التحديث والتطوير من أساسيات المجتمعات التى تنشد التقدم ، لأن الجمود فى الفكر والإلتزام بالنظم التى أعدت قبل سنوات طوال بلا تحديث يتواكب مع طبيعة المرحله أمر غير طيب ، لذا بات من الضرورى إحداث حاله من التطور والتقدم تتناسب مع طبيعة المرحله ، لذا كنت أول من صفق لوزير التربيه والتعليم الجديد الدكتور محمد عبداللطيف على ماإتخذه من إجراءات ، وقرارات ، أحدثت تغييرا رهيبا فى ٱليات التعليم ، بل ومشاركتى فى التحفظ على الطريقه التى تم تناول موضوع الدكتوراه الحاصل عليها ليقينى بأن هناك من يحاول أن يشغلنا بأمور تبعدنا عن مضامين التعليم ، ولأننى من أنصار تقييم المسئول من خلال الأداء ومردوده على المواطن ، وليس من خلال تمكنه من التعبير بالكلمات الجميله والعبارات البليغه ، كان التقدير واجب لأنه نجح فى إعادة الهيبه للتعليم ، ووضع في وقت وجيز نظام صارم يفرض على الطلاب الإنتظام فى العمليه التعليميه بعد أن كادت الدروس الخصوصيه أن تكون بديلا عن الإنتظام فى المدرسه دراسيا ، لكن يبقى من ثوابت الإداره الرشيده تقييم المردود من أى قرار لتصويبه ، أو تعديله ، أو ضبط آلياته أو حتى إقراره برسوخ .
إنطلاقا من ذلك رصدت مايدمى القلب في جعل مدرسة معاذ بن جبل الإبتدائيه ببلدتى بسيون فترتين ، وذلك نتيجه لتقليل الكثافه فى الفصول ، الأمر الذى معه أحدث خللا إجتماعيا غير مسبوق فى مكون الأسره ، فالأم تخرج من منزلها فى الصباح برفقة أولادها الصغار الذين يدرسون بمدارس مختلفه تبعد كثيرا عن هذه المدرسه حيث أنهم في مراحل تعليم مختلفه ، ثم تعيدهم للمنزل ظهرا ، ثم تقوم بتوصيل إخوتهم حيث تم تسجيلهم في الفتره المسائيه بهذه المدرسه ، ثم تعود إليهم لإعادتهم لمنزلها ، ثم تجهز الطعام وتذاكر لهم وتراجع معهم الدروس فور عودتها للمنزل المغرب ، يتعاظم هذا الجهد وتلك المعاناه إذا كانت الأم تعمل وتسكن فى منطقه بعيده عن مدارس أولادها .
تلك المعاناه اليوميه لأسر تلاميذ مدرسة معاذ إبن جبل ببلدتى بسيون أطرحها بأمانه وموضوعيه ومسئوليه على الدكتور محمد عبداللطيف وزير التربيه والتعليم الذى وضع يده على كل مجريات العمليه التعليميه على مستوى الجمهوريه كيان ، وأشخاص ، ونظم ، وطلاب ، حتى أنه شخصيا بات يتحكم فى كثافة الفصول ، ونظام العمل بالمدارس الأمر الذى معه غلت يد قيادات التعليم فى أمور تعليميه كثيره ولهذا مردود طيب لكن تداعياته أحيانا تكون مؤلمه ، منها تعاظم المشكلات لإختلاف البيئات ، بمعنى أن مايطبق فى القاهره من حيث فترات عمل المدارس ، وكثافة الفصول ، يختلف تماما عن الريف خاصة عمقه كما فى بلدتى بسيون ، لذا أجد أنه من الضرورى أن يستمع محافظنا المحترم اللواء أشرف الجندى لأولياء أمور هؤلاء التلاميذ المقيدين بالفتره الثانيه بمدرسة معاذ إبن جبل ببلدتى بسيون ، ومعه الرائعين المهندس ناصر حسن وكيل وزارة التربيه والتعليم المحترم ، ومحمد أبو ليمون مدير إدارة بسيون التعليميه المحترم ، وقيادات التعليم ، والوصول لنظام أو آليه تقضى على معاناة الأسر ، والصرخات التى أسمعها يوميا من أمهات تلاميذ الفتره الثانيه ، وكل من هم لديهم أزمه مما خلفه نظام الفترتين فى المدرسه الواحده ، وهذا وإن كانت أمنيه أو رجاء أنقله لمحافظنا المحترم إلا أننى أجده واجبا مستحقا يفرضه العمق الإنسانى الذى ننشده جميعا ، والقائم على الإستقرار الذى هو من الضرورات الاجتماعيه ، متمنيا أن أدرك تحرك سريع يتفاعل مع المشكله .
خلاصة القول .. نظرا لأن ماطرحته بات يمثل أزمه حقيقيه داخل المجتمع البسيونى ، وأن ماتعانيه أمهات تلاميذ الفتره الثانيه بمدرسة معاذ إبن جبل فاق تحمل كثر منهن ، كان هذا التناول ، مدركا أن الدراسه بدأت ، وآليات المدارس إنتظمت لكننا لسنا أمام قرآن منزل لايجوز الإقتراب منه ، بالتغيير ، أو التعديل ، أو الحذف ، بل إن قمة المسئوليه التفاعل مع تداعيات أي نظام خاصة لو كانت تداعيات سلبيه والعمل على القضاء عليها طالما أن ذلك يحقق الإستقرار في العمليه التعليميه وكذلك الأسر . تبقى كلمه للتوضيح .. قد يرى البعض أن تناول مشكله إجتماعيه محليه تتعلق بمعاناة تلاميذ وأولياء أمور فى بلد مهمشه كبلدتى بسيون تقع على شمال السما ، بل فى الأدغال لذا لايشعر بها مسئول بالعاصمه الإداريه إلا ماندر ، أو حتى يمر أمام عينيه إسمها ، ليس مكانها مقال رأى ، وهذا رأى له وجاهته إذا كان لدينا ثقافه جمعيه تسمح بالتناول العميق للأحداث ، أو حتى التناول الحثيث للموضوعات ، ولولا خبرة السنين فى بلاط صاحبة الجلاله لكنت أحد الذين فقدوا القدره على هذا التناول الحثيث ، لذا أجد التشابك مع الوقاىع والتناول العميق لما يمس حياة الناس من الضرورات ، لأن ذلك يتعلق بمواطنين فى هذا الوطن لهم حقوق حتى وإن كانوا ينتمون للطبقه المتوسطه التى باتت معدمه .