يقينا .. نحن أمام أزمه مجتمعيه بحق تتعلق بأداء التمريض رجال كانوا أو سيدات ، ومعهم بعض العاملين والموظفين بالمستشفيات ، حتى أننى كثيرا ماأجد في إستقبال المستشفيات خاصة مساءا من لم يدركوا قيمة الإنسانيه ، لذا تملكتهم حاله من اللامبالاه نحو المستنجدين بهم من المرضى ، خاصة وأن كثر منهم يتعرضون لحادث ، وتأثرا بحالتهم ينتاب ذويهم حاله من الهلع ، ودائما ماأقول عليه العوض ، لاسامح الله من تركهم بلاتوجيه حتى وصلوا لهذا المستوى الذى لايليق بعظمة المصريين ، لعل مرجع ذلك إدراكهم لنمط سلوك بعض القاده بمنظومة الصحه ، في ديوان عام الوزاره أو في وكالات الوزارة بالأقاليم ، حيث يصدر البعض منهم نهجا أنهم لايخطئون لذا يمتعضون عندما يطالهم نقد ، أو الكشف عن تقصير لهم دون إنتباه منهم أنهم بشر وليسوا ملائكه لذا فالخطأ من طبيعة البشر وهذا طبيعى لكن الخطوره تعاظم الأنا فيتفاقم الخطأ حتى يصبح خطيئه ، أطرح هذا ليس إنطلاقا من تقليل لشأنهم ، إنما بغية الإصلاح والوصول لمستوى متقدم في العطاء الطبي يليق بتاريخ الأطباء العظيم في أماكن كثيره خاصة أطباء وقيادات مستشفيات جامعة طنطا ، وليس أبدا للتشهير أو النيل من أحدا كائنا من كان .
كثيرا أهمس فى أذن العالم الجليل الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحه متمنيا أن تصل همساتى تلك إلى أذنيه عبر الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمى بإسم وزارة الصحه ، أو الأطباء المخلصين بأن المنظومه الطبيه على المحك وهذا هو بيت القصيد ، والسبب هذا النهج الذى ينتهجه التمريض الممزوج بهذا السلوك الذى يؤثر نفسيا وأسريا ومجتمعيا على المرضى وأسرهم ، والذى يقابله صمت مريب وعدم تدخل لضبط الأمور وتصويب المسلك ، ولو بالتوجيه والنصح والرعايه ثم بعد ذلك بسلطة القانون وسيف الحق ، خاصة بعد أن إنتقل هذا السلوك إلى المجتمع حيث أدركت أننى كثيرا ماأعانى كلما تصديت لكل من يتجاوز بحق التمريض ، وأرفض أى تجاوز من أهالى المرضى فى حقهم رغم يقينى أن لكل فعل رد فعل ، وأن سلوك التمريض هو من أوصلهم إلى ذلك بمعاملتهم التى تفتقد في بعض الأحيان للإنسانيه وتتخلى عن الآدميه ، تلك المعامله التى كثيرا ماعايشت جانبا منها بحق نظرا لعدم معرفة بعضهن لشخصى لحداثة سنهن ثم يتبدل الحال عندما يعرفن شخصى .
عندما فاض الكيل تحدثت قبل مايزيد عن عام في هذه القضيه إلى وزير الصحه الدكتور خالد عبدالغفار في حضور الخلوق المحترم الدكتور طارق رحمى محافظ الغربيه في ذلك الوقت ، وطرحت علامات إستفهام كثيره وعديده بشأن عدم تشغيل مسشفى الصدر ببلدتى بسيون الذى تشرفت بتزكية طلب إنشائها كنائب مع زميلى النائب عبدالعزيز حتاته قبل مايزيد عن عشرين عاما ، وتكلفت مايقرب من ثلاثمائة مليون جنيه ومازالت مغلقه ، والسبب خمسة ملايين جنيه لعمل منظومة الدفاع المدنى كما قال المسئول بالوزاره للوزير ، وإنتفض الوزير وأمر بتدبيرهم على ملىء من الجميع دون فعل ، من هنا أدركت لماذا يتغول بعض الأطباء والتمريض على المرضى ، وهنا كان تأكيدى على أننى أتمسك بمبدأ رعاية المرضى ومعاملتهم بصوره كريمه بصرف النظر عن أشخاصهم ومن يعرفون وهذا مبدأ إنسانى وحياتى مهم .
يطيب لى مرارا وتكرارا وبلا ملل التأكيد أنه بحكم مسئولياتى المجتمعيه ، وكنائب عن الأمه تشرفت بعضوية البرلمان ، وأمانة القلم الذى أقسمت فى نقابة الصحفيين على مصداقيته ، وأتشرف بحمله ككاتب صحفى قضى فى بلاط صاحبة الجلاله مايقرب من أربعين عاما وصلت فيها لأعلى درجه وظيفيه كنائبا لرئيس تحرير جريده قوميه يوميه ، أقول لكل المعنيين بالأمر أدركوا تلك الحاله المترديه للتمريض .. إنقذوا ماعلق بأفهام التمريض من مفاهيم مغلوطه .. عالجوا بداخلهم هذا الشعور المدمر .. كما يتعين على كل من يعنيهم أمر التمريض فى هذا الوطن الغالى ، وكل الحريصين عليهم ، بحتمية وضع خطه عاجله لإعادة هيكلتهم مجتمعيا ، ووظيفيا ، وتبصيرهم بالصح ، وبمضامين رسالتهم عمليا ، وإفهامهم أنهم ليسوا أسيادا على المرضى ، بل أصحاب رساله نبيله ترفض النديه ، أو تعظيم نهج أن يكونوا على طرفى نقيض من المرضى ، هؤلاء المرضى الذين يكرمهم الله تعالى ويكرمنا معهن برعايتهم والإصرار على أن نكون جميعا خداما لهم ، ولاأعتقد أن هناك من يختلف معى فى هذا النهج الذى يهدف إلى ضبط إيقاع التمريض ودفعه في طريق الإنسانيه .
خلاصة القول ، مع شديد إحترامى للتمريض فى كل ربوع الوطن قادتهم قبل أعضاء منظومتهم ، وببساطه شديده ، وبلا لوغريتمات ، أنا لاأطلب من التمريض إلا معامله كريمه للمرضى ممزوجه بالرحمه ، وإبتسامه طيبه تخفف ٱلامهم ، وتبث الطمأنينه فى نفوسهم خاصة وأن من يدخل تلك المستشفيات جميعا ليسوا من البهوات ، بل من أهالينا البسطاء الطيبين ، الذين نحن منهم ، وجزء من نسيجهم ، لذا نفخر أننا خداما لهم وهم أسيادنا ، لاأعتقد أن تحقيق ذلك مستحيل ، وإذا كان هذا مستحيل تحقيقه على المسئولين ، والقائمين على منظومة التمريض فى وزارة الصحه ، نكون أمام إشكاليه مجتمعيه كبيره ، لأن رعاية المرضى ضروره حياتيه ، وواجب مقدس لأنهم ليسوا رعايا بل أصحاب وطن من حقهم على الدوله أن يكون التمريض فى خدمتهم .