بقلم : حاتم السيد مصيلحي
الحياء ( انقباض النفس عن القبيح وتركه) وضد الحياء الوقاحة ، والبذاء
وفي الحديث: ( الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة ، والبذاء من الجفاء ، والجفاء في النار) والبذاء هو المفاحشة.. وقديختلط الحياء عند كثير من الناس بالجبن ، مع أن هناك فرقاً كبيراً بينهما، فالحياء تورع عن عمل أو قول لا يليق بالكريم، أما الجبن فتقاعس عن واجب يلزم أن ينهض الإنسان إليه ويقوم به
وقد جعل صل الله عليه وسلم الحياء من الإيمان ، لأن المستحي ينقطع بحيائه عن المعاصي ماظهر منها ومابطن، فصار كالإيمان الذي يحول بين الإنسان وهذه المعاصي، فالحياء لايأتي إلا بخير كما قال صل الله عليه وسلم، وقال: ” إن لكل دين خلقاً، وخلق الإسلام الحياء “
ولكن للأسف الشديد يخالف ذلك تماما واقعنا الحاليً فأصبح قلة الحياء ، وإشاعة الفحشاء والمنكر والبغي واقعاً ملموساً بين الناس ومن يتعفف عن ذلك ويبتعد لا يجد سوى السخرية من الناس ، گأن يقال له: خذنا على جناحك ياعم الشيخ ، أو بركاتك يا مولانا ، أو لا حياء في الدين – وكأن الدين يحث الناس على قلة الحياء – دون فهم لتلك المقولة التي يتشدق بها بعض السفهاء .
وثمة حديث للرسول صل الله عليه وسلم ، جرى مجرى المثل ، وهو ( إذا لم تستح فافعل ماشئت)
وهذا توبيخ وتبكيت ، وإن كان لفظه وظاهره الأمر ، وفيه تنبيه على أن الذي يصد الإنسان على إتيان السيئات هو الحياء ، فإذا تجرد عن الحياء صار كأنه مأمور بارتكاب كل ضلالة واقتراف كل سيئة.
وأكبر شاهد على قلة الحياء مايحدث في رمضان شهر الصيام من محظورات على كل الأصعدة الشخصية ، والاجتماعية ، والمؤسسية ، فإلي متي ستظل قلة الحياء واقعاً نعانيه؟ ومالسبيل لعلاج هذا القبح الاجتماعي؟ هل من حلول واقعية تطبق على أرض الواقع ؟ أفيدونا أفادكم الله.