لاشك أن لدينا أزمه مجتمعيه خطيره منطلقها هذا الترهل الذى طال أداء البعض من المسئولين ، الذى تمخض عنه عدم الإستجابه لصرخات المواطنين ، والتفاعل مع همومهم ، لعل مرجع ذلك تلاشى ٱليات الرقابه على أعمال الحكومه بالكليه ، تأثرا بالتركيبه البرلمانيه تشكيلا وأداءا ، متمنيا تفعيل ماورد بالدستور فيما يتعلق بمهام النائب من رقابه على أعمال الحكومه والتشريع لصالح الشعب ، وعدم وجود أي جهة شعبيه تراقب الحكومه ولديها الصلاحيات لمحاسبتها حال وجود تقصير في الأداء ، وتنامى ظاهرة المدح لكبار صغار المسئولين في محاوله من المادحين للحصول على مكتسبات بالمدح ، أو حتى الحفاظ على الحقوق من العبث ، عظم ذلك محاصرة الصحافه والعمل على إدخالها بيت الطاعه ، دون إنتباه أن هذا كله لايصب فى صالح الوطن ، بل يتمخض عنه أداءا مترهلا ، وإنعدام تام للإبداع ، بعد تلاشى الخوف من الحساب لدى كل المسئولين ، أطرح ذلك بصراحه ووضوح وشفافيه إنطلاقا من معارضه وطنيه حقيقيه غاصت فى أعماق الوجدان حيث الوفد في زمن الشموخ ، تجعلنى دائما وأبدا أتمنى أن يكون وطننا الغالى أعظم الأوطان ، وليس كما قد يزعم المغرضين من المسئولين ، وحوارييهم من المغيبين الذين ينتمون إلى الأحزاب التي خرجت من رحم السلطه وينعمون بالرحرحه ، والإنبساط ، أن كل من ينتقد يكون شريكا في مخطط إجرامى يهدف النيل من الوطن ، وذلك لإرهاب كل صاحب رؤيه ، وإجباره على الصمت .
قبل أيام طرحت فى مقالى اليومى ماتلقيته من إستغاثات من أهالى منطقة عزبة النخل الغربية التابعة لحى المطرية ، ككاتب صحفى متخصص ، وتحديدا شارع الترعة التوفيقية مع تقاطع شارع الكنيسة الفرنساوى للوقوف على الفوضى التي تنذر بكوارث شديدة بعد إحتلالهم من الباعة الجائلين ، والملاهى ، وأصحاب الكافيهات ، والأكشاك المترامية بعرض الشارع ، وفوق الأرصفة ، منبها لما يكون من سرقات للتيار الكهربائى عينى عينك ، ووضعتها أمام الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة وناشدته بالقيام بجولة ميدانية مفاجئة فى تلك المنطقة ، وإستبشرت خيرا أن هناك إستجابه حيث أدرك الأهالى تحركا من بعض المسئولين بالحى الذين قاموا برفع المخالفات ، وتصوير ذلك ، وللأسف اليوم التالى بعد حفلة التصوير وإعطاء الإشاره أن كله تمام ، عادت الأمور مرة أخرى بل بأكثر مما يتصور أحد من السوء ، حيث تم إحتلال الشارع من المحلات والكافيهات وعادت الاكشاك بمساحات أكبر مما كانت ، وعادت الملاهى ليخرج أصحابها ألسنتهم لكل المسئولين في القلب منهم معالى المحافظ ، وهنا إنتبهت لخطأ ماإعتقدت من أنها تحركات تمهيديه لجوله يقوم بها المحافظ لتفقد هذا الوضع المتردى لكن سرعان ماإختفى المسئولين المحليين ونسى المحافظ الإستغاثات جميعها .
المأساه الحقيقيه أنه لاأحد من كبار صغار المسئولين وكذلك معظم المحافظين وبعض الوزراء كوزير الصحه ومساعديه ، ومنذ فتره يتناغمون مع متطلبات الناس ، تعاظمت الخطوره حيث نجد كثر من المسئولين في القلب منهم المحافظين ومعهم صغار الموظفين لايردون على الإعلام ولايتناغمون مع ماتطرحه الصحافه دون إنتباه أن ذلك يدفع في طريق تأجيج الغضب لدى البسطاء من الناس الذين لجأوا للصحافه والإعلام بعد أن إنقطعت الصله بينهم وبين المسئولين ، وهذا مردوده لاشك خطر على الوطن كبير ، وكأن قدرنا حدده في السابق النائب زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهوريه السابق من أن الفساد فى المحليات للركب .
لعل هذا النهج الذى أدركته في أداء محافظ القاهره ينبه أصحاب القرار بخطورته لأن هذا يساهم في تنامى أوكار الفساد كل يوم حتى تكبر وتتوحش وتصبح عصيه على التصويب ، ولعلها فرصه إدراك أن أحد أهم المشكلات السائدة مرجعها غياب المتابعة من قبل أجهزة الإدارة المحلية ، على المستويين الفردى والعام ، وهو ما ينجم عنه كوارث بمعنى الكلمة ، خاصة وأنه يتوفر لدي أفرادها المعلومات ، بل هم على دراية بما يحدث ، ولكنهم لا يفعلون شيئا إزاء المخالفات وبات يقتصر عملهم على أمور شكلية ، والسبب هذا الفساد الذى سبق وأن فجره النائب الدكتور زكريا عزمى ، والذى تمخض عنه بناء مئات الآلاف من العقارات المخالفة ، وتغيير نشاط جراجات العمارات ، وإستيلاء المحلات وبخاصة المقاهى على أرصفة الشوارع على مرأى ومسمع من موظفى المحليات وتحت رعايتهم ، لذا هم شركاء فى هذه المخالفات ، وضالعون فى هذا الفساد .
خلاصة القول .. الإدارة المحلية فى مصر تعانى أزمه حقيقيه مرجعها الإداره ، تلك الأزمه خلفت أمراضا كثيرة مزمنة تحتاج إلى رجال بحق لديهم القدره ، على التصدي لتلك المشكلات ، إنطلاقا من رؤيه وطنيه حقيقيه ، وتناغم مع متطلبات المواطن ، والرغبة الأكيده في التصدى للفساد ، يبقى على محافظ القاهره أن يتحرك ليعيد الثقه إلى نفوسنا في وجود مسئولين يستشعرون هموم الناس ويتصدون لما يحدث من هزل مجتمعى تأباه النفس ويرفضه العقل ، وأهالينا البسطاء بعزبة النخل لايطلبون إلا حقهم في حياه كريمه ، ولديهم أمل أن يتحقق ذلك على أيدى محافظ القاهره المحترم ، فهل سيحقق لهم هذا الأمل المشروع أم أنهم يؤذنون في مالطا .