يتعين في زمن كزماننا أن نقول الحق ، ونتحدث بالصدق ، ونثق فى رحمة رب العالمين سبحانه ونصرته لأصحاب الدعوات ، وليستقر اليقين أن الصدق منجى ، والحق طريق الصواب لأنه إسم من أسمائه سبحانه وتعالى ، يتعين أن نطرح الحقيقه بغية الإصلاح وتعديل المسار ، والتى مؤداها أن الكل بات يخدع الكل ، والكاسب الوحيد ليس المجد والمجتهد لكن الذى لديه أدوات أكثر فى الإبداع الخادع ، وهذا أمر جلل بحق ، يحكمه النفاق ، ويحدد معالمه الخداع ، حتى أنه من كثرة ماأرصده أصبحت متعايشا مع كل تلك المتناقضات ، إلى الدرجه التى بات سلوك العاملين مع رئيس العمل يحكمه المنفعه ، ومايطمحون من تحقيقه من مكاسب من خلاله ، ومن ناحية أخرى يأتى سلوك رئيس العمل ونهجه مع من هم تحت ولايته مرتبط بمدى المردود عليه منهم أدبيا أو ماديا ، وما يترتب على ذلك من تبرير أخطاؤهم ، والتجاوز عن زلاتهم ، وغيرهم يسحقهم لمجرد الظنون ، وهكذا فى كل موقع .
ليس أدل على ذلك من هذا الرصد الدقيق لواقع الحال الذى يشير إلى إصرار البعض على أن المكون الإدارى لجهة إداريه سينهار بكامله وسيتم تدمير منظومته ، إذا تولاها شخص بعينه تشير كل التقارير الشفافه أنه هو المستحق بحكم الخبره والوضع الوظيفى ، ومكونات الشخصيه ، وعبثا يحاول المخلصين الإقناع رفضا للمشاركه فى توجه الإبعاد دون جدوى فيكون التدخل للحفاظ على الحق ، ثم عندما يتولى الموقع رسميا ، نجد الأشخاص هم أنفسهم ، ذاتهم ، وبشخوصهم ، هم من يمدحون فيه ، ويسوقون مبررات توليه هذا الموقع الذى حاول كثر إقناعهم بأنه جدير به دون جدوى ، كل ذلك بغية حجز مكان بجواره ، أو أن يطولهم قرار من قراراته يكون لها مردود وظيفى متميز عليهم ، الكارثه أن أحدهم إمعانا فى التدليس يحاول إقناع الآخرين أن ماكان يطرحه بهذا الشأن كان على سبيل الهزار خشية أن يكشف أحدا للمدير عن إسمه ظنا منه أن من يحاول خداعهم ليتقيهم يمتلكون عقليه تتشابه مع عقليته الفاسده ومن معه فى عدم إدراك قيمة أن للمجالس أمانات ، وأنا مالدى الكرام من أمانات إئتمنهم الناس عليها إنطلاقا من ثقة سيأخذونها معهم فى قبورهم ، ولن يبوحوا بها مهما شاب العلاقات بينه وبينهم من تقلبات .
لاشك أن لهذا النهج البغيض تداعيات مدمره على الوطن بكامله لأن تلك الظاهره غاصت فى أعماق المجتمع وأصبحت تتحكم فى مفاصله ، لذا أصبح من واجب كل أبناء الوطن أن يتصدوا بعقلانيه وإتزان وهدوء لهذا النهج البغيض ، والعمل على تغييره ، وتنظيف تلك العقول مما علق بها ، ومحاولة توضيح المفاهيم بهدوء ، ومعالجة الترديات بعقلانيه ، والدفع نحو التقارب ، والتلاحم ، والإصطفاف ، لتقديم الخير للمجتمع ، والنهوض بهذا الوطن .
خلاصة القول .. نحن على المحك ، وماهو قادم بات مرعبا لأننا نتحدث عن مجتمع ومكوناته وتعامل الناس فيه ، وهذا الذى يحدث لايؤسس على الإطلاق لمجتمع متماسك ومترابط ، ومحترم ، وينشد من فيه العزه والإنطلاق إلى آفاق التقدم والرقى ، الأمر الذى معه أدق ناقوس الخطر لكل من يعنيهم أمر الوطن ، أن يفكروا فى مخرج سريع للخروج من هذا الواقع المرعب قبل أن ينهار المجتمع على رؤوسنا جميعا ، وهذا الإنهيار سيشمل الجميع حتى من يمتلكون سلطه ، أو يعيشون فى نعيم إنعزالا عن هذا الواقع ، أصرخ حبا وخوفا على وطننا الغالى منبها ، ومحذرا ، لاأبتغى من ذلك البحث عن موقع مجتمعى رفيع ، فقد وصلت لما لم يصل إليه إلا القليل من أبناء جيلى مجتمعيا كنائب بالبرلمان ، ووظيفيا كقياده صحفيه ، وقبل كل ذلك أصبحت أنتمى إلى جيل سبقنا فيه الكرام إلى دار الحق ، وبات كل من فيه فى خريف العمر يستعدون للقاء رب كريم . تبقى الحقيقه التى تبحث عن حلول إنطلاقا من واقعنا المرير ، ومستقبلنا الغامض ، والأمل فى التغيير لما هو أفضل . لكن كيف هل فى فتح النوافذ ، والأبواب ، أو فرض حالة من التغييب تابعونى حيث أتناول تلك القضيه المحوريه . حفظ الله مصرنا الحبيبه ووطننا الغالى من كل مكروه وسوء .