يقينا لنا فى العيد وقفات ، ومنعطفات ، وحكايات ، وذكريات ، نستلهم من جميعهم الدروس والعبر ، ونتعايش مع مضامينهم لعلنا نستطيع إدراك الدروس المستفاده والغايات المرجوه .. يوم العيد حيث كنت أجلس عقب الصلاه أمام الساحه الشعبيه ببلدتى بسيون فى رحاب الأحباب ، تلقيت تحيه كبيره من أحد أبناء بلدتى الطيبين ، ممزوجه بحفاوة بالغه ، وترحاب شديد ، جعلنى أتعجب ، لكن هذا التعجب زال عندما أدركت أن ذلك مرجعه موقف لى معه قبل أربع سنوات ، كنت فيه داعما له وبقوه ، لم أتذكر هذا الموقف إلا بعد أن إنصرف الرجل ، ساعتها إستقر اليقين أن الإنسان لا ينسى أبدا من كان له سندا وقت العسره أو من تسبب له في أذى . الرجل أقسم بحتمية نزولى الإنتخابات وأنا عبثا أحاول إقناعه أن العطاء لله وفى الله أفضل ملايين المرات من العطاء وسط أجواء شديدة الصراع ، شديدة البغض ، شديدة الهزل ، تفتقد للحد الأدنى من الإحترام والمنافسه الشريفه ، لأن الكل لاينافس الكل بل يبذل الجهد لتشويهه ، وتدميره لعجزه عن الوصول لمستوى مايبذله من جهد ، وأن النائب الآن لم يعد صنيعة شعب ، الرجل الطيب بكى وأنا أحتضنه شاكرا له شعوره الطيب .
المؤلم أن هذا الرجل الطيب همهم بكلمات غريبه تحتاج لمترجم ، مافهمته منها إعتذارا ممزوجا بالحزن ، داعيا على من كانوا يحشدونه وغيره ضدى لصالح مرشحين ٱخرين لعجزهم عن الوصول لنفس مستوى العطاء الذى أقدمه ، حتى أنه قال أنه قيل له ولغيره من الجلوس أن محمود الشاذلى لن ينزل من على كرسى البرلمان لما يقدمه من خدمات خاصة التعيينات فى الكهرباء والبترول ، وكل الأماكن الحلوه ، ورعايته للمرضى ، وإنتشاره وسط الناس وقربه منهم ، والحل أن نشوه تلك الأعمال ونطلق عليه الشائعات بغير ذلك لاأمل لمن نناصرونهم في دخول البرلمان ، وكشف النقاب بتلقائيه عن أبعاد ذلك عندما دعى على أحد الأشخاص الذى وعده بتعيين إبنه في البترول مكافأه لدور أداه في تشويهى وتقزيم ماأقدمه من خدمات ، لكنه خذله ، وتمر السنوات عبر السنوات ولم يجد إلا شخصى داعما له فى أزمه كان قد تعرض لها كادت تعصف بحياته وتدمر أسرته ، أصدقكم القول لم أكن أعرف كل ذلك لكن هذا الرجل البسيط الطيب ظن أننى عرفت ، وحتى لو عرفت ماتأخرت لأننى قطعت عهدا أمام الله في صحن الكعبه المشرفه ألا أخذل مريضا ، أو أقصر في نجدة مستنجد بى حتى لو كان من الذين ناصبونى العداء وكادوا لى لأن المرض ونجدة الملهوف حق دينى وواجب إنسانى .
دلالة ذلك أن العطاء أكبر من أى خطبه ، وأن الإخلاص منجى من المكائد ، وأن الحق عنوان الحقيقه التي سيظهرها رب العالمين على رؤوس الأشهاد لأنه الحكم العدل ، والحق المبين ، وأن المكائد ضارة بالبشر والمجتمع ، بل إن عضوية البرلمان لم تعد في تقديرى مبتغى بعد أن فقدت وبصدق قيمتها لأنها لم تعد بإرادة شعبيه منزهة ، وتحقيق غاياتها باتت عبر طرق تجعل من يحترم نفسه وتاريخه لايشارك فيها حتى ولو بالإدلاء بالصوت ، لأن من يحصل عليها في هذا الزمان لايدرك أنها ليست رفاهية بل مسئوليه ضخمه أمام الخالق والخلق ، وأن ماكان متاحا من خدمات بالأمس خاصة فيما يتعلق بالتعيينات لم يعد متاحا الآن لذا تسبب هؤلاء المغرضين في الماضى بضرر كبير بالشباب ، وحتى الشباب تسببوا في إلحاق الضرر بأنفسهم خاصة الذين إنساقوا خلفهم وضاع عمرهم وتبددت الوظائف وأصبحت من الذكريات ، وللإنصاف النواب يبذلون من الجهد الكبير لكن الظروف لاتساعدهم ، ولاحتى الإمكانيات ، لكن يبقى أن لديهم إستعدادا طيب ، ويتعاملون بخلق رفيع ، ولو كنت مكانهم لكنت تأثرت بنفس الظروف التى أثرت على ٱدائهم ، ووضعتهم فى هذا الحرج الكبير بدوائرهم لعدم الإستطاعه في تلبية مطالب الناس خاصة فيما يتعلق بالتعيينات . بالقطع لاتنطبق تلك الرؤيه على كل النواب لكن هناك نواب أدركت من تعاطى الناس معهم أنهم فى مأزق حقيقى خاصة هؤلاء الذين أسمع عنهم لأول مره رغم أنهم من محافظتى ، بل أزعجنى كثيرا أنهم فى معزل عن الناس بحق وحتى لايظن أحدا أننى اوجه النقد لأحدا بعينه من نواب دائرتى يطيب لى التوضيح أن من أعنيه بوضوح النائب إبراهيم الديب نائب مركز المحله والذى لشخصه كل التقدير والإحترام ، حتى وإن لم أتشرف بمعرفته حتى إسما إلا بالأمس من خلال حوار مؤلم مع شباب دائرة مركز المحله وهو يهنئهم بالعيد على صفحته وأزعجنى هذا القدر من النقد الموضوعي والمحترم والصريح ردا على ماطرحه والذى يكشف عن أن هناك حاجه غلط وتألمت أن يكون نائب بمحافظتى وأنا لاأعرفه .
ذكرتنى تلك الأجواء بزمن جميل كنا فيه كنواب يعرف بعضنا بعضا بحق ، وصدق ، وبيننا عيش وملح ، وأخوه صادقه ، متذكرا أخى وصديقى نائب الأقصر المحترم بهاء أبوالحمد زميلى بالبرلمان وصديقى والنائب الحالى ، عندما تعرض أحد أبناء الأقصر لحادث ببلدتى بسيون قال له إذهب لنائب بسيون محمود الشاذلى وإطرق بابه ، وقل له أخوك بهاء بيسلم عليك ، وجاء فعلا وتم عمل اللازم . وذات يوم أيضا كان يجلس نائب الإسكندريه المحترم أبوالعز الحريرى عند رئيس إحدى شركات البترول وطرحت أمامه مشكله لأحد شباب بسيون ، وبمجرد أن عرف أنهى مشكلته ورحب به ، وأرسل لى معه السلام ، وكذلك عندما وقف شيخ النواب الزميل الدكتور طلعت عبدالقوى في أحد الأماكن وقال إلا محمود الشاذلى موضحا لبسا حدث ، وبدد مفاهيم مغلوطه . أصدقكم القول أننى سعيد جدا أن الله تعالى عافانى من عضوية البرلمان في هذا الزمان ، وأننى لم أرشح نفسى للبرلمان ويكفينى أننى كنت زميلا لنواب هم تاجا على الرؤوس وكنت النائب الوفدى الوحيد بالبرلمان عن محافظة الغربيه في ذلك الوقت . تبقى كلمه .. إن العطاء لله وفى الله من نعم الله تعالى التي أنعم بها على شخصى ، ويقين بكرمه وفضله لأنه سبحانه إستعملنى في الخير فأعاننى ، ولم يستبدلنى بمن هم أفضل منى ، ولعل تلك الراحه النفسيه مرجعها أن خدمة الناس شرف خاصة أسيادى من المرضى .