قولا واحدا لاأحد في هذا الوطن الغالى لاينشد التطور ، ولايتمنى تحقيق التقدم ، ولايريد أن يكون وطننا الغالى في عليين ، بل إن من لايبتغى أن يكون كل ذلك واقعا فى حياتنا يكون إنسانا منزوع الوطنيه ، من أجل ذلك كان دعم أي رؤيه إيجابيه يكون لها مردود إيجابى على المواطن ، من الواجبات ، وبذل الجهد في إحداث تقدم وإزدهار من الثوابت التي يجب أن يتحلى بها كل شرفاء الوطن ، شريطة أن تنطلق كل تلك الغايات النبيله من مصداقيه ، ورؤيه حقيقيه ، وهدف نبيل يدعمه واقعا على الأرض يلمسه المواطن ويعود عليه بالنفع ، ويكون منطلق كل ذلك قناعه بالمصداقيه ، وتلك المصداقيه لن تتحقق إلا إذا أدركنا لتلك الأهداف النبيله المتبوعه بقرارات تنفيذيه مردود مباشر على المواطن ، بغير ذلك سيتعاظم الهزل ، ويتعمق عدم الثقه ، ويتحول كل مايتم طرحه من قرارات ، أو إجراءات ، أو حتى أمنيات إلى نكات يطلقها البعض على سبيل السخريه ترويحا عن النفس ، وفى النهاية مزيدا من الإحباط قليلا من الولاء والإنتماء ، وتلك نتيجه طبيعيه لمسئولين مغيبين عن واقعنا لايدركون عن أحوال الشعب شيئا .
إنطلاقا من ذلك سعدت كثيرا لإستشعارى أن ماأدركته في تلك الدول الأوروبيه التي زرتها في مهمات صحفيه ألمس خطوات تفعيليه لتنفيذها في مصرنا الحبيبه وذلك بما أعلنته وزارة الصحه قبل أيام من بدء التشغيل التجريبي لحملة توصيل الدواء لمنازل المرضى بالمجان ، وذلك في ضوء المقترح الخاص بإنشاء وتطوير منظومة ميكنة الدواء ، والذي يأتي تنفيذا لتوجيهات الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان ، وما أكد عليه الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان ، بأن الوزير وجه بتحري الدقة أثناء توصيل الأدوية للمرضى ، موضحاً أن هذه الخطوة تأتي في إطار حرص الوزارة على تعزيز الخدمات الصحية وتحسين صحة المرضى ، تماشيا مع خطة الدولة المصرية في ميكنة منظومة الدواء ، وإنشاء قاعدة بيانات تضم المرضى بمصر للاستفادة منها في مشروع ميكنة الدواء ، بل تعاظمت السعاده عندما أشار الرجل الهمام الدكتور أحمد سعفان مساعد الوزير للمستشفيات ، إلى أن نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان ، وافق على توصيل الدواء لـ400 مريضا بمستشفى شبين القناطر في محافظة القليوبية ، لمدة شهرين بالمجان ، مؤكدا أن تجربة توصيل الدواء للمرضى لها مردود إيجابي في تخفيف العبأ عن المرضى ، ومنع التكدس بالمراكز الصحية ، وكذلك تخفيف تكلفة تنقل المرضى للمستشفيات لإستلام الدواء ، وأيضاً عدم تعريض المرضى للإنتظار فترات طويلة خلال إستلام جرعات الدواء .
بمنتهى الإحترام والتوقير والتقدير لشخص السيد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحه ، وأصحاب المعالى مساعديه ، وأصحاب الفضيله مرافقيه ، لم يقنعنى كل ماطرحته الوزاره عبر بيانات متواتره لقادتها لبث الطمأنينه في نفوس المرضى من أبناء الشعب ، لسبب بسيط أننى يوميا أدرك صرخات هؤلاء المرضى لنقص الدواء خاصة ” الأنسولين ” الذى لايستغنى عنه مريض السكر ، ليس في صيدليات وزارة الصحه بالمستشفيات وفقط بل في الصيدليات الخاصة أيضا ، ويكفى أن أقول أن كثر من أبناء بلدتى بسيون يستنجدون بى للبحث لهم عن علاج لمرضاهم الأحباب ولو بالصيدليات الخاصه وٱخرهم الصديق هانى الدقله الذى إستنجد بى لتوفير دواء لوالدته ، لكن أعيتنى السبل ، ورغم ذلك مازلت أبذل جهدا كبيرا لتدبيره ولو بالصيدليات الخارجيه ، حتى ولو كان طبقا لآخر منظومة لأسعار الدواء والتي تنطلق من زياده رهيبه ، بل إن تلك المنظومه الحالمه لتوصيل الدواء لمنازل المرضى بالمجان تتعارض مع قرارات سابقه لكبار المسئولين بوزارة الصحه أنفسهم بذاتهم ، وكيانهم ، وشخوصهم الكريمه ، ممزوجه بتعليمات مشدده للمستشفيات بصرف نوع واحد فقط من الدواء لأى مريض ، رغم أن أى مريض أصبح دخوله المستشفى منطلقه رسوم باهظه تنافس رسوم المستشفيات الخاصه .
أتصور أن أبسط حقوق المواطنه أن تحترم وزارة الصحه عقلياتنا وتدرك جيدا حاجات المرضى من أهالينا الطيبين ، وأهمس في أذن معالى نائب رئيس الوزراء ووزير الصحه الدكتور خالد عبدالغفار الذى أحمل له في نفسى تقديرا وإحتراما بحق ، أننى كنت أتخيل أن هذا النهج فى طرح الأمور إنطلاقا من المكاتب المكيفه ، والواقع الأوروبى الصحى يحدث فى محافظة الغربيه فقط ، ولم أكن أتخيل أنه نهج وزارة بكاملها ينطلق من إقناع حتى المرضى أنهم يعاملون معامله صحيه على أروع مايكون ، بالضبط كما يتم إقناع كل زائر لمحافظة الغربيه بذلك حتى أنه ينصرف مذبهل ، رغم ماألمسه من واقع صحى بمحافظتى قائم على الوهم والخداع وإقناعنا بأن المريض يعالج كما فى أوروبا لينتبه أن الواقع الطبى مأساوى وعكس مايتم طرحه بالكليه فى قالب لغوى بليغ ينطلق من شعارات ترقق القلب .
بصراحه .. إن ماقيل من كلام جميل وعظيم بشأن توصيل الدواء للمرضى أمر لايمكن أن يقبل به عقل أو يستوعبه وجدان ، وهذا الإحساس تملكنى لأننى جزء أصيل من ضمير المواطن البسيط بريف مصر والذى أسعد بأننى جزءا من كيانه ، لذا يطيب لى العيش في رحابه ، لأننى من الطبقه المتوسطه ولست من هؤلاء البهوات قاطنى القصور والفيلات بالكمباونتات ، مؤكدا على أن كل المرضى يهمهم ” بالفلاحى ” وببساطه شديده توفير الدواء ، وسيذهبون هم بأنفسهم لإستلامه من أى مكان متى وجد ، ولايعنيهم ماتفضل معالى الوزير بطرحه ومساعديه من كلام جميل ، وأمنيات أجمل ، وأحلام ورديه تقوم على إنشاء منظومة إلكترونية لصرف الدواء ، لتأمين وتوصيل الأدوية إلى منازل المرضى المستحقين لتخفيف الضغط على المراكز الصحية ، وضمان التسليم الصحيح للأدوية والجرعات ، وتسهيل تتبع الطلبات والنفقات بحسب المريض والمنطقة ، وكذلك على حد قول مسئولى وزارة الصحه تحديد الأمراض الأكثر انتشاراً وفقا لكل محافظة على حسب الخريطة الديموغرافية ، وأيضا تسجيل الصيدليات بالمستشفيات الحكومية وحصرها على المنظومة ، وتوفير تقارير دورية تساعد على متابعة تكاليف الأدوية وإستخدامها لضمان الكفاءة المالية . يبقى اليقين راسخ بوجود علاقه قوية بين توصيل الدواء لمنازل المرضى والأمانى المستحيله . يؤكد ذلك القرارات الغريبه التى تخرج بين الحين والحين من أدراج مكاتب مسئولى الصحه والتى ٱخرها وضع نظامًا جديدًا يسمح بطلب زيارة منزلية من أطباء التأمين ، سواء كان طالب الخدمة من المدرجين في منظومة التأمين الصحي أو من غيرهم ، وذلك مقابل 1500 جنيه لزيارة الطبيب المنزليه لمريض . كيف .. تابعونى .