رقصت إحدى الخريجات بأسيوط إبتهاجا بتخرجها وتفاعل مع رقصها كل مصر إنطلاقا من إنقسام بين مؤيد لهذا التصرف ، ومعارضا له ، ورافضا لترسيخ هذا النهج خاصة عندما إستفزت كل الناس بإبتهاجها بأن والدها فخور برقصها ، وكأنها أتت شيئا مفيدا ، أو أمرا عظيما يفتخر به ، وعندما ناشدتها إحدى الممثلات أن تزيد من الرقص . لذا يتعين رفض أي مبرر لهذا السلوك المشين ، خاصه ماتردد أنه مستوحى من جامعات أوروبية ، لأن مصر دولة لها قيم ، ومبادئ ، وأخلاقيات ، وتقاليد وأعراف لابد من الحفاظ عليها ، والتأكيد على أن الحرم الجامعي للعلم وليس للإنحراف الأخلاقي ، وحقا الأخلاق لا تتجزأ .
لمن لايعى قيمة أن الجامعه هي محراب العلم والفكر والنافذة لإستلهام كل العلوم والفنون يتعين أن يدرك أن الحرم الجامعى له جلاله وقدسيته ، كونه هو محراب العلم ، ومنطلق الشباب الحاضر وكل المستقبل الأمر الذى يتطلب معه الحفاظ على قيمه ومبادئه ، منذ أن إنتهى العام الدراسى بالجامعات في كل ربوع مصرنا الحبيبه ، أصابنا الهلع مما شهدته حفلات التخرج بالجامعات من مشاهد خارجة عن الإطار الجامعي ، من إحتضان الطلاب والطالبات ، إنطلاقا من خلاعه جعلوها مصدر للتعبير عن السعاده بتخرجهم ، بالإضافه إلى الإتيان بأوضاع أخلاقيه ممجمجه ومستهجنه ، مما أثار جدلا كبيرا، وسخطا شديدا عند من تبقى لديهم أخلاق ، فضلا عن إرتداء الملابس شبه العارية التي تظهر من تحت روب التخرج المفتوح ، لذا مرارا وتكرارا طالب كثر بإتخاذ إجراءات صارمه ضد كل هذه الظواهر ، محذرا من أن الصمت المتكرر من الجميع سيؤدى إلى فاجعة أخلاقيه كبرى .
نبهنا رقص الخريجه إبنة أسيوط أن هناك خلل فى مكون المجتمع وأننا لدينا أزمه مجتمعيه خاصة أن منطلق ذلك صعيد مصر المعروف عنه المحافظه على كل القيم والأخلاق والذى يمثل لدينا كمصريين صمام امان حقيقى للإحترام ، لذا إذا كان هذا حدث لديهم فيكون من الطبيعى أن ترقصن أبناء بحرى إنطلاقا من عرى ، وهذا يمثل طعنه حقيقيه فى مكون المجتمع ، فمن يقول أننى رجعى فنعم الرجعيه ، ومن يقول إن ذلك مدنيه فبئس المدنيه ، ومن يقر إبنته بأن ترقص فى أى مكان فإنه يكون رجل منعدم النخوه ، فاقدا للرجوله ، لاشرف له ، يتعاظم ذلك كله عندما ندرك أن هذا ليس تصرف فردى إنما نهج عام صار معمولا به فى كل جامعات مصر حتى تحولت تلك الجامعات لحلبات الرقص سواء الفردى أو الجماعى للبنات داخل المسارح الجامعية في وجود أساتذتهم ، الأمر الذى يعني الإضرار بالعلاقة بين الطالب والأستاذ والتي يجب أن يسودها الإحترام المتبادل ، بل ويعطي انطباعات للعامة أن الجامعات المصرية مثلها مثل المسارح الخارجية والنوادي ، خاصة بعد إتشار مقاطع الرقص عبر السوشيال ميديا .
يقينا .. لمن بقى لديهم ولو ذرة من عقل ، ومازال عندهم نخوه ، ومن يعظمون الشرف ، خاصة أهالينا الطيبين ، وكذلك كل المتدينين المتحذلقين ، ومااكثرهم فى هذا الزمان ، يكون التأكيد على أنه لاأحد يعترض على التعبير عن السعاده والفرح بتخرج بناتنا من الخريجات ، بل إنه يوم بهجه وسرور ، لكن الإعتراض فى طريقة التعبير عن الفرح والسعاده ، وهذا النهج الذى أراه بغيضا وينال من كرامة الفتيات ، ولاأعرف كيف يكون شكل كل فتاة رقصت بعد سنوات قليله أمام أبنائها وزوجها عندما تراجع مافعلته من رقص فى حفل تخرجها ، فإذا لم يمتعض زوجها يكون بلا نخوه ، وفى صمت أطفالها ترسيخ أن هذا العمل المشين شيىء عظيم فنعد دون أن ندرى لجيل من الراقصات بدل أن نعد جيلا من العالمات المجتهدات صاحبات الخلق الرفيع ، المنضبط سلوكيا . فالننتيه أن من يصدر ذلك أنه يسيىء لمجتمعنا المحافظ على القيم والأخلاق ، لذا فإن التصدي لتلك الظواهر أراه من الواجبات ، والتهاون سيساهم في انتشار هذا السلوك في كل الجامعات من بعض الطلاب ، الذين لم يتلقوا قواعد وأصول التربية ، ومفهوم الدين ، فأصبحوا لا يعرفون الحلال والحرام أو العيب .