بقلم :
الكاتب الصحفى
النائب محمود الشاذلى
رحمى يحاصر صاحبة الجلاله بالديوان العام .
تشهد الآن محافظة الغربيه توترا غير مسبوق بين الصحفيين والمحافظ حيث أصدر الدكتور طارق رحمى محافظ الغربيه أول أمس الأمر الإدارى رقم 6 والذى تضمن منع كافة القيادات والعاملين بديوان عام محافظة الغربيه ، ورؤساء المراكز ، والمدن ، والأحياء ، ورؤساء الوحدات المحليه القرويه بنطاق المحافظه ، عدم الإدلاء بأى تصريحات صحفيه أو إعلاميه أو نشر أى أخبار إعلاميه عن أى زيارات أو صور للمسئولين إلا بعد مراجعة المكتب الإعلامى بالمحافظه والحصول على موافقه كتابيه من المحافظ ذات نفسه وبشخصه أى والله بذات نفسه وبشخصه مهددا بتحويل كل من يخالف هذا الأمر الإدارى للمسائله القانونيه طبقا للقانون .
رفض جميع الزملاء الصحفيين مديرى مكاتب الصحف والمواقع بالمحافظه هذا القرار وإعتبروه محاوله لخنق الصحافه وعرقلة الصحفيين عن أداء مهمتهم فى نقل المعلومه للقارىء .. بشفافيه كامله أختلف مع كل الغاضبين والرافضين لهذا الأمر الإدارى من الزملاء الصحفيين المكلفين بالتغطيه الصحفيه للمحافظه وهذا الإختلاف عبرت عن مبرراته لكل من تواصل معى من الزملاء بوصفى أحد الصحفيين الرواد الذين تعدى تعايشهم فى بلاط صاحبة الجلاله العام الخامس والثلاثين ، ومن أبناء تلك المحافظه الحبيبه والمقيمين بها حتى اليوم ، بل إننى أجد أن هذا القرار هو حق أصيل للمحافظ لاينازعه فيه أحدا كائنا من كان بهذه المحافظه حتى ولو كان معبرا عن رؤيه شخصيه عدائيه للصحافه تسيطر على الدكتور وليد العشرى المستشار الإعلامى الجديد للمحافظ والذى سبق وأن ترجمها بوضوح عندما كان مستشارا للدكتور مجدى سبع رئيس جامعة طنطا ، ورغم أنه أكاديمى متخصص فى الإعلام إلا أننى أرى أنه ينفصل عن الواقع الصحفى والإعلامى تماما حيث ينحصر جهده على هذا الإستوديو الذى أسسه للسيد المحافظ فى إحدى مكاتب المحافظه يطل من خلاله السيد المحافظ على شعب الغربيه للتهنئه فى المناسبات والكارثه أنه يتم بث تلك الإطلاله من خلال إحدى المواقع المحليه بطنطا ، عبر إعلان ممول مدفوع الأجر .
يتعين على الزملاء الصحفيين بالمحافظه خاصة الشباب منهم أعضاء نقابة الصحفيين أن يدركوا جيدا أن الجرى وراء المحافظ مع شديد إحترامى لشخصه الكريم وعرض تحركاته حتى أنفاسه لاتعنى أحد بل إنها صحافة العاجزين الذين يتمسكون بأن يكونوا تابعين لرؤية السيد المحافظ متلمسين لحركاته وسكناته ، إنما الصحافه الحقه هى تلك التى تعلمتها من أساتذتى عظماء الصحفيين فى مصر مصطفى شردى وجمال بدوى وسعيد عبدالخالق رحمهم الله هى صحافة المواطن ، والإنحياز إلى مطالبه المشروعه ، والتناغم مع همومه ، وعرض قضاياه ، وطرح مالديهم من خلل جسيم بالمحافظه وكذلك من إنحرافات وفساد بالصدق والأمانه والشرف بغية الإصلاح وليس الهدم أوالتشويه وفى إطار من الموضوعيه والإحترام إنطلاقا من الحقائق الدامغه والمستندات اليقينيه .
قد أتفهم أن يكون منطلق صدور الأمر الإدارى للسيد المحافظ ضبط تعامل الجهاز الإدارى بالمحافظه مع الذين ينتحلون صفة صحفى ، والتأكيد على قصر التعامل مع أعضاء نقابة الصحفيين تطبيقا للقانون ، وإستجابة لما سبق وأن أكدت عليه الجمعيه العموميه لنقابة الصحفيين التى أتشرف بعضويتها وما أكد عليه أيضا الزميل الأستاذ ضياء رشوان نقيب الصحفيين ومجلس النقابه فى خطابات رسميه لكل المسئولين بالدوله ، لكن القرار شمل الجميع أعضاء نقابه وغير أعضاء نقابه بل إن تعامل معالى السيد المحافظ مع الصحافه والصحفيين منذ قدم إلى المحافظه جاء إنعكاسا طبيعيا لرجل ليس له معرفه دقيقه بدور الصحافه فى المجتمع ورسالتها النبيله ، وله العذر فى ذلك فهو رجل باحث لايعرف غير المختبر الذى يتواجد فيه ليل نهار ، ومجموعه من المواد الكيماويه ، وكنت قد أبديت سعادتى بآدائه فى بدايات عمله ظنا منى أنه كأستاذ جامعه وباحث وعالم ومحافظ جمع بين البحث العلمى والإداره الواعيه إنطلاقا من واقع الشارع الغرباوى لكن بمرور الأيام أدركت خطأ رؤيتى بل ومن باب الشفافيه أعتذر عنها .
صاحب المعالى السيد المحافظ فعل مالم يفعله المحافظين السابقين الذين جاءوا من خلفيه عسكريه قدوما من الجيش أو الشرطه الذين ضربوا أروع الأمثله فى الذوق والإحترام والأداء المنضبط الذى يحقق إنجازا حقيقيا وليس وهميا ، الأمر الذى جعلنا نتمنى أن يكون كل المحافظين عسكريين ، فمعاليه لايقابل أحد ، ولايرد على تليفونات أحد ، ويضع حوله سياجا من كبار صغار الموظفين فى القلب منهم مديرة مكتبه القادمه أيضا من جامعة طنطا ، بل إنه يتعين على كل من يريد مقابلة معاليه أن يحكوا مع كل هؤلاء بما يريدونه كل على حده ، بصرف النظر عن كونهم قامات صحفيه أو إعلاميين أو حتى شخصيات عامه رفيعة الشأن فخر لصاحب المعالى المحافظ نفسه أن يلتقيهم .
قد لايدرك المحافظ أنه يتعين على سيادته توجيه الشكر لجموع الصحفيين الذين يحرصون على التعامل المباشر معه ومقابلته لأن ذلك يعكس حرصا على مصداقية المعلومه وصحتها ، لأنه حق للقارىء وكل الناس وكذلك ألا يشوبها خلل لاأن ينصاع لمستشاره الإعلامى ويضع سورا بينه وبينهم بل ويتهرب منهم ويرفض مقابلتهم بزعم أى حجه ، الأمر الذى جعل طاقم مكتبه وكذلك سكرتارية نائبه د أحمد عطا القادم أيضا من محراب العلم حيث هندسة طنطا يخضعون لمن يطلبون مقابلته من صحفيين وغير صحفيين لكشف هيئه تكون نهايته وبشكل يفتقد للإحترام يطلب منهم ترك بياناتهم وإنتظار تليفون بتحديد موعد للمقابله وطبعا لن يتصل أحد حتى بدأ يترسخ لدى البعض أن محافظتنا التاريخيه تخضع لعقاب الحكومه رغم مايتمتع به رئيسها الدكتور مصطفى مدبولى من تقدير وإحترام فى نفوس الغرباويه لذا أرسلت لنا الحكومه من لاينتبه لأهمية الصحافه وعظم رسالتها فى المجتمع .
لاخلاف على أن السيد المحافظ الدكتور طارق رحمى شخص جدير بالإحترام والتقدير والتوقير ، وكذلك نائبه الدكتور أحمد عطا ولاتعارض على الإطلاق بين ذلك وبين رفضى لمسلكه ونائبه فى التعاطى مع بعض القضايا والموضوعات ، أو حتى إعتراضى على بعض قراراتهما خاصة تلك التى تتعلق بالتعامل مع الصحافه والإعلام والتى أرى أنها تفتقد لأبسط قواعد الإداره الحكيمه .
قد ألتمس العذر لمعالى الدكتور محافظ الغربيه لأن الصديق العزيز الزميل ضياء رشوان نقيب الصحفيين مشغولا فى الهيئه العامه للإستعلامات ، وكذلك الزميل والصديق محمد شبانه سكرتير عام النقابه مشغولا فى البرامج الرياضيه لذا ليس لديهما وقت أن يفهموا سيادته والحكومه أن الصحافه صاحبة الجلاله حتى وإن إعتراها الوهن وتكالب عليها الأوغاد لتشويهها ، وأبدا إن الصحفيين ليسوا خداما فى بلاط المسئولين وأن الحصول على المعلومه ليس تفضلا من سيادته ومعاونيه بل هو حق دستورى كفله القانون . أتمنى أن أتلقى ردا يثلج الصدور ويعيد الهيبه ويضبط جموح النظره السوداويه للصحافه والصحفيين .