لاشك أن حياه كريمه أكبر مشروع تنموى فى تاريخ مصر ، وأكثره إنسانيه ، وهو مبادرة رئاسيه أطلقها الرئيس تحولت لمشروع قومى هدفه أن تصل التنميه لأكثر من نصف سكان مصر ، لذا كانت فكرته فكره عبقريه جاءت لتنصف القرى بعد طول تهميش ، وتيسر أمور ساكنيها بعد طول معاناه ، وتحدث حاله من التناغم فى تلبية إحتياجات المواطنين ، وهذا أمر مقدر ومطلوب ، ويعمل على ترسيخ الإنتماء ، واليقين بأن الدوله تضم الجميع من بالقرى ، ومن بالنجوع ، ومن بالعزب ، جنبا إلى جنب مع من بالمدن ، وتعمل على تحقيق حياه كريمه لهم ، وأن الحكومه ترعى مصالح كل المواطنين بتلك كما يحدث بالنسبه لساكنى المدن من المصريين وهذا توجه رائع ومحمود .
رغم كل تلك الغايات النبيله ، والعطاء الكبير ، إلا أننى أصبحت أخشى على هذه التجربه الرائعه من الإنهيار ، نظرا لما يحيطها من غموض فرضه القائمين عليها إنطلاقا من محافظة الغربيه ، مقرونا بفرض حظر من الإقتراب لمعرفة أي تفاصيل بالقطع ستكون مبهجه حتى يكاد يستقر اليقين بأن هناك حاجه غلط تتعلق بالمنظومه ، والنهج ، والأداء إنطلاقا من الغربيه ، يتم التغطيه عليها وستكشفها الأيام إن ٱجلا او عاجلا ، يؤكد ذلك أنه في الوقت الذى معه تؤكد الدوله على حرية الصحافه ، وضرورة دعم المصداقيه خاصة في ظل القنوات المفتوحه وشبكة التواصل الإجتماعى ” الفيس بوك ” التي جعلت أي أحد يكتب مايشاء حتى ولو أكاذيب ، نجد هذا الإصرار الغريب والعجيب من القائمين عليها بعدم إقتراب الصحافه والإعلام من إجتماعاتهم ، أو رصد أعمالهم ، وفرض حظر على الصحفيين أن يحضروا فعالياتهم ، وكأنهم يفعلون مايجعلهم يرتابوا فيخشون أن يكشفه الصحفيين ، وذلك في سابقه تاريخيه أن نفر من حديثى السن لاخبره لهم يحاولون أن يعمقوا الإحساس بتهميش الصحافه والإعلام ، وتصدير لعموم البسطاء من أهالى القرى والنجوع والكفور والعزب أن الصحفيين والإعلاميين يتبعهم الغاوون لذا فهم فئه غير مرغوب فيها ، إستثناءا يمكن السماح لزميل أو زميلين من الصحفيين والإعلاميين وهم محل إحترام وتقدير أن يقتربوا منهم بشخوصهم وليس بحكم مواقعهم الصحفيه ، وذلك من خلال التعاقد معهم متطوعين ، خداعا لمن يرتاب في أمرهم أن معهم زملاء صحفيين ، وهذا خلل طال المنهج ، ونظره باتت بغيضه ، وتصرفات هي لاشك صغيره تعكس إنحدارا في الفهم ، وتدنيا في الرؤيه .
أزعجنى كثيرا ماترسخ فى يقينى تأثرا بتصرفات القائمين على حياه كريمه بمحافظة الغربيه من أنهم كأشخاص يتفضلون على أهالينا بالقرى بما يتم من نقله حضاريه ، وكأنهم يفعلون ذلك من جيوبهم ، وينفقون عليها من أموالهم الخاصه ، وليست من أموال الدوله المصريه ، حاضنة كل أبناء الشعب ، كما إزدادت لديهم نبرة الأنا ، وعشق الذات ، وباتوا يتعاملون مع المسئولين على كافة المستويات بأنهم من يعطى التعليمات ، ويصدر التوجيهات كما يحدث أيضا في الغربيه ، بل إنهم باتوا يمثلون ضغطا على المسئولين ، ويفرضون أنفسهم في اللقاءات وذلك بترويج أن قادتهم بالقاهره ناس ” تقال ” وهذا أمر محمود عندما يصب في إنجاز المهام وليس إنطلاقا من تلك المنظره التي تبحث عن عشقا للذات ، ودون إدراك أنه تقديرا لحياه كريمه النابع فكرتها من الرئاسة أصبح الجميع يقدرونهم على أساس أنهم القائمين عليها ، لكن هؤلاء القائمين عليها فهموا خطأ هذا التقدير على أنهم أسيادا على المصريين في القلب منهم المسئولين ، وتعدى البعض حدوده وباتوا يعطون التعليمات ، ويصدرون التوجيهات ، ويتاجرون بالكبار حتى في الأحاديث مع أهالينا البسطاء بالقرى والنجوع والكفور والعزب ، وللأسف حاولوا جعل هذا النهج منطلقا للتعامل مع الزملاء الصحفيين الرافضين لطريقة تعاملهم دون إدراك منهم أن هؤلاء الزملاء الصحفيين على علاقة طيبه بأصحاب القرار بالقاهره هؤلاء الذين يعنونهم ، ويدركون أنهم لايقبلون على الإطلاق إنطلاقا من تاريخهم المشرف ، وعطائهم الرائع للوطن ، أن يكون منطلق طرحهم على الناس بهذه الصوره المخيفه .
خلاصة القول .. لعله جرس إنذار لينتبه القائمين على أي أمر خدمى إلى أهمية أن يكونوا جزءا من الناس ، واليقين بأنهم خداما لهم ، وضرورة ضبط فكرهم فيما يتعلق بدور الصحافه والإعلام في المجتمع كما هو مستقر تاريخيا ، وكما هو ثابت ثبوت اليقين فيما يتعلق بأنها محور إرتكاز لتوضيح المفاهيم ، والتصدى للأكاذيب التي تعصف بأى إنجاز ، وتخلق حالة من الإرتياب ، وأن كثر من المسئولين ظلموا ونعتوا بالتقصير رغم ماقدموه للوطن من خدمات جليله لأنهم كانوا في معزل عن الصحافه والإعلام فلم يدرك الناس ذلك ونالتهم أكاذيب المغرضين ، فطرح الحقيقه لايتفضل بها على الزملاء الصحفيين هؤلاء القائمين على حياه كريمه بالغربيه لأن تلك رسالتهم ، وهذا دورهم المقرر بالقانون والدستور ، وأرى من الأهمية على القائمين على حياه كريمه بالقاهره أن ينتبهوا لخطورة ماطرحت حفاظا على ماحققوه من مكتسبات رائعه للشعب نالوا عليها كل الإحترام ، وأهمية أن يجعلوا تواضعهم منطلقا لكل من يعمل في إطار تلك المنظومه بالمحافظات في القلب منهم الغربيه ، وأهمية العمل في النور ، وفى وضح النهار ، لسد الطريق أمام أي مزاعم مغرضه .