بات من الطبيعى أن تتنازعنى القضايا التي يشهدها المجتمع وتلك التي تحتاج لتوضيح خاصة بعد مرور سنوات طوال على حدوثها وذلك لإستلهام العبر وإستخلاص الدروس ، والوصول لإجابات وافيه عن تلك القضايا الملتبسه والشائكه والتي لم يتعايشها أجيال شبابيه ، إنطلاقا من ذلك مخطأ تاريخيا من ترسخ فى وجدانه تناول الناس من منظور قالب جامد ، ومحاسبتهم على قناعات كان يحكمها مناخ وتصرفات شهدها زمن بعينه دون إدراك أن ذلك لايحمل القداسه ، أو الثبات الراسخ لأنها الحياه التى يتبدل فيها كل شيىء ويتغير ، ويكفى للدلاله مالمسته قدرا فى تغيير كثير من المفاهيم لدى البعض دون عناء من أحد ، لأن المنطلق هذا الواقع الذى عايشوه وأدركوا مضامينه ، وهذا ماكان له أن يتحقق حتى ولو بمليون خطبه ، أو ألف جلسة يتخللها إبداع فى الحوار ، إلا أن ذلك يأخذنا للدلاله على ثبوت خطأ منهج المحاسبه الأبديه للناس على الأفكار ، أو يتم سحقهم عبر تقارير ظالمه وكل من يلوذ بهم إنطلاقا من قناعات سابقه من الطبيعى أن تتغير ، وتتبدل ، وتتحور بحكم الزمان ، وتغير المعطيات ، وكأن هؤلاء يتمسكون بدفع مثل هؤلاء للسير فى طريق مظلم ، والقناعه بمنهج الشطط فى الفهم ، والفكر تأثرا بالتغول الذى يتم التعامل به معهم .
لعل من الأهميه التأكيد على أن تجارب الحياه ، تغير كثيرا من القناعات ، بما لايستطيع أبلغ الخطباء ، وأكثرهم تأثيرا فى تغيير ماترسخ فى ذهن البعض ، لذا فإن التجارب كاشفه لقدرات البعض ومزاعمهم ، بمعنى أن كثر كنا نعتقد أنهم لو تولوا المسئوليه يمكن لهم أن يجعلونا نعيش فى باريس لكنهم عندما منحوا الفرصه فإذا بهم أخذونا إلى أحراش أفريقيا فكان الحكم قويا والرد عنيفا ، أجلها تغير القناعات التى فشلت فيه الأجهزه ، والمفكرين ، والخبراء والساسه عبر سنوات طوال .
تلك الرؤيه لاشك قد يكون لها مردود هام مجتمعيا وحتى عند المحللين والأجهزه شريطة أن يترسخ اليقين بأن المواقف الوطنيه النبيله لاعلاقه لها بتصفية الحسابات ، أو النيل من الخصوم كما يقول رجال السياسه ، وأن الخوف من الله رب العالمين سبحانه أهم وأجل من الجميع ، وأختتمها بأن الأمر لاعلاقة له بالإصطفاف مع أى فصيل سياسى ، إنما له علاقه بالثوابت الوطنيه والمواقف التى يتخذها الإنسان فى حياته والتى تحتمل الصواب والخطأ لذا يكفيه شرف المحاوله ، وصدق السريره ، ونبل المقصد ، وسمو الغايه .
خلاصة القول .. الآن أتمنى أن يدرك الأكارم الفضلاء المبتغى من تلك الرؤيه ، كما أتمنى أن يكون الهدف النبيل منها قد أدركه العقلاء ، وأن يكون المتحفزون قد أدركوا خطورة إفتقاد الواقع السياسى للحاضنه الشعبيه ، ولعلها إجابه وافيه لكل الأحباب الكرام ، فى تأكيد أن عطائى لخدمة أهلى ليس تفضلا منى ، بل فضلا من رب العالمين سبحانه أنعم به على شخصى ، لذا فهو واجب مستحق لأنهم أصحاب فضل ، وهو عطاء لله وفى الله ، وعلى الله قصد السبيل . يبقى الأمنيه قائمه أن يفتح هؤلاء النوافذ ، والأبواب ، لأنه فى تقديرى هذا هو الطريق الوحيد لنهضة هذا الوطن ، يبقى بعد كل ماذكرت بشفافيه ممزوجه بخبرة السنين وتجارب الحياه ، من الأهميه أن تكون أمام كل المخلصين العقلاء ، يصوبوا مايرونه فيها فى حاجه لتصويب ، ويضيفوا لها مايشاءون وهذا لايزعجنى بل أراه طبيعى لأنها رؤية بشريه لاتحمل القداسه . هذا وبعد أن مضى قطار العمر وأصبح يقترب من محطته الأخيره ، يتعين أن أترك تلك الرؤيه ، وماسبقها من آراء بحق العديد من القضايا فى صفحات التاريخ أمام العقلاء ، والمنصفين ، وهم كثر بهذا الوطن ، وكذلك الأجيال القادمه لعلها تكون نقطة إنطلاق حقيقيه بما إحتوته من خبرة السنين .