إستقر اليقين بعد رحلة الحياه التي حفلت بمسيرة كفاح لى أن أفخر بها ، ومعايشة لأحوال الناس خاصة أسيادى من المرضى يتطلب معها أن أسجد لرب العالمين سبحانه ، نبهتنى إلى ضرورة أن نغوص في أعماق أنفسنا إنطلاقا من واقعنا ، وإنتباها لأحوالنا ، وإستئناسا بالسكينه والراحه التي نبتغيها ويبتغيها كل البشر ، وذلك بأن نأخذ خطوات للخلف في التعامل مع الناس ، نعيد فيها حساباتنا إنطلاقا من واقعنا ، نحتضن بين ضلوعنا من تعايشو مع وجداننا ، ونبتعد بهدوء عن الذين أعطونا ظهورهم ، أو صدروا لنا الهموم ، والآخرين الذين قهروا ذاتنا ، وعبثوا بإرادتنا ، ولم يستشعروا نبضات قلوبنا ، هكذا زاحمتنى كل تلك المعانى النبيله حيث نكون في نهاية الأسبوع نبحث عن راحة النفس قبل الجسد ، أملا أن نستعيد طاقتنا ، لنبدأ أياما جديده قادمه إنطلاقا من شحذ الهمم ، وتجاوز منعطفات الأيام ومابات فيها من تلاشى لكل القيم والأخلاق ، لذا فالننطلق بالحياه من نبضات القلب .
لعل مرجع ذلك أنه كثيرا ماأصبح ينتابنى ذهول غير مسبوق تأثرا بما بات يحدث من تلاشى للمنطق ، وإنحدار للأخلاق وصل إلى منحنى خطر بعد أن أهان الإبن أمه ، وقهر أباه ، وسحق إرادة إخوته ، وتفنن في الكيد لأصدقائه ، وجنح لخطيئة العبث بثوابت حياته ، تنامى ذلك عند كثر ممزوجا بالأكاذيب والأضاليل حتى بات كل ذلك من الطبيعى ، رغبة في إكتناز أموال ، أو تولى موقع وظيفى ، أو تصدر المشهد السياسى ، أو الحصول على عضوية البرلمان ، حياه لاقيمة لها عند الكرام ، ولامزاحمة عليها عند الأفاضل .
بحق الله .. يكاد يستقر اليقين أننا أصبحنا في آخر الزمان ، حتى بات من الطبيعى أن يكون الهروب مخرجا ، هروبا من زخم الحياه ، هروبا من ترديات البشر ، هروبا من الذات ، هروبا حتى من النفس ، هروبا إلى حيث تأنس النفس بمن باتوا نبض القلب وكل الكيان بحق ، وصدق ، وحقيقه ، ويقين ، وليس بالمعسول من الكلمات ، والبليغ من العبارات ، ومعايشه حقيقيه تصل إلى درجة اليقين أنه رب أخا لم تلده أمهاتنا .
خلاصة القول .. تعالوا نعمق بداخلنا صداقة بلا إبتعاد ، وقلبا بلاقسوه ، وبقاءا بالوجدان بلا تغير ، وحبا غاص في أعماق الوجدان .. تعالوا نعمق بداخلنا الحقيقه اليقينيه التي مؤداها أن المواقف خاصة في الأزمات والمحن والشدائد باتت محددات لقيمة العلاقه بين الناس ، ومقدار المحبه ، وعظم التقارب ، وذلك إنطلاقا من القول ومزاحمة لفعل الخير ، والذى يجب أن نبادر به تعايشا مع بعد إيمانى قبل أن ننشده من الآخرين ، وحقا ماقال به كاتبنا الكبير نجيب محفوظ ما أجمل أن تعطي وأنت تعلم أن المقابل ليس من الناس بل من رب الناس .