كتبت: أية عباس
يسابق الدبلوماسيون الغربيون الزمن لاحتواء التوتر المتصاعد بعد عمليات اغتيال استهدفت قيادات بارزة في حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني.
وفي هذا السياق، سلطت صحيفة “فاينانشال تايمز” الضوء على الجهود الدبلوماسية المكثفة وردود الفعل الإقليمية والدولية على هذه التطورات الخطيرة.
الاغتيالات تشعل الأزمة
في تصعيد خطير للأوضاع في المنطقة، شهدت الأيام الأخيرة عمليتي اغتيال استهدفتا قيادات بارزة في حركتي حماس وحزب الله، ففي طهران، تم اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في عملية نُسبت إلى الاحتلال، وفي بيروت، قُتل فؤاد شكر، أحد كبار قادة حزب الله، في غارة إسرائيلية.
وأدت هذه العمليات إلى تصاعد حدة التوتر في المنطقة، مع تعهد كل من إيران وحزب الله بالانتقام، حسبما أفادت صحيفة فاينانشال تايمز.
جهود دبلوماسية مكثفة
في محاولة لمنع اندلاع حرب إقليمية شاملة، تكثفت الجهود الدبلوماسية الأمريكية والأوروبية في أنحاء الشرق الأوسط، إذ ذكرت الصحيفة البريطانية أن إنريكي مورا، أحد كبار الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، كان يجري محادثات حاسمة مع مسؤولين في العاصمة الإيرانية أمس الأربعاء، وفي الوقت نفسه، كان بريت ماكجورك، كبير مسؤولي البيت الأبيض في الشرق الأوسط، يعقد مباحثات في السعودية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المحادثات تركزت على إقناع طهران إما بعدم الرد أو القيام بعمل رمزي فقط، خاصة بعد أن أبلغ دبلوماسيون إسرائيليون نظراءهم الغربيين أن جيشهم لا يخطط لمزيد من العمليات.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي قوله: “الجميع منذ الليلة الماضية يضغطون على طهران لعدم الرد واحتواء هذا الأمر.”
الموقف الأمريكي
أفادت “فاينانشال تايمز” أن إدارة بايدن عقدت مشاورات عاجلة مع إسرائيل وحلفاء وشركاء آخرين لهم نفوذ على إيران في محاولة لمنع الانزلاق نحو صراع أوسع.
وتحدث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، مع نظيريه الأردني والقطري، بينما تحدث وزير الدفاع لويد أوستن مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت.
وحاول البيت الأبيض التقليل من احتمالية نشوب حرب شاملة، إذ صرح جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي: “لا نعتقد أن التصعيد أمر حتمي ولا توجد علامات على أن التصعيد وشيك”.
ومع ذلك، أقر مسؤولون أمريكيون في أحاديث خاصة بأن اللحظة الراهنة هي من أكثر اللحظات حساسية منذ 7 أكتوبر.
وقف إطلاق النار
أشارت “فاينانشال تايمز” إلى أن اغتيال “هنية” قد يعقد الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتأمين إطلاق سراح المحتجزين (الإسرائيليين).
وقال السيناتور بن كاردين، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي: “كان هنية أحد كبار المفاوضين، وهذا يجعل الأمور أكثر تحديًا الآن فيما يتعلق بمفاوضات المحتجزين، ويجعل الوضع الساخن أكثر سخونة”.
مستقبل غامض
في ختام تقريرها، نقلت الصحيفة البريطانية عن جوناثان بانيكوف، وهو مسؤول استخباراتي سابق رفيع المستوى، قوله إن “قدرة واشنطن على تشكيل الأحداث من المرجح أن تكون محدودة للغاية”.
وأضاف أن “ردود فعل إيران وحزب الله وحماس على مقتل شكر وهنية ستحدد احتمالية نشوب حرب إقليمية أو العودة إلى هجمات متبادلة.”