العلم رحم بين أهله .. قولا مأثورا أصل لمضامينه النبيله العلماء وأكدوا على أن هذه الرحمية التي بين أهل العلم أساتذة وطلاباً لا تقلّ عن الرحم التي بين الأقارب وذوي الأرحام برّاً وأدباً ، وهكذا أدرك ذلك كل من ينتمون إلى منظومة العلم ، ولكنه لم تدركه نفسى ، ولم يتعمق فى وجدانى إلا بعد أن عايشت هؤلاء العلماء فى واقع الحياه إنطلاقا من مدرجات كلية الٱداب جامعة طنطا ، طالبا صديقا لقامات شامخه بحكم العطاء فى الإتحادات الطلابيه ، تعلمت على أيديهم الخلق الكريم قبل العلم الغزير ، تمر السنوات ، وتتعاقب الأيام ، ويرحل العظماء من أمثال الدكتور محمد فتحى أستاذ الفلسفه ، وينكفأ من تبقى منهم على ذاته محاطا بالتوقير والتقدير والإحترام من أمثال المفكر الكبير الدكتور حلمى القاعود أستاذ اللغه العربيه ، متعه الله بالصحه والعافيه ، وتمر الأيام وتتعاقب السنوات ويحمل الرايه عظماء جيلا بعد جيل ، جمعت بينى وبينهم محبه من نوع خاص لأنها لله وفى الله ، فى القلب منهم عمدائها الأكارم الفضلاء الدكتور محمد السديمى ، والدكتور ممدوح المصرى ، ولكل منهما منهج يدرس فى الإحترام ، ووكلائها الأحباب الرائع الدكتور عبدالرازق الكومى المبدع بالفطره ، وأختى إبنة عمى سليلة الأشراف المتميزه منذ أن كنا تلاميذ بالمدرسه الدكتوره تفيده عبدالجواد .
هذا النهج العظيم جعل كلية الٱداب مضرب الأمثال فى الرقى والعظمه ، وعمق الٱداء والإحترام ، وكذلك فرضت وجودا فى المحافل العلميه بما تحققه من منتج علمى يتسم بالعمق ، إنطلاقا ممايتمتع به أعضاء هيئة التدريس فيها من فيوضات علميه هى هبه من الله تعالى ، وتميز يشهد به القاصى والدانى ، لذا كانوا دائما متصدرين الإشراف على الرسائل العلميه الماجستير والدكتوراه ، يضاف إلى ذلك الإصرار على تحقيق الصداره فى التميز ، فتم إنشاء أقسام متميزه يتخرج من بعضها مهندسين كما فى شعبة المساحه بقسم الجغرافيا ، وأطباء نفسيين إنطلاقا من قسم الطب النفسى ، ليسجل تاريخ البحث العلمى أن كلية الٱداب بجامعة طنطا يتخرج منها مهندسين وأطباء . وجاء الإعتزاز بتاريخ محافظتنا منطلقا لنهج عظيم فى هذا الصرح العلمى المتميز لذا وجدنا قسم التاريخ يطرح القامات العظيمه من أبناء المحافظه ويزين بها جدران طرقة قسم التاريخ ، إنطلاقا من أبناء بلدتى بسيون من الزعيم الوطنى مصطفى كامل ، وحتى بطل حرب أكتوبر الفريق سعد الدين الشاذلى ، نهاية بصاحب قطايف أستاذى الجليل الكاتب الصحفى الكبير والمؤرخ العظيم جمال بدوى عليهم رحمات الله ورضوانه .
زاحمتنى كل تلك المعانى النبيله وغاصت فى أعماقى وأنا أتشرف بالأمس بعضوية لجنة التحكيم لمشروعات التخرج لطلاب الفرقه الرابعه قسم إعلام بالكليه ، ضمن قامات صحفيه وإعلاميه ، رفيعه ، ليكون من حسن الطالع أن يواكب ذلك ماطرحته أول أمس إنطلاقا من مشاركتى فى تلك الفعاليات الرائعه العام الماضى . ويطيب لى بحق أن أعبر عن سعادتى البالغه بالمستوى الرائع الذى لمسته فى بحوث الخريجين والذى يأتى إنعكاسا لهذا الجهد العظيم الذى بذله أعضاء هيئة التدريس بالقسم ، إلى الدرجه التى منحت الطلاب الذين اعدوها إمتياز فى التقييم عن حق ، وأقول كما قلت العام الماضى لو كان هناك درجه أعلى من الإمتياز لمنحتهم إياها ، لأن الأعمال متميزه ، وهادفه ، وتتسم بالعمق ، ولها رساله ، وتهدف لغايه مجتمعيه نبيله متمسكا بالحفاظ على رسالة الصحافه والإعلام بدعم هؤلاء الشباب .
يقينا .. مستوى رائع من الطلاب بقسم الصحافه والإعلام أراه طبيعيا لأنهم يتعلمون على أيدى رائعين مبدعين من أمثال إكتسب بعضهم عشق الصحافه من بيئه حاضنه للإبداع كما فى حالة الإبن العزيز الدكتور محمد العيسوى نجل الأخ والصديق الكاتب الصحفى الكبير الزميل شعبان العيسوى .تحيه لهؤلاء الطلاب الأكارم .. تحيه إلى أعضاء هيئة التدريس بالقسم تحت إشراف الدكتور إبراهيم طلبه وكيل الكليه ، والمشرف على القسم .. تحيه إلى الدكتور إبراهيم عماره مدرس الصحافه والمشرف العام على مشروع التخرج بالشعبه ، والدكتوره أسماء الغرابلى ، والدكتوره رحاب الجمل ، والدكتور عطيه مرق . يبقى أن آداب طنطا كليه تطال بها الأعناق ، ويفتخر بمن فيها من الأساتذه والقاده الأجلاء .