أصبحت كل الوقت أضرب كفا بكف تندرا وحزنا على ماأتعايشه يوميا .. غلاء الأسعار يقهر إرادة كل الأسر ، أسعار السلع والخدمات باتت سداح مداح ، وترتفع كل يوم جهارا نهارا وعلى رؤوس الأشهاد ، دون أن يتفاعل لردع من ورائها أى جهاز رقابى رغم أنه ماأكثرهم ، والمواطن يصرخ لكن لايشعر بصراخه إلا أمثاله من ساكنى القرى ، والعزب ، والعشوائيات ، وماأكثرهم ، والمرتبات سحقها منظومة الغلاء وبات المرتب بالكاد يشترى جيراما من الذهب ونصف ، بالمجمل المواطن بات يكتوى بنار غلاء الأسعار .
كان من نتيجة ذلك أن تبدلت أحوال الناس ، فالوجوه باتت عابسه ، والحياه إتسمت بالصعوبه ، والمعاناه تتزايد وتتعاظم ، والتطاحن والتشاحن بات من الأمور الطبيعيه ، والصراعات داخل الأسر تتنامى وتتعاظم ، والنفور بين الناس تتعالى وتيرته ، الأمر الذى معه أصبحت طوال اليوم أبحث عن البسمه على وجوه الناس ، أستحضر الفرحه فى مجريات الحياه ، أتواصل مع الأحباب أملا فى أن ينتزعونى من نفسى التى بين جنبى إلى حيث الراحه والسعاده .
واكب ذلك كله حالة من الجموح فى الرأى ، والتناطح فى العرض ، ومحاولة فرض الرأى بالقوه عبر مفردات لاتصب على الإطلاق فى رؤيه محترمه تكون أحد منطلقات بناء ثقه بين أفراد المجتمع ، أو عبر حوار محترم معنى ، ومضامين ، خاصة بعد أن إبتلى المجتمع بنفر من المتعلمين قليلى الأدب ، وشباب ” الفيونكه ” الذين يحرص بعض الشباب على أن يبرزها تأكيدا على المدنيه والحداثه ، وهم مغيبون ، وقد لايدرى أى منهم أن ذلك نهجا يتسم بالتردى الفكرى قبل المجتمعى ، هذا التردى إن لم نتصدى له إنطلاقا من ثوابتنا الدينيه ، والأخلاقيه ، والمجتمعيه ، والتى تهدف إلى بناء الفرد ، والجماعه على أسس محترمه راسخه ، سنكون كمن يدفع بالمجتمع إلى حافة الهاويه خاصة بعد هذا التدهور الذى شمل الحوار والذى برز فى مفردات شديدة التدنى ، خاوية المضمون مفتقده للهدف النبيل .
تعاظم مع ذلك حالة التناغم المجتمعى مع حفلات المجون والمسخره التي باتت سمه أساسيه ونهج بغيض رسخته الجامعات المصريه قاطبه عند الإحتفاء بخريجيها في كل الكليات ، في مشهد يتسم بالسفاله ، وينسف ماتبقى من قدسيه للجامعات ، وكأن هناك من يريد تأصيل المساخر والمجون بالمجتمع ، جنبا إلى جنب مع ضيق ذات اليد والغلاء الفاحش ، وجميعهم لايمكن على الإطلاق أن يساهم من يدور في فلكهم في نهضة الوطن أو تقدم الأمه .
خلاصة القول .. مخطىء من يتصور أن الغايه من طرح ذلك وبصراحه شديده تشويه واقعنا المجتمعى ، أو النيل من قيمنا وثوابتنا ، بل على العكس من ذلك تماما لأن الغايه نبيله منطلقها حبا في هذا الوطن وعشقا لترابه وأمنية أن يكون أعظم الأوطان ، أحدد مواطن الخلل إنطلاقا من ضمير وطنى ، متمنيا ان يكون هناك تدخل سريع لتصويبه ، ومواجهة حاسمه للمساخر ، أو لعلها محاوله لتنبيه الغفلى ، وإيقاظ ماتبقى لدى الكرام من ضمائر حيه وهم كثر بفضل الله ، يبقى علينا أن ننفض عن كاهلنا غبار التردى ، ونخرج من حالة الكٱبه التى باتت تلازمنا إلى ٱفاق الأمل ، ونعمة المحبه ، وأنس القرب من رب العالمين سبحانه بالطاعات وتقديم الخير للناس .