مفاهيم غريبه وعجيبه فرضت نفسها على واقعنا المعاصر البعض منها موروث ، والٱخر فرضه واقع الحياه إنطلاقا من حالة الإلتباس التى طالت الجميع ، لعل أهمها الإرتياب من الإقتراب من أجهزة الدولة ، أوقول كلمة إنصاف فى حق مسئول ، حيث أنه في الأولى يظن البعض أن هذا مبتغاه بحثا عن دور يساهمون فيه ، والثانى يعتقد البعض أن منطلقه نفاقا أو تطبيل .
تلك القضيه دائما ماكنت أترفع عن تناولها لأنها من القضايا المجتمعيه الشائكه ، لكنها فرضت نفسها على الجميع بعد ردة الفعل من بعض الزملاء الصحفيين أعضاء النقابه على أثر القلق الذى إنتابهم تأثرا بما قدمته الشركة المتحدة للاعلام من دعم ورعاية توزيع جوائزالصحافة المصرية بنقابة الصحفيين التي خرجت بشكل مبهر من حيث الإعداد والتنظيم وإخراجها بهذا الشكل الراقي الذي يتناسب مع مكانة المهنة العظيمة ، وكذلك تحملها قيمة جوائز الفائزين الضخمة بعد تضاعفها هذا العام عدة مرات ، يزيد على ذلك ماكشف عنه نقيب الصحفيين الزميل خالد البلشى في كلمته بحفل الإفتتاح من تحملها تكاليف انقاذ حياة زميلتنا الصحفية التي كانت تصارع الموت وفي حاجة شديدة للاستعانة بجهاز خاص يبلغ تكاليف الاستعانة به وحده مليون جنيه تحملتها الشركة كاملة .
إنتاب بعض الزملاء القلق وإعتبروا أن إتاحة الفرصة للشركة المتحدة للمشاركة في الحفل ، ورعاية الزميلة ماهو إلا إختراق ناعم للنقابة ينتهي بالسيطرة عليها من قبل الجهات الرسمية التي تنتمي اليها الشركة المتحدة ، وهذا لاشك أمر غير صحيح ولايتفق مع المنطق لأن جميع الزملاء الصحفيين على مستوى المسئوليه ، وقادرين على التصدى لأى عبث إن أدركوه ، لكن رغم ذلك فإن تلك الهواجس فجرت قضية التعاون والتناغم مع أجهزة الدوله وكافة الجهات المعنيه فيما يتعلق بالكيانات النقابيه وحتى الشخصيات العامه خاصة الذين ينتمون لفصيل المعارضه الوطنيه ، والذى أراه وأنا أنتمى إلى فصيل المعارضه الوطنيه حيث الوفد في زمن الشموخ ومازلت بفضل الله ومازالت قناعاتى ، أمر واجب وحتمى لأنه لاتنافر ، ولاتنازع ، ولاصراع ، ومخطأ من ينظر إلى هذه القضيه بمنظور أن التعاون مع أجهزة الدوله بكافة أشكالها وتخصصاتها أمر مريب ، لأننا جميعا أبناء الوطن وخداما لأهلنا في كل موقع من بالأجهزه وغيرها ، بل إننى أرى أن هذا التعاون حتمى وضرورى حتى بين فصائل المعارضه الوطنيه والحكومه ، إنطلاقا من ضرورة وجود الرأي الآخر في إطار من الموضوعيه ، والإحترام ، والحجه والبيان ، لأنه ينبه لمواطن الخلل ، ويعمل على تجاوز العقبات .
التواصل المجتمعى بين الجميع أغلبيه ومعارضه ، وحكومه وأجهزه أراه صمام أمان لهذا الوطن الغالى ، وغلقا لطريق يحاول أن يسلكه من يريدون النيل من مقدرات الدوله ، إذن الغايه نبيله ، والهدف صالح الوطن ، ولاأرى في هذا النهج عيبا أو نقيصه ، بل أدركته شابا فيما تعلمته من زعيم الوفد فؤاد باشا سراج الدين ، وإذا كان هناك من يعتبر الإقتراب من الأجهزه ، أو التواصل مع المسئولين أمر يحمل نفاقا فما أعظمه من نفاق يعمل على النهوض بالوطن ، وبحق الله ليس من بالحكم ومعاونيهم في عهود سابقه وحتى الآن بهذا السوء الذى يصوره البعض ، لأنهم بشر وليسوا ملائكه فالخطأ لديهم وارد ، يبقى أنهم شأن كل البشر لهم مالهم وعليهم ماعليهم ، بل إن فيهم صوامين قوامين شرفاء أفضل ملايين المرات من الذين صدعوا أدمغتنا بالدروس الدينيه بالمساجد وإذا بنا نكتشف واقعهم المرير ، وقد تعايشت مع كثر منهم في مهمات صحفيه خارج الوطن ، على مدى أربعين عاما مضت منذ إلتحقت بالصحافه ، وأبهرنى ماهم عليه من إحترام ، ونزاهة ، لم يدركها كثر لديهم اللهم إلا الذى إقترب منهم مثلى بحكم تخصصى الصحفى ، ووضعى السياسى كنائب بالبرلمان ، ويطيب لى أن أذكر منهم كنموذج أراه فخرا لهذا الوطن عايشتهم عن قرب سنوات طوال داخل الوطن وخارجه في مهمات صحفيه اللواء طارق عطيه مساعد أول وزير الداخليه السابق والمتحدث الرسمي باسم وزارة الداخليه سابقا ، وأحد عظماء جهاز أمن الدوله ، وكذلك عشرة العمر إبن الأصول اللواء سليمان نصار مساعد أول وزير الداخليه السابق ، وأيضا أحد عظماء جهاز أمن الدوله ، متمنيا أن يكون مارسخوه منطلقا لأداء كل الضباط في العصر الحديث خاصة فيما يتعلق بالفهم والوعى والإدراك .
خلاصة القول نحن في حاجه لضبط إيقاع لكل المفاهيم ، وكافة الآراء ، وجميع التصورات ، خاصة وأننا كصحفيين أعضاء نقابه هي من أعرق النقابات ، وكسياسيين عاصروا أجيال متعاقبه من الساسه والمسئولين ومن بالأجهزه ، ومن مثلى من الصحفيين الذين تشرفوا بعضوية البرلمان وخرجوا من رحم الشعب ، وليسوا صنيعة أنظمه ، لانعيش في جزيرة منعزلة ، إنما جميعا جزء مهم وللغاية في المجتمع ، لذا أرى حتمية وجود علاقات قويه بين كل طوائف المجتمع وفئاتها مع من بنظام الحكم ومن بالأجهزه ، ومن لايدرك ذلك من أي طرف إنما يساهم دون أن يدرى في تعميق الكراهية والبغضاء ، وطمس معالم الحقائق ، والذى نتيجته حالة من الإرتياب لغياب الحقيقه تدفع في إتجاه إضعاف كل الدوله ، وهذا مالايتمناه أي مواطن مصري أصيل سواء كان بالأجهزه أو خارجها ، شريطة أن تكون تلك العلاقات قائمة علي أحترام وإستقلال الفهم ، والقرار، والعمل النقابي ، وليكن المبتغى الوطن الغالى ، وكل مايصدر من أداء لصالح الوطن وليس لإفتعال خصومات ومعارك تضيع فيها كل الحقوق .. تلك رؤيتى لله ثم للتاريخ من أجل هذا الوطن الغالى ، لاأزعم أنها الحقيقه المطلقه بل إجتهاد أدعو الله تعالى أن أكون قد وفقت فيه ، أطرحه حيث أنتمى إلى جيل على وشك مغادرة الحياه مرفوعى الرأس بما قدمته وكل أبناء جيلى للوطن الغالى ، منطلقه مواقفنا الوطنيه ، ومكانتنا الوظيفيه الرفيعه ، والتي لرفعتها لم يعد يبحث أحد فينا عن أي منصب بعد أن حقق كل منا غاياته من المناصب ، أو أي مكانه لأننا بفضل الله رموز هي محل تقدير الجميع ، وعلى الله قصد السبيل .