يقينا .. إن وجود المتميزين في كافة المجالات ، خاصة دولاب العمل الإدارى ، هو شعاع نور ، وأمل جديد لإستقرار الحياه ، حتى وإن كانوا من النوادر الذين أصبحنا ندركهم بالحياه ، هؤلاء مبعث الأمل فيما هو قادم من الأيام للأجيال القادمه ، الذين أصبحنا كأبناء جيل على وشك أن نرحل عنهم إلى رب كريم ، لذا يتعين أن نتعايش مع هذا اليقين الذى جسده الواقع حتى وإن كان المجتمع يعانى أزمه حقيقيه باتت تهدد ثوابته ، مانلمسه من تلك التصرفات العنتريه لبعض كبار صغار الموظفين بالمحليات ، عديمى الخبره ، فاقدى القدره على الإداره ، لأنه يتحكم فى قراراتهم وتصرفاتهم الهوى الممزوج بالمصالح الشخصيه ، فالتكن ثقتنا في الله تعالى أنه يحمى هذا الوطن الغالى ، ولا نستشعر الخوف على مقدراته ، حتى وإن أصبحنا نرتاب من كل شيىء يتعلق بالأداء الذى يسبقه قرارات بدولاب العمل الإدارى ، وذلك تأثرا بما يتكشف أمامنا من وقائع مؤلمه تفوح منها هذا القدر الكبير من العفن الممزوج بالفساد ، والذى بدا واضحا بعد أن باتت المصلحه محددات للتعامل ومنطلقات للتعايش وأبدا لن نسمح بإنهيار ثوابت الإداره التى ظللنا نفخر بها جيلا بعد جيل منذ عهد محمد على بل كنا نفخر بمتصدرى مشهدها .
أتصور أن الصدق هو المحدد الوحيد للتصدى لأوجه الخلل ، والذى منه هذا النهج الغريب فى الإدارة ، وتلك التصرفات الصبيانيه التي قزمت الموقع الوظيفى فى أعين الناس ، وهذه الأفعال الصغيره التي كشفت النقاب عن شخصيات فقدت القدره على الفهم والوعى والإدراك ، وخبرات باتت من النوادر ، فأصبح المناخ العام نهجه لدى قاعده عريضه من الناس لايسمح بإقتراب الشرفاء ، لتتجلى الٱيه القرٱنيه الكريمه ” أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ” ، لينتهى المقام بهؤلاء الشرفاء الذين كانوا رموزا وقامات في الإداره والسياسه والواقع المجتمعى أن أغلقوا على أنفسهم الأبواب طواعية وعن طيب خاطر ، وإنعزلوا عن هذا الواقع البغيض ، رغم مالديهم من خبرات ، وما يتمتعون به من رؤيه قد تنقل البلاد لمنطقه جديده رائعه ، فتصدر المشهد خاصة فى ريفنا الحبيب الباحثين عن مجد زائف ، والراغبين فى تحقيق مكسب رخيص ، وكالعاده المواطن هو الضحيه لأنه فقد المردود الذى كان فى السابق يجعله يعيش حياه كريمه ، وتلاشى من واقعه أصحاب الخبرات الذين لم يجدوا من يسمح لهم بأى دور مجتمعى أو حتى وظيفى فتقزم الأداء وتهاوى العطاء .
المأساه .. أن كثر من المنوط بهم تحمل المسئوليه ، وإتخاذ القرار ، إنتابهم الضعف ، وفقدوا القدره على تحمل تلك المسئوليه ، لذا بات المردود من أى عمل يستلزم إختيار من يتولى شئونه ، مرتبط بقيمة العائد منه ، ففقد العمل قيمته بعد أن أصبح عدم الجوده منطلق حقيقى يلمسه كل الناس ويدركونه فى معترك الحياه وهذا أمر جلل ، لذا لابد وأن يتم تناوله بصدق وشفافيه ، لعل الله يسخر لهذا الوطن الغالى مسئولين وطنيبن كرام ماأكثرهم ، ينتبهوا لذلك ، وينطلقوا من مضامين مايتم طرحه فى هذا الشأن لتحقيق تقدم حقيقى بعيدا عن الطرح الإعلامى المزيف الذى بات أحد أبرز المنطلقات الحقيقيه للمرحله .
شاء القدر أن أدرك البعض من المتميزين فى مجالات عديده كشف عنها مؤخرا مايتم من تطوير بشارع عمر زعفان ببلدتى بسيون ، حيث أسعدنى هذا العطاء الغير مسبوق الذى عايشته عن قرب مع أداء الشركه المنفذه لتطوير الشارع المحورى حيث رأيت بعينى رأسى ، وأدركت بيقينى هذا القدر الكبير من الأداء الفنى في عملية الإعداد للرصف والذى يتم بدقه شديده ، وكذلك تغطية الجزء المتبقى من المجرى المائى ، والذى يتولاه مهندسين يمثلون أجيالا متعاقبه ، وعمال على مستوى رفيع فى الأداء ، هؤلاء لاأعرفهم شخصيا ، اللهم إلا إدراكا فى موقع العمل ، ولاأعرف حتى إسم الشركه التابعين لها لكننى رصدت عطائهم المحترم الذى يريح النفس ويبث فيها الطمأنينه بأن الله تعالى سيرسل لنا من يعيدوا إلينا الثقه في قدرة المصريين على الإبداع ، تلك النوعيه من البشر يتعين أن ينالوا التقدير الواجب ، والعون الشديد ، وسحق كل من يعرقل مسيرتهم من الصغار فى دولاب العمل الإدارى ، يضاف إلى ذلك هذا التناغم فى الأداء الذى أحدثه العطاء المتزن للمحافظ اللواء أشرف الجندى ، ونائبه النشيط الدكتور محمود عيسى ، والذى أدركته في النهج الرائع لشركة مياه الشرب والصرف الصحى من أداء المهندس عمرو شاهين وفريق عمله حتى الدكتور مهندس حمدى شطا رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب مرورا بالمهندس حمدى دويدار مدير فرع بسيون ، الذين أبدعوا في ضبط خطوط مياه الشرب والصرف الصحى ، والمهندس تامر الديب مدير شبكة كهرباء بسيون الذى يواجه الأزمات في لحظات ويقضى عليها ، ويبذل الآن ومعاونيه جهدا كبيرا في نقل محول الكهرباء الضخم من وسط شارع عمر زعفان لمكان جانبي .
خلاصة القول .. أصبحنا فى حاجه للتعاون والتلاحم ، ودعم أصحاب الخبرات بدولاب العمل الإدارى حتى الراحلين منهم إلى رحاب رب العالمين سبحانه ، وذلك من خلال رصد ماكانوا يصدرونه من قرارات تتعلق بالأزمات ، والشائك من الموضوعات ، للإستفاده منها ، والسير على نهج من تبقى منهم من الجيل القديم لإنقاذ مايمكن إنقاذه ، لعل ذلك يساهم في إعداد خبرات من الأجيال الحديثه بدولاب العمل الإدارى ، يكونوا على نفس القدر من الخبره والرؤيه والإحترام .. نحن فى حاجه إلى مسئولين واعين لايعبث بهم الموظفين لضعفهم وإنعدام خبرتهم .. نحن كأبناء هذا الوطن الغالى نتمسك بحتمية أن يكون هناك دور حقيقى لأبنائها الكرام ، الفخر والعزه والشرف ، نحن في حاجه إلى عمق تفكيرهم ، ورجاحة عقلهم ، ونهجهم الوطنى لأنهم الأمل الوحيد في إحداث تطور حقيقى وردع المتنطعين بالمحليات والتأكيد على متخذى القرار وراسمى السياسات أن يجعلوا ذلك واقعا في حياتنا .