جاء المولد النبوى الشريف هذا العام والأمه الإسلاميه تمر بظروف صعبه ، ويعيش المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها حياه مأساويه ، وليس أدل على ذلك مما يحدث لأهلنا في غزه من إباده والجميع لاحراك ، وهذا التردى الذى طال أحوال المسلمين ، وتلك الصراعات التي طالت الأخ وأخيه ، وكل الجيران ، جاء المولد النبوى الشريف والمسلمون في حاجه إلى زلزال يخرجهم من غفلتهم وينبههم أنهم ينتمون لخير أمة أخرجت للناس .
حسبنا إنشغلنا عن إحياء سنة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ، من خلال الإلتزام بتعاليمه ، وجعل سنته نهجا لنا في الحياه ، وليس عبر شعارات نرددها في كل عام مع تلك المناسبه الحبيبه إلى قلوب كل المسلمين ، يقينا نحن فى حاجه لمعايشة حقيقيه وصادقه مع سنة النبى صلى الله عليه وسلم والتصدى لكل العبث الذى يصدره البعض من السفهاء لإلهائنا عن سنة نبينا صلى الله عليه وسلم وتصدير أن الإلتزام بتلك السنه النبويه الشريفه يعنى التطرف والإرهاب . نحن فى غفله ولعل ذكرى النبى الكريم صلى الله عليه وسلم فرصه نستيقظ فيها من تلك الغفله .
كثيرا تمنيت أن نتذكر أن في مولده صلى الله عليه وسلم تحررت الإنسانيه من العبوديه ، وسادت ببعثته الأمة ، وكان صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في التحمل والصبر على المكاره ، ولكم تمنيت أن ننتبه جيدا نحن المسلمون أن نبينا العظيم جاء ليحمى المستضعفين من المهانة والمذلة والطبقية العمياء التي أصبحت في واقعنا الآن أكثر من أى زمان مضى ، وإخراج البشر من ربقة العبودية والرق وخلاصهم من الإستعباد والظلم ، وأن يستقر اليقين أنه بقدوم النبى الكريم صلى الله عليه وسلم أخرج الله تعالى الناس من ظلمات الجاهلية إلى أنوار العلم ، ومن غياهب الظلم إلى أشعة العدل ، ومن الكراهية إلى رحاب الموده والرحمه والمحبة والألفة ، ووحد الأمه إستجابة لنداء رب العالمين سبحانه (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً).
يبقى الدفاع عن الحق ، ونصرة المظلوم ، من أعظم الدروس المستفاده في ذكرى مولد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، يضاف إليها التمسك بالعزة والكرامة ، والإباء ، والنجدة ، والشهامة ، والتحلى بالأخلاق الكريمه ، منطلقات لعزة المسلمين ، وإعلاء شأنهم في العالمين ، ويا ليت المسلمين يعرفون هذه الدروس ، ويعملون بها وتتحد كلمتهم حولها ، وبهذا نحقق الإستفادة من دروس ذكرى المولد النبوي الشريف والإحتفاء به في كل مكان بما يناسب الحال والمقام الكبير والكريم كل عام والأمه الإسلاميه بخير .