أصبحت أخشى أن أصل كغيرى من أبناء الوطن لدرجة أقول فيها من الإحباط عن قناعه ” مفيش فايده ” ، وذلك لأنه بات من الطبيعى أن مسئولين كثر أصبحوا يبدعون فى خداع الجميع على أن كل شيىء على مايرام ، وتمام التمام ، وأنهم إستطاعوا أن يرتقوا بالأماكن التى يتولون فيها مسئوليات ضخمه أن أصبحت قطعه من باريس ، وأن الناس يتزاحمون على الأماكن التى تقع تحت مسئولياتهم الوظيفيه نظرا لأنها تقدم خدمه متميزه لأبناء الشعب ، جعلتهم يعشقون الوطن ، ولايستطيعوا أن يبارحوه ولو ليوم واحد . بالمجمل الكل فيه يضحك على الكل ، والكل فيه يخدع الكل خاصة المنوط بهم بعضا من المسئوليات ، قد يمر ذلك على الناس مرور الكرام ، ولاينتبهوا للمسات الخداع التي نسجت حول أي أمر ، خاصة في أمور كثيره لاينشغل بها الناس ، لكن أن يطول ذلك صحة المواطن هنا تكون الطامه الكبرى والمصيبه العظمى .
مرجع تلك الرؤيه المحبطه متابعتى للزياره التى قام بها أول أمس الدكتور بيتر وجيه رئيس قطاع الطب العلاجي بوزارة الصحة والسكان ، والوفد المرافق لسيادته لمحافظة الغربيه ، وقيامهم بجولة ميدانية تفقدوا خلالها كما قالوا هم بأنفسهم المستشفيات بالغربية ، وإذ بنا نفاجىء بأن الزياره ليست لكل المستشفيات ولا المستشفيات في الأماكن المهمشه كما في بسيون وقطور ، إنما في أماكن تم تجهيزها وتلميعها منذ أكثر من شهر ، مما يرسخ لدى الناس أنها زيارات للشو الإعلامى لاأكثر ولاأقل ، ولاعلاقه لها بماصدروه لنا من أنها من أجل صحة المواطن ، لذا تضمنت الزياره مستشفى زفتي العام ، ووحدة الغسيل الكلوي بنهطاي ، ومستشفى السنطة المركزي، ومشروع إنشاء مستشفى السنطة الجديد ، ومشروع إنشاء مستشفى طنطا العام الجديد ، ومستشفى حميات المحلة ، ومستشفى صدر المحلة ، ومستشفى المحلة العام ، وهذا ماتوقعته الشهر الماضى ، وتجاهلوا تماما كما سبق وأن توقعت أيضا مستشفيات بلدتى بسيون وقطور وكفرالزيات ، وهذا يعنى أن الزياره شملت المستشفيات التى تم تطوير منظومتهم الطبيه في إطار حياه كريمه ، وتلك التى تم تجهيزها كواجهة للزياره لتصدير أنهم أرقى من مستشفى دار الفؤاد ومثيلاتها بإنجلترا .
المثير للدهشه والإستغراب أن الدكتور بيتر وجيه رئيس قطاع الطب العلاجي بوزارة الصحة والسكان ، أثنى في لقائه والوفد المرافق له مع محافظ الغربيه اللواء أشرف الجندى علي أعمال التطوير التي شهدتها العديد من مستشفيات الغربية على حد قولهم ، وأقسامها الطبية بمختلف مراكز ومدن المحافظة على حد قوله أيضا ، مؤكدا بأن هذه الزيارات تهدف إلي تحسين الأداء الإشرافي ، وتحسين مستوى أداء الخدمة الطبية على حد قوله أيضا أيضا ، مؤكدا أن تلك الرؤيه مرجعها المرور علي مختلف المستشفيات العامة والمركزية والنوعية بالمحافظة ، للوقوف علي أي سلبيات من شأنها تحسين الجانب الفني والإداري في أداء العاملين ، وحل المشكلات والتحديات التي تواجه إنتظام سير العمل ، ومعالجة أي قصور في أداء الخدمة الطبية ، وهذا تصور أكثر من رائع إذا كان يتم تطبيقه بالفعل في أرض الواقع لكنه لايعدو أن يكون شعارات لاأكثر ولاأقل ، وهكذا شاء القدر أن نرصد نهج المسئولين للأسف الشديد ، لذا ضربت كفا بكف داعيا الله تعالى رب العالمين سبحانه أن يلهمنا الصبر الجميل وأن يثبت لى عقلى خاصة عندما أشاد رئيس القطاع بالخدمات المقدمة للمرضى بالمستشفيات ، والتي شاهدها خلال جولته الميمونه المباركه مؤكداً على تقديم كافة سبل الدعم للمستشفيات لتقديم أفضل الخدمات الصحية للمواطنين ، وكنت أتمنى أن يقول محافظ الغربيه لسيادته عما رآه في زيارته لمستشفى بسيون .
تعاظمت تلك الحاله من الدهشه عندما أدركت ماراثون الكلام المعسول والذى حاول أن يبدع فيه مدير الطب العلاجى بوزارة الصحه ، ومدير مديرية الصحه بالغربيه ، في لقائهما مع المحافظ ، حيث أكد مدير مديرية الصحه بالغربيه ، أن وزارة الصحة تحرص على تقديم خدمة طبية متميزة تيسيراً على المرضي المترددين علي المستشفيات ، وذلك في ظل الإهتمام والدعم الذي توليه الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي للقطاع الصحي ، مشيرا إلى أن مديرية الصحة بالغربية تسعي الي تطوير المنظومه الصحية ورفع كفاءة ودعم المنشآت الطبية بالتجهيزات التي من شأنها رفع جوده الخدمه الطبية المقدمه للمرضي . بحق الله كنت أتمنى أن يكون كل ماطرحاه كما طرحاه لأن هذا يعكس أمور أكثر من رائعه ، لكن تأثرا بهذا التزيد ، يكاد يستقر اليقين أننا حتما على وشك القفز للمجهول لأن أبناء المحافظه عندما يتابعون ذلك سيزداد لديهم اليقين أن الكل بيضحك على الكل ، ولاواقع لما ذكراه كلا المسئولين في أرض الواقع مع شديد إحترامى لشخصيهما ، اللهم إلا في المستشفيات المعده سلفا للشو والتصوير ، لأنهم هم الذين يعانون ويصرخون ويستنجدون ويرصدون هذا التهاوى الذى طال غالبية المستشفيات والتى بالقطع لم تكن فى برنامج زيارة البهوات من قادة الصحه القادمين من ديوان عام الوزارة وكذلك ماتم فرضه من أسعار للخدمه الطبيه وماأعلنوا عنه من طرح المستشفيات لمستثمر مصرى أو عربى أو اجنبى .
تمنيت أن ألمس شفافيه فيما تم طرحه ، أو تتملكنى قناعه بما تم مناقشته والتأكيد عليه ، خاصة فيما يتعلق بتأكيدهم الحرص على تقديم أفضل مستوى من الخدمات الطبية لأهالي عروس الدلتا وذلك عند إستعراض الوضع الصحي الحالي بمحافظة الغربية ، ومناقشة خطة العمل ، وتقارير المرور الإشرافية من قطاع الطب العلاجي بالوزارة ، علي المستشفيات العامة والمركزية بالمحافظة ، وما قيل بشأن عرض الإيجابيات و السلبيات ، وماقيل أيضا بشأن بحث أي معوقات تؤثر على انتظام سير العمل ، لوضع الحلول المناسبة لها ، وذلك لتقديم أفضل خدمة طبية علاجية للمرضى بمستشفيات الغربية ، ولتأكيد أن هذا كلام في كلام وضحك على الدقون كما قال أهالينا الطيبين أنهم لم يزوروا مستشفى صدر بسيون التي تكلفت حوالى ثلاثمائة مليون جنيه لكنها مغلقه بالضبه والمفتاح وقزموا العمل بها لذا يعمل بها بعض الغرف كمستوصف للصدر ، كما لم يزورا المستشفيات بجميع المحافظه خاصة تلك التي تعالت صرخات الناس القريبين منها كثيرا دون أن يسمعهم أحد ، خاصة في بلدتى بسيون ، وإكتفوا بما تم تجهيزه لهم للمرور عليها من مستشفيات ، ليترسخ باليقين أنها زيارات للمنظره ولاطائل منها ، ولانملك إلا أن نقول عليه العوض ومنه العوض في صحة أبناء المراكز المهمشه بالغربيه .