نعــم نستطيع تجاوز أزماتنا والحفاظ على وطننا الغالى ، وبناء ثقة حقيقيه بين كل مكوناته ، تلك الغايه النبيله أراها واجبا وطنيا ودينيا ، لذا يتعين أن يبتغيها كل مواطن مصري وطنى شريف يحب وطنه ، ويتمنى له الخروج من حالة اللامعقول ، واللامفهوم التي سيطرت على حياتنا ، والحفاظ على وطننا الغالى بكل ما يملك ، لأن الحفاظ عليه هو حفاظ على الكيان ، لكن هذا لن يتأتى إلا بتحديد مواطن الخلل بصدق ، واليقين أنه لاخروج من الأزمات إلا بالصراحه والوضوح ، وطرح الحقائق بشفافيه مطلقه بعيدا عن الشعارات ومصمصة الشفاه ، وكذلك تناول نماذج صارخه نتعايش معها جميعا لتتضح الرؤيه ، ويدرك الجميع أبعاد الأزمه التي يتعين أن ينالها التصويب ، بعيدا عن الشعارات والمعسول من الكلمات ، يبقى أنه مخطأ من يظن أو يعتقد أو يتوهم أنه بسقوط الوطن الحبيب وتنحية قادته وسحق رموزه والتجاوز بحق الكبار فيه تتحقق السعاده ، ويشعر الناس بالأمان .
نعــم .. هناك من يدفعون بالوطن الغالى دفعا إلى تلك الحاله التي نحن عليها ، من فرض التقزم ، والتعايش مع السخافات ، وترسيخ أن الشعب من الرعاع ، لذا المسموح لهم بكل شيىء وأى شيىء هم البهوات ، وأبناء البهوات ، وأحفاد البهوات ، وأقارب البهوات ، وجيرانهم وحوارييهم ، إما جهاله من الذين يتبنون ذلك ، أو مخطط مرسوم يستخدم فيه هؤلاء بحسن نيه تحت دعاوى براقه خادعه ، لذا بات من الطبيعى أن نجد من يفتقدون للخبره ، والتافهين من الشباب يتصدرون المشهد المجتمعى تحت دعاوى براقه ، ويكون من الطبيعى أيضا أن ينتشر الرقص الماجن فى حفلات التخرج بالجامعات تحت رعاية الإداره ، وأعضاء هيئة التدريس ، وإنتاج محتوى إعلامى يدعو للفجور ، ورعاية حفلات المجون بالمصايف والتى لايحضرها إلا البهوات ، وحوارييهم ، والتى وصلت تذكرة الدخول فيها حد أدنى ثلاثون ألف جنيه فى بلد يعانى شعبه من الفقر والجوع والمرض ، وتعجز فيه وزارة الصحه عن توفير الأنسولين لمرضى السكر ، لذا قولا واحد كيف تتحقق سعاده للبشر ، أو يتعمق الإنتماء بصدق ، وهؤلاء المشاركين في هذا المجون هم أقل القليل من النصف فى المائه من الشعب الذين يعيشون فى رغد من العيش بطريقه أو بأخرى ، والــ 99.0% هم عموم الناس فى وطننا الغالى الذين يعانون ويتكبدون العيش .
تبقى الحقيقه اليقينيه التي مؤداها سخافة الترويج لهؤلاء الذين يملكون الآلاف ثمن تذكرة حضور الحفل لتصدير أن الشعب مبسوط وسعيد وغنى فى تجاهل أن هناك من يحصل على معاش تكافل وكرامه 400 جنيه ثمن علبة دواء ، وآخرين من الموظفين يتقاضون معاش أقل من ألفين جنيه بعد مدة خدمه تجاوزت الــ 35 عاما ، ولايجد أحدا فيهم مكانا لإبنه أو إبنته للعلاج فى مستشفى 57357 رغم ضخامة التبرعات التى تحصل عليها ، تأثرا بذلك كثيرا مايعترينا الإنهزام ، ويخيم علينا الهزال ، ونفقد القدرة على الإبداع ، ومسايرة التطور حتى فى المجالات الرياضيه ، وليس أدل على ذلك من تحقيق صفر فى أولمبياد باريس قبل أيام ، رغم إنفاق أكثر من مليار جنيه على إعداد الفرق المشاركه فى الألمبياد ، والتى توجت بخسارتنا مع الرأفه 6 صفر من المغرب فى كرة القدم . بل إن مزج السياسه بالرياضه أخذ منحنى بغيض حيث وجدنا نائبه بالبرلمان من الشباب سموها على سبيل السخريه ” البنت الفلتة ” أخفقت إخفاقا غير مسبوق حيث حصلت على صفر بإمتياز فى الألمبياد فى لعبة الرمايه ، ولاأعرف ولايعرف كثر مثلى متى وكيف تم إعداد سيادة النائبه للمونديال ، هل داخل البرلمان أم خارجه!! .
بوضوح شديد طبيعى أن نختلف ونتصارع في الحياه ، شريطة أن يكون الإختلاف للصالح العام ، والتصارع من أجل ترسيخ الحقيقه وتحقيق التطور ، وليس عبر تنامى تلك الحاله من عشق الأنا ، وعبادة الذات التي باتت سمه رئيسيه بين قيادات داخل قطاعات كثيره لها علاقة بتقديم خدمة للمواطن ، وكذلك بين قيادات كل قطاع مع قيادات قطاعات أخرى ، حتى تحول المجتمع إلى كيانات جميعها يبدع فى قهر بعضهم بعضا ، بغية أن يقول كل منهم أنا السيد ، أنا موجود ، أنا صاحب القرار ، أنا لايعلى على ماأريده ، أنا تابع للجهة الفلانيه التي كعبها عالى على العاملين بأى جهة إداريه أخرى ، دون إدراك أنهم جميع يأخذوننا بهذا النهج وقد يكون دون درايه منهم إلى الهاويه ، أدركت ذلك من خلال تجربه شخصيه مع مسئولي قطاعات تابعين للماليه بالغربيه ، وقيادات بتمريض مستشفيات تابعين لمديرية الصحه بالغربيه وكذلك قيادات بالصحه نفسها ، الأمر الذى إستقر معه اليقين أن كل منتمى لتلك الفئات يحاول إثبات أنه يعلو شأنا وقدرا على الفئات التى تنتمى لكيانات أخرى ملوحا بالقانون الذى منحه بعض الصلاحيات في تخصصه فإستخدمها في القهر والكيد لقطاعات أخرى كثيره يرتبط بهم وظيفيا ، وهكذا كل قطاع مع الآخر ، النتيجه بالقطع مأساويه وكارثيه وتدفع إلى مزيدا من الإحتقان والإخفاق ، فكان من الطبيعى أن يتم سحق الحقيقه ، من أجل ذلك يتعين أن نوقف وفورا الهزل الذى ندركه جميعا يقينا بين كل تلك الجهات ، وهذا الإحتراب بين كل فئه تنتمى لكيان وظيفى منوط به مسئوليات محدده ، ومهمات تتفق مع تخصصاتها ، مع فئات أخرى لها إرتباط وظيفى معهم ، ووقف تلك النزعه العدوانيه التى سيطرت على سلوك الجميع ، هذا إذا أردنا تعميق الإنتماء ، وصالح المواطن ، والنهوض بالوطن الغالى .