يقينا .. الصحافه الحره هى ضمير الوطن ، ويعبر بصدق كل المنتمين لها عن أحوال العباد ، لذا كانت صوت الشعب ، وإنعكاسا لضرورة حياتيه تنطلق من طرح الحقائق ، وتوضيح القضايا ، وتبصير الناس بما غفلوا عنه ، ولإدراك أهميتها الحياتيه يتعين أن ننتبه لما طال كثيرا من المسئولين من ظلم رغم آدائهم الرائع ولعل مرجع ذلك أنه لايعرف بهذا الأداء أحد لإبتعادهم عن الصحافه ، لذا مخطأ من المسئولين من لايتناغم معها ، أو يظن أنها نافذه لنفاقه ، لذا فإن تكبيلها بالأغلال والقضاء على مساحة الحريه المتاحه لها مردوده كارثى على كل الأوطان ، هكذا أدركت إنطلاقا من واقع حقيقى ، وترسخ لدى من أساتذتى الأجلاء العظماء قبل أربعين عاما مضت يوم وطأت قدماى بلاط صاحبة الجلاله الصحافه ، عايشت خلالهم أجيالا متعاقبه من الصحفيين ، ورصدت وقائع كثيره ، وأبهجنى ثبات بعض الزملاء ، وأحزننى إخفاق البعض الآخر وسيرهم في دروب النفاق ، رغم أن هذا طبيعى لأن الصحفيين هم شريحه من المجتمع الأمر الذى معه يكون من الطبيعى أن فيهم الصالح والطالح ، لكن نظرا لقداسة المهنه ، وسموها يمثل خطأ من فيها خطيئه .
زاحمتنى كل تلك المعانى النبيله ، والثوابت الراسخه حيث جمعنى لقاء بالأخ والزميل العزيز الكاتب الصحفى الكبير النائب أسامه شرشر رئيس تحرير جريدة النهار المستقله ومؤسسها ، ولعل كلانا تشرف بعضوية البرلمان بعيدا عن حزب السلطه حيث كان نائبا مستقلا وكنت نائبا وفديا ، واجهت رموز بالحزب الوطنى ، وواجه هو كبيرهم المهندس أحمد فى دائره إنتخابيه واحده ، وقفت تحت قبة البرلمان أطرح قضايا الأمه من خلال عضويتى بالبرلمان العربى الأفريقي ممثلا للبرلمان المصرى ، ووقف هو ذات يوم يطالب من علي منبر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في المقر الأوربي في جنيف بضرورة وحتمية وقف الهجمات البربرية الإسرائيلية علي قطاع غزة وتقديم مجرمي الحرب نيتنياهو وبن غفير إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة إرتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية .
أسامه شرشر قيمة صحفيه رفيعه ترسخ ذلك في الوجدان حيث ينحاز دائما للحقيقه ، ويتمسك بالحق ، ويرفض الظلم ، ويعبر بصدق بقلمه عن المواطن المصرى وكذلك كان نهجه تحت قبة البرلمان ، وإستطاع أن يقدم مبدعين شباب من الصحفيين إنطلاقا من جريدة النهار في تجربه صحفيه فريده بحق بعد أن رحل عظماء من رواد مهنة الصحافه ، وإنزوى أصحاب الأقلام الشريفه والنظيفه في ركن ركين حفاظا على ثوابتهم المهنيه والأخلاقيه من أن يطالها العبث ، أو تتأثر بتعاظم الهزل الحادث في المجتمع ، وهذا الخبل الذى بات نمط سلوك عند كثر ، وأصبحت الصحافه مهنة من لامهنة له ، دون ردع ، وكأن هناك من يريد ترسيخ هذا الهزل واقعا في حياتنا لتهميش دور الصحافه وإدخالها بيت الطاعه ، وجعلها خادمة في بلاط السلاطين ، لكنهم لايدركون أن هناك أصحاب أقلام شريفه سيظلوا حائط صد محافظين على مهنة الصحافه .
أتصور أن ترسيخ تلك الثوابت من الواجبات حفاظا على تماسك المجتمع ، وطرح القامات الصحفيه ومواقف أصحاب الأقلام ضرورة حتميه لتستقر الطمأنينه في النفوس أن الدنيا بخير ، وأن هذا الوطن الغالى لن ينعدم فيه الرجال ، في كافة المجالات ، وسيظل المصرى تاجا ونبراسا ، ومايقدمه من عطاء منطلقا للسعاده ، وستظل الصحافه رمانة الميزان بالمجتمع ، وسيظل حملة الأقلام مصدر إلهام لأجيال من الشباب ، يبقى أن نتماسك ليظل وطننا الغالى ومصرنا الحبيبه في ضمير وكيان كل المصريين .