يقينا .. لدى إصرار على التعايش مع هموم الناس إبتغاء مرضاة الله تعالى هكذا أستشعر في عرفات .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحبابى .. اليوم عرفات كل عام وأنتم بخير .. وعلى عرفات الله يصعد الحجيج وفى أجواء عرفات يجب أن نصمت كثيرا ونتكلم قليلا ، ونستحضر الأحباب ، ونتعايش مع الطاعات ، ونتمسك بالفضائل ، وننتبه أن الدنيا لاتساوى عند الله جناح بعوضه كما قال النبى صلى الله عليه وسلم ، وأن ندعو الله تعالى أن يقربنا إليه ، ولا يجعل في قلوبنا إلا إياه سبحانه ، وأن يرزقنا من يد حبيبنا شربة هنيئة لانظمأ بعدها أبدا ، وأن ينعم علينا بالفردوس الأعلى ، وأن يشفع فينا القرآن ، ولايردنا خائبين ، وأن يرزقنا رؤية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير . اليوم عرفه ، وفيه يجب أن نتعايش مع وجداننا نستحضر الصدق ، ونقول الحق ، ونبتعد عن الترديات والزيف ، وننتبه إلى واقعنا الأليم والمرير ، والذى فيه كثرت المواعظ ، وإنعدمت الأفعال حتى فقد الناس أى قيمة للتعايش بالحياه بعد أن سقط من أعينهم من ظنوا أنهم قامات مجتمعيه رفيعه ، ورموز كان يشار إليهم بالبنان تأثرا بروعة حديثهم بعد أن أمعنوا فى التردى ، وأبدعوا فى النفاق ، وأجادوا فى التزلف ، وإنهارت أمام ناظريهم كل القيم أمام مغريات الحياه .
لست من العلماء ولاأزعم أن لدى القدر من العلوم الشرعيه الذى يؤهلنى لتصدر الدعوه ، ووعظ الناس ، لكننى أدرك أننى إنسان بداخلى فيضانا من المحبه ، وقدرا كبيرا من العطاء ، وإصرارا على التعايش مع هموم الناس إبتغاء مرضاة الله تعالى . ويقينا أن يوم عرفه هو خير أيام الدنيا وفيه يعتق الله سبحانه وتعالى العباد من النار وهو من الأيام المستجاب فيها الدعاء فالنخلص الدعاء ونتجرد من الأنا ، وننتبه جيدا أن الموت هو الحقيقه الوحيده الذى يدركها حتى المجرمين ومن أنكروا وجود رب العالمين سبحانه ، وهو قدر كتبه الله تعالى على العباد ، فلماذا نرحل ونحن مكبلين بالأوزار ، محملين بالخطايا ، منكسى الرؤوس .
فى يوم عرفه أحمد الله تعالى أن حبانى بفضيلة التسامح ، والإستمتاع عندما أكون سببا فى إسعاد الناس ، وتخفيف أحزانهم ، والتأثر بٱلامهم ، وأن أنعم عز وجل على شخصى بنعمة الصبر ، والتحمل الذى يجعلنى جزءا من كيان أهلى من البسطاء ، والفقراء ، والمهمشين ورقيقى الحال ، ياكل الأحباب فى يوم عرفه أؤكد محبتى لكم ، وسعادتى بشخوصكم الكريمه ، واليقين أنكم فى القلب مهما طال الغياب ، أو إستحال اللقاء ، أو شغلتنا الحياه ، أو تأثرنا بما يحدث بالمجتمع ، فما أروع أن يدرك الإنسان قيمة التعايش مع الأكارم الفضلاء حقا ، وصدقا ، ويقينا ، واقعا ، وأن نسأله سبحانه الهدى والتقى والعفاف والغنى ، والثبات في الأمر إنه ولى ذلك والقادر عليه .