إهتزت كل مصر لحادث إنقلاب الأتوبيس بطلاب كلية الطب جامعة الجلاله الذى وقع أول أمس ، والذى يعد من أكبر المٱسى المجتمعيه التي شهدناها في الفتره الأخيره ، ونبهنا إلى خطورة ترديد هذا الكلام الفخيم العظيم الذى يقال حيال أي مشروع يتم تنفيذه ، ولايلتفت لتداعياته السلبيه بعين الإعتبار فتتوالى الكوارث ويتعاظم حصد الأرواح ، لعل مشروع طريق العين السخنه الجلاله نموذجا يجب أن نتوقف أمامه كثيرا ، حيث سبق وأن أكد كثر من المسئولين في القلب منهم الفريق كامل الوزير قبل أن يتولى حقيبة وزارة النقل أن طريق جبل الجلالة أو العين السخنة – الزعفرانة هو جزء من مشروع طريق مصر- أفريقيا ، وسيكون ذو اتجاهين بعدد 3 حارات مرورية بكل اتجاه ، والذى يخدم منطقة هضبة الجلالة والتى بها من المقومات التى أهلتها لأن تصبح أحد المشروعات القومية الكبرى كما يخدم هذا المشروع الضخم مدينة الجلالة العالمية وجامعة الملك عبد الله ومنتجعًا سياحيًا يطل على خليج السويس ، بالمجمل سيكون طريق عالمى .
تواترت الأنباء ، عن صعوبة الطريق ويكفى للدلاله على ذلك ماسبق وأن أكد عليه الفريق كامل الوزير في تصريحات صحفيه يوم الأحد 17 إبريل عام 2017 من أنه تم نسف للصخور بحذر شديد ، حتى لا يتم إهدار الجبل أو التأثير على البيئة الجيولوجية للمكان ، ثم تتم الاستفادة من الصخور التى تم نسفها فى أعمال الردم ، خاصة أن هناك نحو 120 مليون متر مكعب من أعمال حفر وردم ، من خلال مواد محجرية عالية الجودة يتم بناء جسم ترابى للطريق بها ، ووجدنا من يقول أن كله تمام ، وأن الطريق سيكون عظيما ودوليا ، والمنطقه ستكون أيضا دوليه ، في محاوله منهم لتقليل التخوفات على غير أساس يقينى حقيقى .
يقينا .. تألمت كل مصر لهذا الحادث البشع الذى وقع أول أمس بطريق الجلالة العين السخنة ، إتجاه «الزعفرانة ـ السويس»، بطريق الزعفرانه حيث إنقلاب أتوبيس كان يقل طلاب كلية الطب جامعة الجلاله وراح ضحيته شباب من خيرة شباب الوطن ، حيث أسفر عنه مصرع 12 طالب وإصابة 33 طالب آخرين ، أصدق التعازي لأسر الضحايا والشفاء العاجل للمصابين ، وإنتهى الأمر كالعاده بأن تحريات الأجهزة الأمنية أكدت بأن الحادث جاء نتيجة السرعة الزائدة التي أدت إلى أن إختلت عجلة القيادة بيد قائد الأتوبيس مما نتج عنه انقلابه ، المأساه أن كثر أشاروا إلى وجود خلل بالطريق في هذه المنطقه تتعلق بالتصميم ، ودللوا على ذلك بتكرار هذا الحادث مرارا وتكرارا فى نفس المكان ، ولم يفكر مسئول واحد بالنظر بعين الإعتبار لماتم طرحه من تحفظات على الطريق خاصه فيما يتعلق بالمنحنيات الخطيره ، ودراسة أسباب تكرار الحوادث فيه والقضاء علي موطن الخلل .
أعادنا هذا الحادث البشع لما سبق من حوادث دون تحرك وعلاج لمواطن الخلل بالطريق ، للتوضيح وتحقيق الشفافيه منها على سبيل المثال في يوليو 2018 لقى شخص مصرعه ، بينما أصيب 4 آخرين ، إثر انقلاب سيارة ملاكى بطريق غارب الزعفرانة ، وتم نقل الجثة والمصابين لمستشفى غارب ، وفى مايو 2021 لقى شخص مصرعه في الساعات الأولى بعد منتصف الليل ، إثر تصادم سيارة نقل بأخرى ملاكي على طريق السويس الزعفرانة ، حيث تلقت غرفة عمليات مرفق إسعاف السويس بلاغا بالحادث ، ووجه مدير مرفق إسعاف السويس الدكتور محمد طنطاوي سيارات الإسعاف تجاه البلاغ للتعامل مع الحادث ، وإنقاذ المصابين ، كما تلقت مديرية أمن السويس قد تلقت إخطارا يفيد بوقوع حادث تصادم بين سيارتين نقل وملاكي تحملا لوحات د ج و ٨٥٧٩، ر هـ ب ٦٥٤١، مما أدى لوفاة شخص وإصابة آخر تم نقله عن طريق البحر الأحمر. وفى سبتمبر من العام الماضى تلقت غرفة عمليات مديرية أمن السويس ، إخطارا من قوات تأمين الطرق بوقوع حادث انقلاب أتوبيس رقم ط ج أ 8262 بطريق الجلالة الزعفرانة اتجاه الزعفرانة أدى إلى إصابة 22 شخصا ، وتم نقل المصابين إلى مستشفى السويس العام .
يبقى من الأهمية التأكيد على ضرورة التوقف كثيرا أمام هذا الحادث الذى راح ضحيته خيرة شبابنا ، وأن ننتبه إلى خطورة تهميش مايشير إليه المختصين ومايطرحه الرأى العام مرارا وتكرارا لمواطن الخلل ، وكارثية تجاهل ما يطرحه أصحاب الرأى والفكر والسادسه حيال القضايا المجتمعيه ، والموضوعات الحياتيه ، وأيضا كارثية الإصرار على ألانتعلم من الماضى ، ولاننتبه للدروس التى تتركها لنا الوقائع ، ولانعى تبعاتها لذا دائما ماتتكرر المٱسى ، ودائما مانستيقظ على فواجع ، ودائما مانبكى ونزرف الدمع على أحبه راحوا ضحية الإهمال ، الأمر الذى معه يجب أن نتحلى بالمسئوليه ونتحرك بشفافيه حيال الكوارث حفاظا على الأرواح وتعميقا للشفافيه ، وترسيخا للمصداقيه .