يقينا .. يكتب القلم إنطلاقا من مصداقية ومعايشة لأحوال العباد ، لذا تكون الكلمات تجسيدا لواقع حقيقى بلازيف ، أو تجميل ، أو تهوين ، وكذلك أو تهويل ، بالمجمل يعكس بما يكتبه واقعا أتعايشه بصدق ، كان من نتيجة ذلك أن تم كشف النقاب عن أمور كثيره مسكوت عنها تحدث بالمجتمع ، باتت تهدر قيمته ، وتهدد مكنونات وجوده ، وتجعل كل إنسان ينتابه القلق على مستقبل الأجيال القادمه ، خاصة عندما يكون التناول له علاقة برصد إنعداما للقيم ، وتلاشيا للأخلاق ، وفقدانا للإحترام ، وكذلك تعظيما للنصب ، والتحايل ، والبلطجه ، والكذب ، والخداع ، والتضليل ، تلك الموروثات البغيضه التي طالت حتى البيئات التى كنا نفخر بثوابتها ومالديهم من قيم موروثه جيلا بعد جيل .
دائما كان الصعيد مصدرا للفخر ومازال بفضل الله رغم ماتعرض له من تهميش ، نفس الأمر بالنسبه للمناطق القبليه والحدوديه خاصة مطروح رغم مالحق ببيئاتها من عبث ، يكاد يسحق تاريخا عظيما سطره الأجداد ، رسخ تلك القناعه الطيبه من عايشتهم بالبرلمان من نواب ينتمون إلى تلك البيئات ، وأشهد الله أنهم كانوا كراما أعزاء فضلاء ، لذا كان من الطبيعى أن يكون هؤلاء الزملاء النواب تجسيدا حقيقيا لقيم وأخلاقيات عظيمه لأنهم خرجوا من رحم تلك البيئات العريقه ، لذا كثيرا ماكنت أتناغم معهم ، حتى فى نمط معيشتهم ، والتعايش مع سلوكهم ، نظرا لأننى تربيت على تقاليد عائليه لها عمق تاريخى جسدته عائلتى ، ولأن الكمال لله وحده ، وأننا في مجتمع بشرى ، طال تلك البيئات القبليه الحدوديه تغييرا مؤلما بحق ، زلزل كيان ثوابت من ينتمى لبعض تلك البيئات ، وهذا مؤشر خطر يتعين إحداث تغيير له خاصة بعد أن أصبح لهم قانونهم الخاص ، وأعرافهم ، وتقاليدهم التى يتقزم أمامها القانون نفسه ، وحتى الدستور ، بل ويعجز عن الإقتراب منها أعتى جهاز رقابى وأعظم من بالأجهزه الأمنيه .
لاشك أن مايحدث بمطروح زلزل الكيان ، وأذهل الوجدان ، وبقدر المحبه لهم كيانا وأشخاص بقدر الإنزعاج مما طال تلك البيئة من إنحدار ، تأثرا بما تعرضت له من زلزال أثر سلبا على ثوابت وقيم كانت مصدر فخر لأجيال متعاقبه ، لعل مرجع ذلك ماأدركته عن قرب من أن النصب والخداع والتضليل باتوا نهجا لبعض المنتسبين لمجتمع مطروح ، إنطلاقا من الذين يطلقون عليهم ” عرباويه ” ومأساة مايسمى ” بالغفره ” وهى إتاوة يفرضها هؤلاء العرباويه على أصحاب الأراضى والشاليهات من غير أبناء المنطقه ، وبمقتضاها يحصلون على أموال بالسلاح بعد فرص قانونهم على الدوله ، وذلك بعد تقسيم كل مطروح بينهم كأماكن تخضع لولايتهم وقانونهم رسخ ذلك حكايات وروايات يشيب لها الولدان أدركتها قدرا تأثرا بواقعة نصب يرجع تاريخها لسنوات طويله وحتى اليوم حيث إشترى أحد الكرام من بلدتى بسيون مساحه من الأرض بمطروح ثم توفى فإذا بورثته يعيشون تجربه بشعه مع فنون النصب والإحتيال والسطو المسلح حيث يسلمهم عرباوى لعرباوى بعد أن يحصل على أموال بالخديعه يتعاظم ذلك أن قطعة الأرض تم بيعها وبعقود لأكثر من شخص وبات على كل منهم أن يقوم بتأجير بلطجيه من العرباويه أيضا هؤلاء البلطجيه قد يحصلون على أموال من كل أطراف النزاع ويتقاسمونها مع النصاب الأصلى الذى من العرباويه أيضا المفاجأه أن جميع الأجهزه تعرف أكثر من ذلك ويفيض ومع ذلك لاحراك لأن من يخدم بالمنطقه يقضى مده زمنيه يريد أن تمر على خير ليرجع لموطنه الأصلى بسلام وأمان لذا بات متفرجا على إهدار قيمة الدوله وتقزيم الوطن بهذه الصوره البشعه .
لعلها فرصه أنبه فيها لعمليات النصب التى تستخدم فيها أراضى مطروح تجسيدا لقانون دولة مطروح الذى يفرضه البلطجيه ، ومن يطلقون على أنفسهم العرباويه ومعاونيهم على كل أجهزة الدوله ، وجعل مايسمى ” غفره ” حق وواجب وإلا سيحدث مالايحمد عقباه .. يبقى من الأهميه أن يكون ماطرحته محل نظر الأجهزه وإلا سنجد قانون دولة البزرميط التي كانت في سالف العصر والأوان هو السائد ، وسنترحم على زمن مضى ، وتاريخ كان فخرا وأمه كانت ملاذا .. أضع مازلزل كيانى وسمعته أذناى أمام كل من هو صاحب قرار بالأجهزه لأنه ملف خطير يفرض عليهم الواجب الوطنى ، ومسئولياتهم الوظيفيه أن يتفاعلوا معه قبل أن نجد من الطبيعى تلاشى كل شيىء ، وإنهيار كل القيم وإنحدار كل الثوابت الحياتيه بعد الإحتكام لشريعة الغاب ، تأثرا بمن يحاولون أن تكون البلطجه أقوى من الدوله وأجهزتها وسلاما على مصر وألف تحيه .
