أصل سيدنا النبي مَالوش زَيّ.. كتاب جديد للشيخ الدكتور مجدي عاشور
بقلم/ عبد الرحمن هاشم
رئيس التحرير التنفيذي
“أصل سيدنا النبي ما لوش زي”.. كتاب جديد يضاف للمكتبة العربية ويحتل المكانة الرفيعة بين الكتب، لأنه يتكلم عن أشرف مخلوق وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي جاء لينفع الله به العالمين.
ونفعه صلى الله عليه وآله وسلم ـ كما يقول مؤلفه الدكتور مجدي عاشور المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهوريةـ لا يقتصر على أمور الآخرة وحدها، بل وعلى أمور الدنيا؛ إذ لا قوام للدنيا إلا بملء روح الإنسان وربطه بالله، ولا يتأتى هذا الربط إلا من خلال الإرشاد وأخذ يد المرء في طريق الهداية، كما قال سبحانه وتعالى: (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم) الشورى: 52.
كل ذلك حتى يكون الإنسان عبدًا لله حقًا اعتقادًا وسلوكًا، بما يبني الإنسان ويوطد علاقته بأخيه من بني آدم فضلًا عن أبناء جلدته ووطنه وملته؛ لتتكامل منظومة القيم والأخلاق التي جاء بها هذا النبي العظيم صلى الله عليه وسلم، وكما قال: “إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق” [رواه أحمد] أو “مكارم الأخلاق” [رواه البيهقي].
وحتى نبين لأنفسنا وللعالمين أن مقولة : “أصل سيدنا النبي مالوش زي” هي حقيقة ومبدأ وقاعدة ومنطلق وفلسفة، وفي ذات الوقت غاية نريد أن نكتشفها ونقف عليها.
ومعنى “مالوش زي”؛ أي: لا مثيل له في كل المخلوقات، خاصة في نوره ورحمته وحبه وإنسانيته.
والكتاب بما يحتويه يُوجه شبابنا وكل أبناء منطقتنا إلى “القدوة الحقيقية” حينما يفتقدون القدوة في أي موطن تطؤه أقدامهم، أو أي زمان يعيشون فيه.
وبالمعنى الأوضح: أن يكون في بيت كلِّ منا “نبي مقيم” يلدله على الطريق الصحيح، ويريحه حين الألم، ويربت على كتفيه عندما يظهر به الوجع؛ يعني يجده صلى الله عليه وآله وسلم عند فقدان الغريب والقريب؛ لأنه هو القريب والحبيب والطبيب؛ إذ ليس طبيبك الذي يعطيك الدواء، ولكن طبيبك هو الذي دوائه يكون الشفاء، وليس ذلك إلا عند سيد الرسل والأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم.
وهذا الإصدار هو الإصدار الثاني أو الطبعة الثانية من كتاب “أصل سيدنا النبي مالوش زي”، وقد جاء متمما لما بدأه مؤلفه في الإصدار الأول، في بيان مواطن القدوة فيي كل شئوننا، وكيف نتعامل مع النعمة الكبيرة التي حبانا إياها ربنا تبارك وتعالى، ولنستفيد بكل استطاعتنا بذلك النور الممدود الذي لا يتوقف عطاؤه عند مجال أو موقف أو حدود، بل هو ممتد من الدنيا بالارشاد والإمداد، إلى عالم الآخرة بالشفاعة والإسعاد، حتى الجنة إن شاء الله.
وقد كان الإصدار الأول يشمل عدد ( 114 ) من تلك الخواطر، وكان ذلك تيمنا بعدد سور القرآن الكريم، حتى نتكلم عن سيدنا محمد النور صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال الله فيه: (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين) [المائدة:15] ببركة القرآن النور؛ حيث قال عز وجل: (فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون) [ الأعراف 157].
ثم أتى هذا الإصدار الثاني ليشمل ما سبق في الإصدار الأول ويزيد عليه ليصل عدد تلك الخواطر إلى (313) خاطرة، تيمنا بعدد أصحاب أهل بدر رضي الله عنهم، وهم أهل الفتوة والثبات، وأهل الحفاظ على الأرض والعرض والعقيدة، بل على دولتهم التي أسسها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة المنورة. وقد آثر الدكتور مجدي عاشور ذلك عسى أن يحشر الله قراء هذا الكتاب في معية أهل بدر حيث قال فيهم نبينا : “لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرتُ لكم” [متفق عليه].
فهم أهل شفاعة ولهم دولة يوم القيامة، لعلنا نكون معهم في ظل شفاعة صاحب الشفاعة الكبرى صلى الله عليه وآله وسلم.
وحبيبنا المصطفى يحبنا ويشتاق لرؤيتنا كما أننا نتشوف إلى رؤيته، وقد أخبر أصحابه الكرام عنا بذلك، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: “وددت أنَّا قد رأينا إخواننا”. فقال الصحابة: أولسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: “أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد” [رواه مسلم].