتها معلومه حتى عند البسطاء من طيبى القلب ، لكن مكتومه يتهامس بها الشرفاء . على أية حال رغم كل ماكان وكشفت عنه ، سيظل اليقين راسخ أن مصرنا الحبيبه نبع الحضاره ، وموطن الرجال ، وأننا يحق لنا أن نفخر أننا أمه ذا تاريخ وحضارة ، وشعب منه الأبطال ، والمناضلين ، والعلماء ، والسادسه العظام على مر التاريخ ، وفى كل الأزمنه ، ويبقى أن نستيقظ من غفلتنا ، وننتبه لواقعنا ، ونعمل على تصويب الخلل ، وإصلاح الخطأ ، ومقاومة الفساد ، وردع المفسدين .